بقلم: ندى عبروس
تلعب الشركة الوطنية لنقل و تسويق المحروقات ” سوناطراك ” دورا مهما و محركا فعال في الإقتصاد الوطني ، باعتبارها المصدر الهام للإيرادات التي تدخل خزينة الدولة ، كما أنها الجزء المهم الذي تعتمد عليه الحكومة في تمويل التنمية المحلية وميزانيات الجماعات المحلية ، على ما تكسبهالشركة من مداخيل بيع وتسويق المحروقات.
حيث تسعى الشركة الوطنية لنقل و تسويق المحروقات إلى توسيع أفاق الإستثمار في الجزائر و مع شركاءها في الخارج ، وهذا من خلال استثمار أزيد من 39 مليار دولار أمريكي خلال الفترة ما بين 2022 إلى 2026 للحفاظ على إنتاجها من الهيدروكربونات.
و قد كانت شركة ” سوناطراك ” قد وقعت مع شريكها “ايني” الايطالية العديد من الإتفاقيات المتعلقة بالمحروقات و الإنتقال الطاقوي، كما تعتبر سوناطراك شركة ” إيني ” شريكها الاستراتيجي ، حيث نجحا مؤخرا في حفر أول بئر استكشافيHDLE-1 في محيط الاستكشاف زملة العربي الواقع بحوض بركين.
عودة الجزائر إلى الإستثمار في المجال الطاقوي ستمكنها من الحصول على شراكات أحسن
قال الخبير الإقتصادي ، السيد محفوظ كاوبي ، في تصريح صحفي أن أوروبا حاليا في حالة إعادة النظر في أمنها الطاقوي و ستعود إلى السياسة التي كانت عليها في نهاية الثمانينات ، أينما كانت الجزائر تعتبر ركيزة أساسية في في تموين على الأقل دول جنوب أوروبا بالغاز ، تم إعادة نظر من خلال إعطاء الأفضلية إلى التزويد من الشمال من روسيا أساسا ، الأمر الذي أدى في بداية التسعينات إلى ضرر لاحق الجانب الجزائري، أي أن حتى الأنابيب التي أنجزت لم تكن تعمل و تشغل بطاقة إنتاجية كبيرة ، الأمر الذي كان فيه نقص في المداخيل و ضرر لاحقا بالجانب الجزائري الان الوضع اظهر بان احسن الامور ان يكون فيه تنوع لمصادر الطاقة .
و عن كيفية تموقع الجزائر ، أكد الخبير الإقتصادي ، محفوظ كاوبي ، أنه لابد من عودة الجزائر الى الاستثمار في مجال الطاقوي ، و تنويع مصادر الطاقة ايضا الطاقات متجددة ، و الزيادة في الانتاج والتقليص في الاستهلاك حتى تتمكن من ان تكون لها اسواق اكثر في المرحلة المستقبلية لأن الأمر مهم للغاية ، و المشكل ليس في الشراكات فقط و إنما في زيادة في قدرات الانتاجية وزيادة في قدرات موجهة الى التصدير من خلال التحكم الأحسن في الإستهلاك الداخلي، لان الزيادة الكبيرة في استهلاك الغاز فرطت على الجزائر امكانيات كبيرة من أجل ان تكون لها حصص اكثر في التصدير خاصة ان الاسعار هي احسن بكثير في المرحلة الحالية نفس الشيء بالنسبة للاستثمار، استثمارات اكثر في المرحلة الماضية كانت تمكنا ان تكون لنا قدرات على التصدير والمشكل ليس فقط من اجل تحقيق مداخيل اكثر من اجل الحصول على اسواق اكثر من اجل الحصول على شراكات احسن ومن اجل تنويع واستغلال فرصة الواقع الاقتصادي من اجل استثمارها في قطاعات اقتصادية اخرى، اذا المستقبل هو ان نعمل اكثر ان نعمل احسن وان نستفيد من الدروس التي مرت علينا حتى نقيم شراكات فعلية شراكات عنوانها النجاعة والفعالية في المستقبل.
