يعد قطاع السياحة من اهم روافد الاقتصاد ، الذي تعتمد عليه البلدان بصفة عامة و الجزائر خاصة ، حيث تسعى هذه الأخيرة إلى النهوض بهذا القطاع خاصة بعد الركود الذي عرفه منذ سنتين بسبب جائحة كورونا.
تعول السلطات على تطوير قطاع السياحة في الجزائر، من خلال إنجاح موسم الاصطياف لهذه السنة وجعله موسما سياحيا واقتصاديا متميزا ، كما تعمل على تقديم خدمات سياحية و عروض متنوعة للعائلات الجزائرية و توفير وسائل الراحة إلى اكبر عدد من السواح والمصطافين ، وهذا بغرض تشجيع السياحة الداخلية و كذا إنعاش الأنشطة السياحية و الإقتصادية .
إنطلاق الرسمي لموسم الإصطياف لسنة 2022
أشرف وزير السياحة ياسين حمادي، أول أمس الجمعة ،على الافتتاح الرسمي لموسم الاصطياف لسنة 2022 من ولاية مستغانم.
وحسب بيان للوزارة فقد شرع حمادي في زيارة عمل وتفقد على مستوى ولاية مستغانم، للإشراف على الإنطلاق الرسمي لموسم الاصطياف لعام 2022.
وقد استهل الوزير زيارته بزيارة الفضاء السياحي الترفيهي “موستالاند” ، والذي يعتبر أحد أهم المنتزهات الترفيهية بولاية مستغانم حيث استقطب منذ تدشينه ازيد من خمس مليون زائر، كما انه يوفر لزواره العديد من المرافق الترفيهية والتجارية وكذا أماكن الألعاب والاستجمام.
ومن جهة أخرى كشف مدير السياحة و الصناعة التقليدية بولاية الجزائر ، السيد مقداد تابت في تصريح صحفي أن لجنة التحضيرات لموسم الاصطياف لسنة 2022 خصصت على مستوى ولاية الجزائر 58 شاطئا مسموحا للسباحة من ضمن 71 شاطئا بتوفير كل الإمكانيات لاستقبال المصطافين وتدارك النقائص التي سجلت خلال السنوات الماضية.
اكثر من 880 مؤسسة فندقية مستعدة لإستقبال المصطافين
قال المستشار بوزارة السياحة و الصناعات التقليدية ، السيد ندري نور الدين ، في تصريحات إعلامية أن اول جلسة لتحضير لموسم الإصطياف جمعت وزير السياحة و الصناعة التقليدية السيد حمادي ياسين بجميع المتعاملين على المستوى المهنيين الذين ينشطون في ميدان السياحة ، و كان الهدف من هذا الإجتماع جس نبض لمعرفة مدى استعداد كل الاطراف المعنية سواء كانت تمثيلية الوزارة على مستوى الولاية او كل متعاملين مهنيين من مستغلي الفنادق او وكالات سياحية .
واضاف المستشار بوزارة السياحة و الصناعات التقليدية ، أنه خلال هذا اللقاء لاحظنا تفاعل قوي ورغبة جدية في اعادة استئناف النشاط رغم الصعوبة بسبب التوقف الذي كان تسببت فيه جائحة كورونا، كما لاحظنا بصفة واقعية و منطقية استعداد كل المؤسسات الفندقية على مستوى الساحل، مشيرا أنه على مستوى الساحل الجزائري هناك اكثر من 880 مؤسسة فندقية ونتوقع خلال الموسم الاصطياف لهذه السنة ، دخول 46 مؤسسة فندقية جديدة حيز الاستغلال وهذا ما سيمكن المتعاملين من استقبال اكبرعدد من المصطافين .
كما أشار السيد ندري نور الدين إلى أن موسم الاصطياف لهذه السنة هو موجه بصفة مباشرة إلى العائلات الجزائرية، وهذا من أجل دعم السياحة الداخلية التي تعول عليها وزارة السياحة والصناعة التقليدية للنهوض بهذا القطاع ، كما تعول على تفاعل الوكالات السياحية في استقطاب اكبر عدد من السياح ، لأن موسم الاصطياف ليست معنية به 14 ولاية ساحلية ، و إنما كل ولايات الوطن معنية به و نحن ننتظر من الوكالات السياحية وكذلك مدراء السياحة في ولاية الداخلية ان يتفاعلوا تفاعلا ايجابيا لإعادة بعث النشاط السياحي و تشجيع السياحة الداخلية.
