قالت المستشارة في السياسات الخاصة بالطاقة لدى الحكومات والمنظمات الدولية في الشرق الأوسط بمجال الكهرباء، جيسيكا عُبيد، أن كهرباء المغرب تواجه تحديًا كبيرًا، يتمثل في ارتفاع الطلب، إذ إن البلد تحتاج إلى زيادة تُقدَّر بنحو 1000 ميغاواط سنويًا لتغطية هذا الطلب.
وأوضحت خلال مشاركتها ببرنامج “أنسيات الطاقة” في موقع تويتر، الثلاثاء 7 جوان، مع مستشار تحرير منصة “الطاقة.نت” المتخصصة الدكتور أنس الحجي، أن هذا الأمر يتعارض مع إستراتيجية الطاقة بالمملكة، التي تقتضي أن تزيد نسبة الطاقة البديلة بنحو 52% بحلول عام 2030.
وأضافت “المؤكد أن زيادة الطلب على الكهرباء في المغرب لن يكون بالإمكان تلبيتها عبر زيادة الطاقة البديلة بنسبة 52%، وسيكون هناك زيادة في الطلب على الوقود الأحفوري والفحم”.
ارتفاع تكاليف إنتاج الكهرباء في المغرب خلال النصف الأول من 2021
قالت مستشارة سياسات الطاقة لدى الحكومات والمنظمات الدولية في الشرق الأوسط بمجال الكهرباء، أن المغرب تمكّن من تحقيق إنجازات في مجال الكهرباء، منها توصيل التيار إلى أغلب المناطق الريفية في المملكة، خلال المدة من 1997 إلى 2017، أي خلال 20 عامًا.
وأوضحت أن هناك شراكة أكبر مع القطاع الخاص، بجانب الدعم المؤسسي، كما أن المغرب يعدّ أكبر دولة عربية تمكنت من زيادة حجم الطاقة البديلة، أي الطاقات المتجددة، وفق ما قالت في تصريحات نشرتها منصة الطاقة المتخصصة.
ولفتت الخبيرة الدولية إلى أن الطلب الأوروبي على الكهرباء في المغرب زاد بعد حدوث أزمة الغزو الروسي لأوكرانيا، لا سيما أن الدول الأوروبية تبحث حاليًا عن مصادر بديلة لتأمين الغاز والكهرباء.
وتناولت جيسيكا عُبيد مشروع الكهرباء بين المغرب وإسبانيا، الذي انطلق الجزء الأول منه عام 1997، والجزء الثاني في 2006، مشيرةً إلى أن الحديث يدور حاليًا حول استيراد بريطانيا للكهرباء من المغرب.
وذكرت أن هذه الخطوة ستتطلب زيادة الخطوط المارّة تحت البحر من 700 كيلومتر إلى نحو 3 آلاف كيلو متر، أي إنه ستكون هناك تكلفة باهظة يجب تأمينها، بالإضافة إلى احتياجات تقنية لن تتوفر بين ليلة وضحاها، إذ قد يستغرق الأمر عامين أو أكثر لتنفيذه.
تصدير الكهرباء من الطاقة المتجددة
كشفت جيسيكا عُبيد أن أوروبا قد تتمكن من الحصول على الكهرباء المولدة من الطاقة النظيفة، وخاصة الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، من المغرب، إلّا أنها أكدت أن كهرباء المغرب التي ستذهب إلى أوروبا ستكون من مزيج الطاقة عمومًا، الذي تتكون أغلبيته من الوقود الأحفوري.
وعن إمكان استخدام صحراء أفريقيا، من جانب دول مثل المغرب والجزائر، في توليد الكهرباء من الطاقة المتجددة مثل الطاقة الشمسية وتصديرها إلى أوروبا قبل عام 2050، قالت، إن الأمر يرتبط بعملية تحول الطاقة بالكامل في دول شمال أفريقيا.
وأضافت “إذا كانت الكهرباء في المغرب ودول شمال أفريقيا من مزيج الكهرباء الذي يدخل فيه الوقود الأحفوري، فلن تكون الكهرباء التي تصل إلى أوروبا بالكامل من الطاقة البديلة، لذا فالأمر يرتبط بإمكان التحول إلى الطاقة البديلة في هذه الدول”.
وتابعت “الأمر يتطلب أيضًا استثمارات ضخمة في عملية نقل الكهرباء بالفولت العالي أو الأحمال الضخمة، بالإضافة إلى استثمارات أخرى في دول شمال أفريقيا، ومن بينها المغرب، في مشروعات الطاقة البديلة والنظيفة، وهذه الاستثمارات تتطلب بدورها تشريعات ومؤسسات قوية وتنظيمية ترعى هذه الطاقة البديلة”.
تصدير الكهرباء من محطات الغاز
وبخصوص إمكان تصدير الكهرباء من محطات توليد الكهرباء بالغاز في المغرب إلى أوروبا، حال بناء محطات توليد تكفي احتياجات المغرب ويفيض إنتاجها.
قالت الخبيرة أن من بين العروض التي أُرسِلَت إلى المغرب، إرسال الغاز إليها لتحويله إلى كهرباء، لتعود المملكة إلى تصديرها إلى أوروبا مرة أخرى، وفق تصريحاتها.
وأشارت إلى أن مسألة الربط الكهربائي العابر للقارّات سيصبح أمرًا مكثفًا في المستقبل، وهو يسمح لأكثر من دول بتصدير الطاقة البديلة، كما يسمح في أوقات الذروة بأن يكون هناك إمكان لمواجهة الطلب المتزايد من خلال استمرار الكهرباء بين الدول.
الأوهام المخزنية وتخذير الشعب المغربي بمشاريع و”سيناريوهات هوليوودية”
يسعى نظام المخزن في المغرب منذ فترة إلى محاولة مراوغة الغضب الشعبي المتنامي ضد ممارساته، خاصة وان ما تقوم الطغمة الحاكمة في المغرب من مقربين لمحمد السادس قد تحول إلى “تجويع” مباشر للشعب المغربي.
وكعادته، يحاول نظام المخزن استغلال الجانب الإعلامي لترويض الرأي العام المغربي، تارة عبر نشر أكاذيب متعلقة بالجزائر، وتارة أخرى عبر الترويج بقوة لمشاريع أقرب لأفلام الخيال العلمي الهوليوودية منها إلى واقع الحال الإقتصادي والإجتماعي في المملكة المنهك شعبها.
ومن بين أبرز سيناريوهات الخيال العلمي المخزني، التي فاقت في جموحها سيناريوهات أفلام ماتريكس وقراصنة الكاريبي، سيناريو “أكبر كابل بحري لتصدير الكهرباء من المغرب إلى بريطانيا”، وهو السيناريو الذي رسمته مخابر المخزن ردا على القرار السيادي الجزائري بوقف تدفق الغاز إلى اسبانيا عبر الأنبوب المار بالمغرب، وما له من آثار مدمرة على القدرات المغربية لتلبية الإحتياجات الداخلية من الكهرباء، والتي كانت تعتمد فيها بشكل شبه مطلق على الغاز الجزائري.
رابط دائم: https://mosta.cc/4a18j