خلال فعاليات منتدى رجال الأعمال المصري الجزائري، الذي عقد على هامش اجتماعات اللجنة العليا المشتركة بين البلدين، برئاسة أيمن بن عبد الرحمن، الوزير الأول، والدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء المصري ألقت نيفين جامع، وزيرة التجارة والصناعة المصرية كلمة.
وأكدت الوزير المصرية خلال كلمتها أن جمهورية مصر العربية والجمهورية الجزائرية ترتبطان بعلاقات ثنائية استراتيجية تدعمها الروابط الأخوية والتاريخية بين حكومتي وشعبي البلدين، مشيرة إلى أهمية البناء على العلاقات الاقتصادية المتميزة بين البلدين وترجمتها لمشروعات تعاون ملموسة تسهم فى دعم اقتصادي البلدين وتعود بالنفع على الشعبين الشقيقين.
كما وأكدت الوزيرة أن زيارة عبد المجيد تبون، رئيس الجمهورية إلى القاهرة خلال شهر جانفي الماضي ولقائه بالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أعطت دفعة كبيرة لمستوى العلاقات الاقتصادية والتجارية التي تربط البلدين وتشكل ركيزة أساسية لمزيد من التعاون في شتى المجالات خلال المرحلة المقبلة.
وأوضحت الوزيرو نيفين جامع أن الزيارة الرسمية، التي يقوم بها الوفد الحكومي المصري للجزائر تأتي خلال فترة من أصعب الفترات التي يمر بها النظام الاقتصادي العالمي، لما فرضته جائحة كورونا من تحديات على اقتصاديات الدول وما سببته الجائحة من تراجع في معدلات النمو الاقتصادي في بعض البلدان، وتباطؤها في البعض الآخر، فضلاً عن الآثار السلبية الناتجة عن الحرب الروسية الأوكرانية وهو الأمر الذي يتعين معه بذل مزيد من الجهود على المستوى المحلي والمستوى الدولي لاحتواء تلك الأزمات المتعاقبة.
وفي هذا الإطار، أعربت وزيرة التجارة والصناعة المصريو عن تطلع الجانب المصري إلى أن تسهم هذه الزيارة في فتح آفاق جديدة للتعاون مع الجانب الجزائري في جميع المجالات وعلى رأسها تعزيز التعاون المشترك في مجال الصناعة في القطاعات ذات الأولوية للجانبين مثل: الصناعات الغذائية، وصناعات الجلود والأحذية، وصناعة النسيج، والأخشاب، وقطع الغيار.
وأكدت الوزيرة أن تنظيم هذا المنتدى، في الوقت الراهن، يعد فرصة متميزة للشركات المصرية والجزائرية المشاركة؛ للتعرف على المجالات المتاحة والفرص الواعدة للتعاون المشترك، وتكوين شراكات تجارية واستثمارية تساهم في تنمية العلاقات الاقتصادية بين مصر والجزائر والبناء على الزخم الذي تشهده العلاقات بين البلدين، بما يؤدي إلى زيادة معدلات التجارة البينية وتشجيع الاستثمارات المشتركة، لافتة إلى استعداد مصر التام للتعاون مع الجانب الجزائري في مجال نقل الخبرة المصرية في إنشاء وترفيق المناطق الصناعية وإنشاء وتجهيز مجمعات الصناعات الصغيرة والمتوسطة، من خلال تنظيم زيارات ودورات تدريبية للمختصين في هذا المجال من الجانب الجزائري.
كما أوضحت الوزيرة أن العلاقات الاقتصادية بين مصر والجزائر شهدت تطوراً كبيراً خلال الفترة الأخيرة، حيث بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين خلال عام 2021 نحو 787 مليون دولار، مقارنة بحوالي 747 مليون دولار خلال عام 2020 بنسبة زيادة 5,5%، وذلك على الرغم من تداعيات جائحة كورونا، والتي أثرت سلبا على معدلات نمو التجارة العالمية، مشيرةً إلى أن الاستثمارات الجزائرية في السوق المصرية تبلغ 54.6 مليون دولار في مجالات الصناعة والسياحة والخدمات والإنشاءات والزراعة والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، في حين أن حجم الاستثمارات المصرية فى الجزائر خلال الفترة من عام 2002 وحتى يونيه 2018 بلغ 2 مليار دولار موزعة على 28 مشروعا في مجالات التشييد والبناء، والصناعة والخدمات، وتتيح 4 آلاف فرصة عمل للشباب الجزائري.
وفي أثناء كلمتها، لفتت وزيرة التجارة والصناعة إلى أن الدولة المصرية اتخذت العديد من الإجراءات التي مكنتها من الصمود أمام التداعيات العالمية التي خلفتها الأزمة الحالية، وهو ما أثمر عن نجاح مصر، رغم كل ذلك، في تحقيق معدلات نمو إيجابية تخطت 6%، كما سجلت الصادرات المصرية السلعية أعلى قيمة لها في تاريخها بقيمة 32.4 مليار دولار خلال عام 2021 بمعدل نمو بلغ 27%، حيث تحقق هذا الانجاز نتيجة للسياسات التي قامت الحكومة المصرية باتخاذها لدعم الصناعة الوطنية، من خلال تقديم العديد من التسهيلات للمستثمرين والمصنعين، وإنشاء عدد من المجمعات الصناعية الجديدة وتطوير المناطق الصناعية وربط الأنشطة الإنتاجية المستهدفة بها بالمشروعات القومية التي أطلقتها الدولة في القطاعات الهندسية والمعدنية، والتشييد والبناء، والكيماويات، والصناعات الغذائية والدوائية.
وفي ختام كلمتها، أكدت الوزيرة نيفين جامع حرص الجانب المصري على تفعيل دور مجلس الأعمال المصري الجزائري بعد تشكليه الجديد والاتفاق على عقد الاجتماع الأول لهما في أقرب فرصة ممكنة، بما يسهم في إعطاء دفعة لمسار العلاقات التجارية والاستثمارية بين البلدين، وتعزيز أواصر التعاون الاقتصادي والتجاري المشترك، وفتح آفاق جديدة للتعاون في مختلف المجالات.
رابط دائم: https://mosta.cc/2vdhk