مواقع التواصل الإجتماعي الوسيلة الأولى للتسويق للمؤسسات الفندقية
أكد مدير فندق الرمال الذهبية بزرالدة ، السيد احسن بوعلوش ، في لقاء إعلامي ، أن الفنادق السياحية عانت نوعا ما من الركود ، خلال العشرية السوداء ، لكن خلال العشر سنوات الأخيرة انه هناك حركية و إعادة تأهيل كل المؤسسات كل المؤسسات الفندقية العامة من أجل إستقطاب السياح حتى تكون هناك منافسة مثل ما هو عليه بين القطاع الخاص و القطاع العام هناك منافسة شرسة جدا وكان فيه برنامج اعادة تأهيل كل المركبات السياحية سواء كانت الساحلية أو الداخلية .
و أضاف في ذات السياق السيد احسن بوعلوش أن اعادة تأهيل المؤسسات الفندقية لن يكون كافي بل يوجد هناك برنامج تسويق يكون على طريق العصرنة عبر مواقع التواصل الاجتماعي و الذي يعد هو الوسيلة الأولى و هذا ما تم ملاحظته مؤخرا .
و في هذا الصدد ، أكد المتحدث ذاته ، أن جل الحجوزات على مستوى فندق الرمال الذهبية كانت على طريق الموقع الإلكتروني أو عن طريق مواقع التواصل الإجتماعي على غرار صفحات الانستغرام او الفيسبوك .
فتح الحوار بين المتعاملين و المهنيين لتقديم منتوج سياحي ذو جودة
أكد مساعد المدير العام لمؤسسة سياحة ، السيد مراد قزار ، في لقاء صحفي، النقاش بين المتعاملين و المهنيين في قطاع السياحة هو دائم من أجل تعزيز قنوات الحوار و تدارك النقائص للنهوض بالاقتصاد الوطني ، كون النشاط السياحي هو نشاط افقي يعني أن الخدمة السياحية ليست منتوج ملك للفندق فقط ، و ليست تابعة للوكالة سياحية واحدها ، بل أن هذه الخدمات هي منتوج عدة قطاعات متعاملين وعدة اطراف.
وبطبيعة الحال حتى يكون هناك منتوج ذو جودة يلزم من كل الأطراف أن تكون بينها حوار وعلاقات من اجل عرض و تقديم هذا المنتوج ، وتكون بينها كذا ديناميكية لإيصال هذا المنتوج إلى الزبون على حسب رغباته ، و يكون هذا في اطار التحضير للموسم الصيفي من خلال لقاءات تشاركية بين كل الفاعلين والعاملين في القطاع على مستوى الدواوين السياحية حيث تكون هي المنصة التي يلتقي فيها كل الفاعلين للتشاور ولتطوير المنتوجات السياحية، وكذا تطوير المسارات و المقاصد وكذلك يكون عن طريق المنتوجات والعروض التجارية في حد ذاتها.
و في ذات السياق أوضح المتحدث ذاته في حال أراد فندق ما تحضير منتوج سياحي ، يحتاج الى الوكالة السياحية لتسويق هذا المنتج ، يحتاج كذلك الى الناقل و قطاع الثقافة ليقدم الشيء المعنوي من المنتوج ، اذا هذه العلاقة هي علاقة دائمة متكاملة ، و لا يجب ان تنقطع ، مشيرا أن الذكاء في هذا الأمر متعلق في اصحاب المهنيين للمساهمة في خلق هذه العلاقة وتكون علاقة رابحة بين كل الاطراف .
