كان تحديا كبيرا أن نحافظ على تقدير الصغار والكبار لمنتوجات “كبريس”
شركة منتجات السكر كبريس… حفاظ على الأصالة وتماش مع تطورات العصر
حاوره محمد الصالح براهمي
عرفت الساحة الإقتصادية الجزائرية منذ الإستقلال بروز عديد الشركات التي صنعت التميز في مجالاتها، وهو ما مكنها من حجز مكانة مميزة في السوق، والحفاظ على مكانتها رغم مرور عقود من الزمن على تواجدها، معتمدة في ذلك على مزيج من الحفاظ على أصالة منتوجاتها، كما يعرفها المستهلك، ومسايرة مسار التطور الضروري والحيوي في كل اقتصادات العالم.
وعرف سوق منتجات السكر في الجزائر سنوات قليلة بعد الإستقلال، وجود شركة صناعة السكر كابريس، والتي تمكنت عبر السنوات من تحقيق نجاح باهر جعلها علامة مسجلة لجودة المنتوج، وحفر اسمها عميقا في ذاكرة الجزائريين.
تعتبر شركة منتجات السكر كبريس شركة عائلية تتمتع بخبرة تمتد إلى نصف قرن، وتغطي 20 عامًا من العمل لتلبية التشغيل السلس لوحدة إنتاج الحلويات، كما ترفع تحدي تطوير ما يحبه الناس بالفعل ، مع الحفاظ على جودة “كبريس”
وتماشيا مع تطورات العصر، تسعى الشركة، وفق ما أورده الرئيس المدير العام لشركة كابريس في حوار خاص لجريدة “المستثمر”، فإن الشركة تسعى لـ”تجاوز نفسها” من أجل تلبية الطلب الوطني والدولي.
بداية، من هو السيد نسيم بن شوبان، الرئيس المدير العام لشركة منتجات السكر كبريس ، والتي يعرفها الجزائريون قاطبة منذ عقود عدة؟
نسيم بن شوبان، هو الرئيس المدير العام لشركة منتجات السكر كابريس، يعد من مواليد السبعينات, خريج جامعة البليدة بتخصص مهندس ميكانيكي سنة 1995.
كما يعد نسيم بن شوبان من الجيل الثاني للمسيرين لشركة كبريس، التي يتجاوز عمرها الستين سنة من الوجود في السوق الجزائرية
يعرف الجزائريون طعم حلويات الكراميل “كابريس”، لكن الكثيرون لا يعرفون تاريخ الشركة، والمجهودات المبذولة لتقديم تلك الحلوى التي تعتبر جزء لذيذا من ذاكرة الجزائريين وحاضرهم؟
تعتبر شركة كبريس من أقدم الشركات الجزائرية لصنع الحلويات, و التي بدأت بإنتاج حلويات كبريس الشهيرة منذ سنة 1968 و منذ ذلك التاريخ الإخوة المؤسسين الذين هم 6 , كانوا يسعون إلى ترقية المنتوج و تطويره حسب متطلبات السوق,
بالفعل المهمة لم تكن سهلة نظرا للسياسة الاقتصادية التي تبعتها الجزائر بعد الاستقلال, حيث أن المستثمر واجه عدة صعوبات من عدة نواحي.
بفضل تلك المجهودات، تمكنت الشركة من أن تصبح رقما صعبا في مجال صناعة الحلوى في الجزائر، ودعما قويا للإقتصاد الوطني، هل يمكن تعريف الجزائريين على مختلف المنتوجات التي تقدمها الشركة؟
بالفعل، رغم من كل تلك الصعوبات استطاع طاقم شركة كبريس آنذاك أن يحافظ على استقرار الشركة و تعريف منتوجاتها لدى المواطن الجزائري, بفضل ذلك أصبحت شركة كبريس من أعرق الشركات الجزائرية, بحيث أنها ساهمت بنمو الاقتصاد المحلي.
فاليوم أصبحت الشركة بفضل جودة المواد و الإختيار الدقيق و السعي المستمر للإبداع أن تقدم عدة منتوجات بمختلف أشكالها و أذواقها, أشهرها كراميل كبريس و التي كانت نقطة انطلاقنا و دافع لإنتاج أنواع أخرى من الحلويات منها لبان بأذواق مختلفة و أيضا حلوى طرية بنكهات الفواكه, و لأننا نسعى لإرضاء المستهلك الجزائري قامت شركتنا بإنتاج كراميل كبريس السائل بالفترة الأخيرة
رغم كل النجاح الذي حققته الشركة على مدار أكثر من نصف قرن من وجودها، إلا أنها تسعى لتطوير ذاتها والتماشي مع تطورات السوق والتوجهات الإقتصادية المحلية والعالمية، كيف يتم ذلك؟
تمكنا من تحقيق التنوع في الإنتاج بفضل وضع خطة إستثمارية دقيقة، من بين هذه الخطط والتي تمت بعد فترة العشرية السوداء في بناء فرع ثاني للإنتاج بولاية البليدة سنة 2002 ,و الذي يتماشى مع متطلبات السوق و التوجهات الاقتصادية الإيجابية.