إستفادة مؤسسة ” سونطراك ” من مواءمة حقيقية نتاج كفاءات مؤسسة إيني الإيطالية
تضمنت مذكرة التفاهم بين سونطراك ومجموعة اينيال ايطالية بندا من أهم البنود الرئيسية و الذي يقتضي البند بالتحديد على ايطاليا ان تتحول الى مستثمر رئيسي في السوق النفطي الجزائرية .
قال الخبير الإقتصادي ، السيد محمد شريف ضروي ، في تصريحات إعلامية أن هذا البند هو بند يخدم الطرفين بطبيعة الحال لانه مؤسسة ” ايني ” مؤسسة نفطية مؤسسة استكشاف واستغلاء وانتاج واستغلال موارد الخامة النفطية لذلك هذا البند يخدم ايطاليا ايضا باعتباره انه هي تبحث عن الاستثمار في المناطق الاكثر ربحية من الناحية الاقتصادية والتجارية ولن تجد احسن من السوق الجزائرية ، من الناحية الجزائرية الجزائر تبحث عن نقل التكنولوجيا بطبيعة الحال كهدف اولي من متل هذه العقود لذلك ستستفيد مؤسسة سوناطراك وفروع سوناطراك وخبرات الموارد البشرية للمؤسسة من المواءمة الحقيقية ما بين ما تنتجه الكفاءات مؤسسة ” ايني ” مع ما سيستفيده الخبراء والمختصين والمهندسين الجزائريين.
و أضاف الخبير الاقتصادي محمد شريف ضروي ، أن الجزائر ستستفيد أيضا من المنتج الصناعي ايني باعتباران يفتح لها الباب لاستثمارات كبرى حقيقية داخل الجزائر ستستغل كل مكنوناتها الصناعية الموجودة للاستثمار في الجزائر هذا سيضيف للجزائر ايضا توسع في المنظومة الصناعية باعتبار انه الصناعة كمجال يوجد فيه ما يسمى المناولة لذلك مؤسسة ايني ستخدم القطاع المؤسساتي الصناعي في الجزائر بطريقة غير مباشرة عن طريق المناولة .
و في ذات السياق قال المتحدث ذاته ، أن مؤسسة ايني الى جانب خبرات لانه سوناطراك مثلا في المجال الانتاج الغازي تعد خبرة كبرى في الانتاج النفطي ، مما ستضيف ما يعرف بجودة الانتاج للمادة الخام لانه اسعار البترول تحدد على الجودة للمادة الخام في حد ذاتها هذا سيؤثر بشكل مباشر على المداخيل من العملة الصعبة المتأتية من الانتاج النفطي الجزائري ، و هذا سيزيد بطبيعة الحال لاستقطاب مؤسسات اخرى ايطالية للسوق الجزائرية لانه عندما نتكلم عن عملاق الصناعة النفطية في العالم وايطاليا سوف تتبعه ذلك بطبيعة الحال العديد من المؤسسات الاخرى كمؤسسات فاعلة صناعيا في الجانب اللوجستيكي في الجانب المناولة وحتى في الجانب المالي سوف نشهد حتى توسعات في المعاملات المالية ما بين البلدين .
” إيني ” الإيطالية ترافق ” سونطراك ” للتوجه نحو التحول الطاقوي و إنتاج الهيدروجين
من البنود المبرمة وفي مقتضى مضمون الاتفاقية بين الجزائر و إيطاليا ، أن شركة ” ايني ” الإيطالية سترافق سونطراك فيما يعرف بالتحول الطاقوي والتوجه نحو الطاقات المتجددة و الذهاب إلى ما يعرف بالوقود الاخضر او الهيدروجين.
قال الخبير الإقتصادي، محفوظ كاوبي، ان المؤهلات لابد ان تعتمد و تستند عليها كل من الجزائر و إيطاليا من أجل تحقيق المسعى الطاقات المتجددة ، و هي امكانيات طبيعية كبيرة لدى الجانب الجزائري ومؤهلات بشرية ايضا معتبرة وتجربة خاصة لدى الجانب الايطالي التي يمكن ان تتمن ان تم فيه شبك ونسيج عملية شراكات حقيقية تخضع الى المردودية و تنمو في اطار الذي يسمح لهاته الشراكات بان تتضاعف في المستقبل ، وأظن ان المؤهلات موجودة وموجودة منذ زمن بعيد الان الاشارة اعطيت يجب ان نزيح العقبات التي كانت موجودة من قبل والتي اعاقت هكذا شراكات.
