صرّح الخبير الاقتصادي الدكتور جلول سلامة أن الجزائر تواصل تنفيذ مشاريع تنموية كبرى تعكس رؤيتها لبناء اقتصاد متنوع ومستدام. وتعمل الدولة من خلال هذه المشاريع على نقل الخبرات إلى الأجيال القادمة، وتحويل تلك التجارب إلى قدرات وطنية تُمكّن الجزائر من تعزيز موقعها بين الدول الصاعدة.
رؤية تتجاوز النقل إلى السيادة اللوجستية
أوضح الدكتور سلامة أن مشروع السكة الحديدية الرابط بين بشار، تندوف وغار جبيلات يمثّل محورًا لوجستيًا حيويًا، يهدف إلى تسهيل استغلال منجم غار جبيلات، الذي يُعد من أكبر الموارد المنجمية في البلاد. ولفت إلى أن رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون يتابع المشروع بشكل مباشر، ما يؤكد الأهمية الاستراتيجية التي توليها الدولة لهذا الإنجاز.
الحكومة ترصد تمويلًا ضخمًا وتدفع نحو تقدم ميداني سريع
خصصت الحكومة نحو 3 مليارات دولار أمريكي لتنفيذ هذا المشروع، بحسب ما أكده الدكتور سلامة. كما أحرزت الفرق الميدانية تقدمًا واضحًا في أشغال الربط، خاصة نحو منجم غار جبيلات، ما يدل على التزام الدولة بتسريع وتيرة الإنجاز ضمن الآجال المحددة.
صعوبات تقنية ترفع التكاليف وتزيد من الجدوى الاقتصادية
أشار سلامة إلى أن ارتفاع الكلفة التعاقدية بنسبة تفوق خمسة أضعاف المعدلات المعتادة يعود إلى تعقيدات تقنية وجغرافية يفرضها المسار. ومع ذلك، يرى أن هذه التحديات تعزّز الجدوى الاقتصادية، حيث تدفع الشركات المنفذة لتقديم أداء أكثر احترافية وجودة.
الصناعة المحلية تواكب التنفيذ وتسرّع وتيرته
أنشأت مؤسسات جزائرية، بالتعاون مع شركة صينية رائدة، منشآت متخصصة لإنتاج العوارض الإسمنتية وفق معايير دولية. وذكر سلامة أن هذه الخطوة مكّنت الفرق التقنية من تحقيق معدل تركيب يومي يصل إلى 10 كيلومترات، بفضل استمرار عملية الإمداد دون انقطاع.
الفرق المنفذة تقود المشروع نحو التسليم في 2027
أنجزت الفرق الهندسية حوالي 300 كيلومتر من أصل 950 منذ انطلاق المشروع في 2023. وأوضح الدكتور سلامة أن فرق العمل قادرة على تسليم المشروع بالكامل بحلول نهاية عام 2027، إذا واصلت العمل بوتيرتها الحالية وتفادت العقبات الطارئة.
الجزائر تحوّل الثروات إلى رافعة اقتصادية
اختتم الدكتور سلامة حديثه بالتأكيد على أن مشروع السكة الحديدية يمثل أكثر من مجرد بنية تحتية. فقد اختارت الجزائر تحويل الثروات الطبيعية غير المستغلة إلى أدوات حقيقية للنمو، ضمن رؤية تنموية تنطلق من السيادة الاقتصادية وتخدم الأجيال الحالية والمستقبلية. ويرى أن التنسيق المحكم والتقدم الميداني يعكسان قدرة الجزائر على قيادة مشاريع كبرى بكفاءة وطنية عالية.
رابط دائم: https://mosta.cc/fno50