بقلم: ندى عبروس
تعد القطارات من بين أكثر وسائل النقل التي يعتمد عليها المواطنين يوميا ، والتي تضمن نقل أعداد كبيرة من المسافرين ، كما أنها تساهم في تقليل من الزحمة المرورية التي تشهدها شوارع و طرق العاصمة .
لكن تشهد حركة القطارات في الضاحية الغربية مابين العاصمة و العفرون ، وكذا القطارات الأخرى التابعة للشركة الوطنية للنقل بالسكك الحديدية المتعلقة بالمسافات الطويلة ، العديد من الإضطرابات في رحلاتها سواءا بسبب التأخيرات اليومية و تذبذب في الحركة، خاصة أن هذا التأخر يؤثر على تنقل المسافرين و يخلق إكتظاظا و فوضى وسط المتنقلين عبر القطارات ، مما يسمح بتفشي آفة سرقة الهواتف و كذا الأموال .
كما أن الإضرابات المفاجئة التي يقوم بها في عمال الشركة الوطنية للنقل بالسكك الحديدية، سواءا سائقين أو أعوان أو حتى مهندسي صيانة، قد تشكل مشكلا كبيرا بالنسبة للمتنقلين عبر هذه الوسيلة .
لكن هناك مشكل أكبر أثر على حركة القطارات و الذي كبد الشركة الوطنية للنقل السكك الحديدية، خسائر مادية ضخمة بسبب ظاهرة الرشق بالحجارة الذي تتعرض له القطارات التي تمرعلى بعض الأحياء الفوضوية و كذا المناطق المعزولة.
إعتداءات و خسائر مادية تتكبدها الشركة الوطنية للسكك الحديدية
تتعرض القطارات التابعة للشركة الوطنية للنقل بالسكك الحديدية في بعض الأحيان إلى الرشق بالحجارة عند نقاط تصل بين العاصمة و ضواحيها ، فتتوقف هذه القطارات في الكثير من الأحيان في منطاق بعيدة عن المكان المتوجهة إليه و يجبر المتنقلون عبرها إلى إكمال طريقهم عبر سيارات الأجرة أو المشي على الأقدام في خط السكك الحديدية ، ناهيك عن التوقف الاضطراري بسبب هذه الظاهرة التي يتسبب فيها أطفال و مراهقين ، فإن شركة الوطنية للنقل بالسكك الحديدية تتكبد الخسائر إقتصادية ضخمة على غرار تكسير للزجاج، و الذي يحتاج إلى أموال كبيرة و أخذ وقت طويل لأجل إصلاح هذه القطارات، هذا ما يعود سلبا على الشركة و يخلق تذبذبا على حركة النقل.
فقد سجلت الشركة الوطنية للنقل بالسكك الحديدية في الفترة الممتدة من 2013 إلى 2019 خسائر كبيرة قدرت ب727 مليون دج بسبب عمليات رشق القطارات بالحجارة.
وقد كشفت الحصيلة التي قدمتها الشركة الوطنية للنقل بالسكك الحديدية عن تسجيل حالات كبيرة للرشق القطارات بالحجارة ، حيث قال المسؤول بالشركة السيد توفيق لعمارة ، في تصريح صحفي ، أن الشركة سجلت خلال السداسي الأول من سنة 2021 ، 121 حالة رشق بالحجارة تسببت في جرح 7 أشخاص و تكسير 102 نافذة للقطارات .
تذبذب حركة القطارات و تأخير مواقيتها بسبب سرقة و التخريب
تشهد رحلات القطار على مستوى الضاحية الغربية للعاصمة ما بين خط آغا – العفرون، تذبذبا واضحا في حركات القطارات ، بسبب أعمال التخريب و عمليات سرقات طالت منشآت السكة الحديدية بإستمرار ، وكذا إشارات السكك الحديدية و تجهيزات إلكترونية وكذا كوابل وألياف بصرية ومعدات كهربائية على طول السكة الحديدية خاصة في المناطق المعزولة، و كذا ظاهرة رشق القطارات بالحجارة ، هذا ما تسبب في إضطرابات في حركة القطارات .