السياحة قطاع واعد تعول عليه الجزائر للنهوض بالاقتصاد الوطني
قال محلل اقتصادي و عضو في مجلس ادارة المركز العربي للاعلام السياحي ، السيد عبد القادر هدير ، أن قطاع السياحة هو من بين القطاعات الواعدة التي أكد عليها رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون ، في الكثير من خطاباته ، وهو من بين القطاعات المعول عليها في انعاش الإقتصاد الوطني ، لكن للأسف الشديد نسبة مساهمة السياحة في الإقتصاد الوطني منذ سنوات لا تتجاوز واحد فاصلة خمسة بالمائة وهذا طبعا لعدة اعتبارات التي تدخل ممكن في الظروف الامنية التي مرت بها البلاد وحتى مؤخرا جائحة كورونا وغيرها. الان المطلوب منا هو التفكير في استراتيجية واضحة المعالم لرؤية مستقبلية ، مثلما قامت به كل الدول في العالم .
و أشار المحلل الإقتصادي ، عبد القادر هدير ، أن وزارة السياحة والصناعات التقليدية تبذل مجهود للنهوض بهذا القطاع ، و نحن نثمن كل هذه المجهودات التي تبذلها ولكن تبقى غير كافية لأن عند الحديث مع المواطن نتحدث بلغة الأرقام و بالواقع، خاصة إذا وصلنا إلى موسم الإصطياف نجد نفس المشاكل التي عانينها منها في السنوات الماضية هي نفسها هذه السنة ، خاصة أن السلطات تعول على السياحة من الناحية الإقتصادية ، لكن من الناحية الإقتصادية عند تشخيص المشكل لا نجد تقصير من وزارة السياحة والصناعة التقليدية فقط لأنها ليست لديها صلاحيات كبيرة التي تخول لها انها تستطيع تنظيم القطاع بالشكل المتوقع ، لانه عند قول كلمة السياحة يخال للجميع أن المسؤولية مرتبطة بوزارة السياحة والصناعة التقليدية فقط وهذا أمر خاطئ لان هناك اطراف كثيرة مسؤولة عليها .
مثلا لما نتحدث على القانون الشواطئ ، قانون الشواطئ منذ سنوات كنا نطالب بتعديل هذا القانون الى حد الساعة ولا واحد تطرق للقانون الشواطئ لأنه اليوم دور الجماعات المحلية هي التي تستكلف بقضية الشواطئ و تسييرها ، و كل عام لاحظنا نفس المشاكل تتكرر ، و هذه المشاكل راجعة للصلاحيات والجانب القانوني من جهة وتحديد استراتيجية ، لأنه اليومعند قول السياحة في العالم نقول انه صناعة سياحة والصناعة عندها لديها مقومات ولديها اسس التي تقوم عليها و اذا لم يكن هناك إهتمام بهذه الأسس وبناءها على قاعدة صحيحة وسليمة بطبيعة الحال نتائج و المخرجات ستكون بهذه الطريقة .
و أضاف المحلل الاقتصادي ، عبد القادر هدير ، أن المجهودات المبذولة سواء في القطاع العام أو في القطاع الخاص تبقى قليلة و غير كافية لأننا نحصر السياحة في الجزائر شهر أو شهرين، و حتى المؤسسات الفندقية تجد نسبة الطلب التي تكون في تلك المرحلة اكثر من باقي الأشهر الأخرى ، وبالتالي في بعض الأحيان ليست لدينا يعني سياحة على مدار السنة ، وهذا ما يستدعي صناعة سياحية ذات استراتيجية تجعل من المنتج السياحي يكون موجود على مدار السنة و كيفية تشغيل هذا الفندق على مدار السنة ، وبالتالي هنا الكثير من المواطنين يشتكون من غلاء الأسعار ، مشيرا أن غلاء الأسعار بطبيعة الحال تكون عندما تكون راقية و جيدة وأيضا الطلب لما يكون الطلب كبير في فترة معينة بطبيعة الحال لا نستطيع اجبار الفندق انه يراجع أسعاره ،لانه الفائدة التي يحققها هي في تلك الفترة بالذات خاصة يعني فصل الصيف وبالتالي تلك الحلول يجب أن تكون اولا في استراتيجية واضحة و ثانيا الاستثمار، يجب فتح الاستثمار لأنه اليوم الاشكال كبير في الاستثمار السياحي وهذا ليس مرتبط بوزارة السياحة فقط وانما مرتبط بقطاعات كثيرة.
رابط دائم: https://mosta.cc/poisd