و أضاف المتحدث ذاته أن العوائق تكون على المستوى الاستراتيجي فيه رغبة الى الذهاب الى شراكات ولكن شراكات لا تعتمد فقط على النوايا ولكن تعتمد على التقنيات تحاك على ارضية الميدان حتى تجعل من الارضية خصبة يمكن ان تكون مجال إلى ميلاد شراكات متعددة ، وان لا تبقى في اطار الطاقة فقط بل تنتشر الى طاقات اخرى لان عملية العدوى هو موجود كثيرا في مجال الإقتصاد ، أي عند وجود تجارب ايجابية فإنها تعطي الإشارة الى زيادة في المشاريع الأخرى .
الظروف الدولية الإستثنائية فتحت المجال لـ ” سوناطراك ” لتسارع وتيرة إستثماراتها
وقعت شركة سونطراك في ظرف شهر ماي المنصرم ، اربع اتفاقيات استراتيجية بما فيها انجاز صفقتين مع الشركات الصينية لانجاز مركبات البتروكيمياء واتفاق مع ايطاليا واتفاق اخر حول انشاء مركز للمراقبة والتعقب لاستغلال انابيب الغاز .
قال الخبير الإقتصادي ، محمد شريف ضروي ، في ذات التصريح ، أن تسارع الاستثمارات لشركة سونطراك عملاق المؤسسات الجزائرية في المدة الأخيرة هو متأتي مما قاله رئيس الجمهورية نهاية السنة الماضية عندما قال انه سنة2022 ستكون سنة اقتصادية ، و هذا ما نشهده على رأس المؤسسات، مؤسسة سوناطراك .
و في السياق ذاته أضاف الخبير الإقتصادي ، محمد شريف ضروي ، الارادة السياسية الموجودة بعد تحرك الرئيس في العديد من الاتجاهات و فتح المجال لجلوس كبار المسؤولين في العديد من الدول على طاولة الحوار مع الدولة الجزائرية في الجانب الاقتصادي وخاصة الطاقوي ، عندما نشهد زيارة بلينكن وقبل زيارة بلنكن كانت زيارة نائبة برنكون وزير خارجية رئيس الدبلوماسية الامريكية للجزائر، بعده نشهد رئيس دبلوماسية روسيا بعده نشهد رئيس دبلوماسية المملكة المتحدة السعودية عندما قال ان القيادة العليا للمملكة تبحث عن الشراكة حقيقية مع الجزائر كل هذا يؤهل الجزائر على انها تنطلق حقيقة في سنة اقتصادية وبطبيعة الحال مؤسسة سونطراك بحكم انها اكبر مؤسسة اقتصادية في البلاد ، ستكون هي القاطرة بطبيعة الحال للتحرك نحو تنفيذ هذه الامور.
و أكد الخبير الإقتصادي ، محمد شريف ضروي ، أن الظروف الاستثنائية الحاصلة على المستوى الاقليمي والدولي سرعت وفتحت ممكن المجال اكثر لسونطراك للمضي قدما في هذه المشاريع الاستراتيجية اكثر منه استثمارية لانها في ظرف جد حساس وعلى نفس المسار ونفس النهج ما سرع هذه الامور هي الاطراف الاخرى عندما تتحركت امريكا نحو الجزائر كان يهمها العديد من القضايا ولكن على رأسها الطاقة من الموارد الطاقة من الجزائر لفائدة اوروبا، عندما تحركت زيارات مسؤولين اوروبيين للجزائر كانت العديد دائما من الملفات التي تطرح كان ملف الطاقة مهم جدا بحكم الظرف وبحكم املاءات ما يحدث على الساحة الاقليمية وهو ما فتح المجال للسونطراك كقوة اقتصادية داخل الدولة الجزائرية للتحرك بأريحية اكثر ، لأن الملفات التي كانت تدرس مع ايطاليا او غيرها من البلدان ، للاستثمار كانت تأخذ سنوات ، ولكن الان اصبحت تأخذ شهور بحكم املاءات الظرف فقط .
رابط دائم: https://mosta.cc/hhk2v