و قد قال السيد توفيق لعمارة ، مسؤول بالشركة الوطنية للنقل بالسكك الحديدية ، أن مصالح الأمن في عدة ولايات تدخلت في العديد من قضايا سرقة المتعلقة بالمنشأت السكة الحديدية ، فقد قامت أفراد الكتيبة الإقليمية للدرك الوطنية بالمحمدية بولاية معسكر ، من توقيف شخصين متورطين في سرقة أعمدة من خط السكة ، و تتمثل في أعمدة أرقام الكيلومترية للسكة و تم بيعها كنفايات صلبة في الأسواق ، فيما تم تقديم المتهمين أمام وكيل الجمهورية لمحكمة المحمدية و تم الحكم عليهما بخمس سنوات سجن نافذة و غرامة مالية قدرت ب 500 ألف دينار جزائري .
وأضاف المتحدث ذاته أن مصالح أمن الشرطة بسكيكدة أوقفت متورطين في سرقة أجهزة خاصة بتغيير السكة ، وتم عرض المتهمين على قاضي التحقيق.
الشركة الوطنية للسكك الحديدية تنظم حملات تحسسية للحد من ظاهرة الرشق بالحجارة للقطارات
نظمت الشركة الوطنية للنقل بالسكك الحديدية ، حملات واسعة لتحسيس والإعلام لفائدة المواطنين ، لمواجهة ظاهرة رشق القطارات بالحجارة، وكذا توعيتهم بالمخاطر و الأثار السلبية التي تخلفها هذه ظاهرة الخطيرة .
كما كثفت الشركة جهودها في تنظيم حملات تحسيسية على مستوى محطات القطار وفي المدارس المحاذية للسكك الحديدية ، خاصة تلك التي تتكرر فيها مثل هذه الأعمال التخريبية .
إضافة إلى ذلك تقوم الشركة بالمشاركة في حصص وبرامج إذاعية وتلفزيونية حول ظاهرة رشق القطارات وسرقة وتخريب المعدات السككية والكوابل الكهربائية، وتنظيم ملتقيات وطنية لمناقشة ظاهرة تخريب وسرقة المنشآت القاعدية السككية، و هذا بإشراك كافة المصالح والهيئات المعنية.
كما تعكف الشركة الوطنية للنقل بالسكك الحديدية على تزويد عدد معتبر من محطات نقل المسافرين ذات الحركية الكبيرة بكاميرات مراقبة ذات جودة عالية و ذلك للحد من ظواهر الاعتداء على الأشخاص والعتاد ، وعلى رأسها ظاهرة رشق القطارات بالحجارة التي تكبد الشركة سنويا خسائر مالية ضخمة .
ظاهرة رشق القطارات بالحجارة تتزايد في فترة العطل
قال أستاذ علم الإجتماع ، السيد حسين زبيري ، في تصريح صحفي أن تكرار الرشق بالحجارة يكون خاصة في فترة العطل ، أين يكون خلالها الأطفال في فراغ كبير لذلك إتخذت الشركة مجموعة من التدابير للحد من هذه الظاهرة ، لكن من وجهة نظره أنها تدابير قانونية على أساس أنها فعل جنائي يحاسب الفاعلون عليها ، لكن بالرغم من هذه التدابير إلا أن هذه الظاهرة لم تتناقص ، بل هناك تزايد في العدد لذلك المقاربة القانونية و الامنية غير كافية ، لأن في حقيقة الأمر ظاهرة الرشق بالحجارة قبل أن تكون ظاهرة قانونية و أمنية هي ظاهرة إجتماعية مرتبطة بمجموعة من الأسباب.
و أضاف أستاذ علم الإجتماع ، حسين زبيري ، أن المدرسة هي أولى المؤسسات للتنشئة الإجتماعية و لابد من مشاركة وزارة النقل و المجتمع المدني في عملية التحسيس و التعريف بالأثار السلبية التي تتسبب بها الرشق بالحجارة للقطارات .
وإقترح الأستاذ حسين زبيري ان الدرس الافتتاحي في كل سنة ، من وزارة التربية تأمر المؤسسات بتخصيص درس متعلق بهذه الظاهرة ، ظاهرة الرشق بالحجارة و الأثار السلبية التي تخلفها ، حتما سيكون عندها أثر إيجابي على الأفراد و على سلوك الأفراد و على من يعرفون هؤلاء الأفراد و خاصة التلاميذ .
رابط دائم: https://mosta.cc/3m936