بالحديث عن تطوير الشركة، تم الحديث مؤخرا عما سمي بـ”معوقات الإقتصاد”، وبرز من بينها “السوق السوداء” و”المنافسة غير الشريفة”، هل أثر هذان العاملان على شركة “كابريس”؟، وإلى أي مدى؟
في ظل تطورات السوق الجزائري ظهرت سمات سلبية من أبرزها السوق السوداء والتي كانت سبب في عرقلة النمو الاقتصادي بشكل عام والشركات بشكل خاص، يترتب عن هذه السمة وجود منافسة غير شرعية في السوق و ذلك يؤدي إلى نقص في الأرباح، تقليص الإستثمارات و إنعدام الرؤية الاقتصادية الإيجابية.
دائما في ذات السياق، كثر الحديث مؤخرا عن العراقيل التي تواجه الإستثمار، مثل البيروقراطية وعدم استقرار الإطار التشريعي وعراقيل أخرى، تحاول السلطات بالتعاون مع شركاءها الإقتصاديين تجاوزها. بحكم خبرتكم في مجال الإستثمار، في رأيكم، ما هي أبرز هذه العراقيل؟
نعم، من المفصول فيه أنه من أبرز واخطر المشاكل التي تعرقل المسار الاقتصادي والإنتاجي في الجزائر، هو مشكل البيروقراطية بالدرجة الأولى.
وهو المشكل الذي نتجت عنه عدة عراقيل على مستوى جميع الإدارات ، كما يجب هنا الإشارة كذلك إلى مشكل خطير آخر، ألا وهو مشكل عدم إستقرار الإطار التشريعي.
منذ قدوم رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون إلى سدة الحكم، تغيرت نظرة الإدارة للإقتصاد والإستثمار، بتنبي سياسة جديدة مبنية على أساس النجاعة وتشجيع الإستثمار المنتج، ما رأيكم في ذلك بصفتكم رئيسا مديرا عاما لشركة بحجم “كابريس”؟
بالفعل بعد قدوم رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون اتخذ عدة قرارات مهمة لإعادة إنعاش الاقتصاد والاستثمار، لكنها لم تتجسد على أرضية الميدان بصفة تامة وهذا راجع إلى السلبيات التي ذكرناها سابقا من عراقيل بيروقراطية ونقص الثقة بين الإدارة والمتعاملين الاقتصاديين
نبقى دائما في موضوع السياسة الإقتصادية الجديدة للدولة الجزائرية، والتي جسدها انبثاق “مجلس تجديد الإقتصاد الوطني”، والذي تتواجدون ضمنه كعضو مؤسس، من وجهة نظرك، ماذا يمكن أن يقدم المجلس للإقتصاد الوطني في الظرف الحالي؟
تم انشاء مجلس تجديد الاقتصاد الوطني من قبل رجال الأعمال وذلك لإعادة الثقة المفقودة وتجسيد قرارات رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون.

بالإضافة إلى كونكم عضو مؤسس لمجلس التجديد الإقتصادي، فأنتم عضو في المكتب التنفيذي للمجلس، ما هي الإضافة أو الدور الذي يمكن لكم لعبه داخل المجلس لتحقيق اهدافه؟
نحن كعضو في المكتب التنفيذي للمجلس بإمكاننا المساهمة في تقديم خبرتنا المتواضعة المكتسبة عبر 50 عام من الممارسة الاقتصادية، وبذل كل مجهوداتنا من أجل تحقيق أهداف مجلس التجديد
الرؤية بدأت تتضح للنموذج الإقتصادي الذي يجب أن تتبعه الجزائر لتحقيق سيادة إقتصادية تضمن حاضرها ومستقبل الاجيال المقبلة بعيدا عن مداخيل المحروقات وإضطرابات سوقها، كيف ترون الوضع الإقتصادي للبلاد في ظل الحركية الحالية، بعد 10 سنوات من الآن؟
رؤيتنا بخصوص الاقتصاد في تحقيق الإكتفاء الذاتي و ذلك بعيدا عن مداخيل المحروقات و اضطرابات السوق يتمثل بدفع الاقتصاد الوطني من صفته الإسترادية إلى إقتصاد منتج و مصدر, ويتم ذلك بفتح مجال الإستثمار و تسهيله في جميع الميادين فلاحي, صناعي, سياحي و خدمات.
و الدفع بالإستثمار في مجالات الطاقات المتجددة بحيث أن بلادنا يمكنها أن تلعب دورا كبيرا في هذا المجال خلال الفترات المقبلة انشاءالله.

رابط دائم: https://mosta.cc/qfjoc