دعا الخبير الإقتصادي عبد الرحمن هادف إلى ضرورة تطوير شعبة رسكلة وتدوير النفايات لما لها من آثار إيجابية من الناحية الإقتصادية والتي بدورها ستفتح الباب للجزائر لتصدير بعض المواد الأولية، كما طالب المسؤول بضرورة إيلاء الأهمية للجانب الرقمي من أجل تطوير هذه الشعبة.
حاورته أم كلتوم جبلون
كيف يمكن للجزائرالاستفادة من عملية رسكلة النفايات وخلق ثروة ؟
أصبحت عملية رسكلة النفايات اليوم من بين المحاور الأساسية ذات البعد البيئي التي باتت مع التطور التكنولوجي والتقنيات الحديثة لها دور اقتصادي من خلال إنشاء مؤسسات لجمع ورسكلة النفايات وكل ما يسمح تثمينه من خلال تقنيات هادفة، ويندمج هذا في إطار الاقتصاد التدويري الذي يسمح بتثمين كل ماهو موجود في الطبيعة وبالتالي أضحت هذه الشعبة تعرف رواجا كبيرا خاصة وسط الشباب، أين بات الشباب يجمع النفايات و يقتنيها ويحملها الى مستودعات خاصة ونحن الآن مع بداية هذا المسار الخاص بإطلاق شعبة رسكلة النفايات باتت الأمور تتطلب تطوير أكثر لأن هناك عمل يجب القيام به على مستوى المجتمع المدني من خلال تحسيس المواطن ليكون حلقة في هذا المسار، ناهيك عن إقتناء التقنيات الجديدة التي تسمح من تثمين حقيقي للنفايات لأن الكثيرمن النفايات الآن لا يتم الإستفادة منها لنقص التكنولوجيا، لذلك بات واجبا أن نعمل على إقتناء هذه التكنولوجيا من خلال القيام بشراكات مع مؤسسات أجنبية وفي نفس الوقت نعطي أهمية للإبتكار و البحث لدى فئة الشباب حاملي الشهادات الكبرى ممن لديهم إمكانية للقيام بمشاريع البحث التي تسمح للجزائر من الإستفادة من خبراتهم.
هل يمكن أن تذهب الجزائر بعيدا في مجال رسكلة النفايات مستقبلا ؟
نعم يمكن للجزائر الذهاب بعيدا في حال وضعنا الإطار القانوني المحفز ورافقنا الشباب من كل الجوانب على غرار الجانب المعنوي من خلال تكوين مخصص، وهنا يمكننا القول أن هناك برامج كبيرة تقوم بها الجزائر مع مختلف الهيئات الدولية على غرارهيئة الأمم المتحدة للتنمية وهيئة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية ومكتب العمل الدولي، كل هذه الهيئات تعمل مع الجزائر في هذا المجال بهدف تطوير هذه الشعبة وأظن لو رافقنا الشباب في هذه الشعبة كآلية “لاناد” التي من الممكن أن تسير مع الشباب معنويا وماديا من خلال تمويل بعض المشاريع التي ستكون لها فائدة اقتصادية على البلاد، ستتمكن هذه الشعبة من أن تصل لمستوى لاباس به كما يمكن أن تلعب دور كبير في الحفاظ على البيئة لأن التحدي اليوم تحد بيئي وبالتالي الجزائر ستربح على المستوى الإقتصادي والبيئي ماينتج عنه تحسين البيئة المعيشية للمواطن، فالجزائر اليوم ستستفيد من شعبة ممكن أن تصبح مصدرة لمواد أولية كانت من قبل ترمى في الحاويات العمومية من بينها المشتقات الحديدية التي كثير منها يتم رميها وعلى سبيل المثال مصنع الحديد بالمدية الذي يثمن المشتقات الحديدية كالنحاس و فيه إمكانية تثمين المواد البلاستيكية التي يتم من خلالها صناعة المعدات على غرار صناعة السيارات و أيضا تثمين الورق وبالتالي اليوم الجزائر تستورد كميات كبيرة من الورق خاصة الموجه للتغليف وهو مايعرف بمادة “الكرطون” وبالتالي التخفيض من حجم الإستيراد ما يمكننا من ربح العملة الصعبة وهو نفس مايتماشى مع التصدير، فالبلاد هنا مع إلتزاماتها على المستوى الدولي من خلال تثمين النفايات سيكون لها دور كبير في الرفع من جاذبية الجزائر، لأن الحديث حاليا منصب على هذا المؤشر الخاص بالمحافظة على البيئة و من بين المؤشرات التي تعتمد عليها الكثير من المؤسسات الأجنبية لتوطين إستثماراتها وبالتالي يكون لنا نسيج للمناورة، كما يمكن الإعتبارأن لها جوانب إيجابية للإستثمارات الأجنبية لذلك ندعو لمرافقة الشباب في رسكلة كل ماهو فضلات صناعية، فحاليا هناك عمل كبير يمكن القيام به لما له من اثر إقتصادي كبير، فعلى سبيل المثال هناك تقنيات كبيرة تعمل في مجال تحلية مياه البحر تستهلك طاقة كبيرة خاصة مايعرف “بالطاقة الكهربائية” واليوم هناك تكنولوجيات جديدة تسمح بإعادة تدوير النفايات لتصبح هي مصدر الطاقة التي تمكننا من تحلية المياه بمعنى “صناعة المياه” وهي تكنولوجيا جد متطورة حاليا انطلق العمل بها منذ سنة 2020 ، و في حال ماتم منح الفرصة للشباب في هذا المجال بالخصوص ممكن للجزائر أن تستفيد من مصدر غني للطاقة لايستهان به.
ماذا عن البوابات الرقمية الخاصة بجمع النفايات القابلة لإعادة التدوير، ماقولكم في دورها؟ وهل سهلت من العملية أم هي مجرد إسم؟
الأدوات الرقمية بصفة عامة أصبحت من بين الأدوات التي تسهل العمل في كل المجالات على غرار المجالات الإقتصادية ولما يتم الحديث عن إستحداث أدوات و منصات رقمية وتطبيقات رقمية تسمح للناشطين في مجال رسكلة النفايات من العمل وإستغلال كل ماتقدمه من إمتيازات، أظن أن هذا سيمكن من رفع وتحسين الأداء في مجال رسكلة النفايات ، حيث أضحت هذه الأدوات الرقمية اليوم أداة للرفع من تنافسية المؤسسات إلى جانب عملها على تسهيل العمل في حالة ما إذا أحسن إستغلالها من خلال تطوير تطبيقات تتماشى مع هذه الشعبة و تطبيقات تسمح لكل الناشطين من إستعمالها بكل سهولة، لأن العقبة الكبيرة لهذه الاخيرة تتمثل في الفجوة الرقمية وهذا بإعتبارأن الكثير من الناس ليس لهم دراية عن كيفية إستخدام هذه التطبيقات، بعد أن أصبح العمل اليوم يشمل مختلف الفئات على غرار ربات المنزل، جمعيات أحياء وغيرها فكل هؤلاء المتدخلين يجب أن يكونوا متمكنين في مجال إستعمال هذه المنصات الرقمية، و هنا يأتي دور التكوين في محاربة الفجوة الرقمية لدى بعض الشريحة من المواطنين.
رابط دائم: https://mosta.cc/mi9e7