وقعت الجزائرمذكرة تفاهم جديدة مع النيجر ونيجيريا للشروع في تنفيذ مشروع خط أنابيب الغاز العابر للصحراء، وكانت فكرة المشروع قد عرضت للمرة الأولى قبل أكثر من 40 عاما، وجرى توقيع اتفاق بين الدول الثلاث سنة 2009، ليواجه عراقيل تم تجاوزها أخيرا.
بقلم: أم كلتوم جبلون
أعلنت الجزائر والنيجر ونيجيريا اتفاقها لبدء وضع اللبنات الأولى لتسريع عملية إنجاز مشروع مد خط الغاز العابر للصحراء في اقرب الآجال، ويبلغ طول خط الأنابيب الخاصة بالمشروع أكثر من 4 آلاف كيلومتر كما تقدر سعته السنوية بـ 30 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي، ويقطع الأنبوب العابر للصحراء أراضي
نيجيريا انطلاقا من حقول الغاز بدلتا نهر النيجر جنوبي البلاد، على مسافة 1040 كيلومترا إلى حدود النيجر شمالا ويواصل الأنبوب الغازي مساره عبر أراضي النيجر، على مسافة 841 كيلومترا، ويصل الحدود الجزائرية بولاية عين قزام بأقصى جنوبي البلاد .ويهدف هذا المشروع لنقل الغاز إلى السوق الأروبية عبر الساحل المتوسطي الإستراتيجي الجزائري، حيث أكدت الحكومة النيجيرية أن هذا المشروع الحيوي سيوفر للبلدان الثلاثة فرصة كبيرة للإستفادة من الأسواق الأروبية، كما سيساهم في النمو الإقتصادي في دول غرب أفريقيا لإنتاج الكهرباء بسعر أقل، أين يعتبر المشروع اهم الخطوات في مضي الجزائر نحو التموقع كقطب عالمي لتصدير الطاقة، التي بدورها وضعت اللمسات الأولى لهذا المشروع العملاق مطلع السنة الجارية بإعداد البنود والدراسات التقنية والمالية التي أثمرت مؤخرا عن ولادة مذكرة تفاهم للشروع في تحويل المشروع إلى حقيقة تنموية على الأرض الأفريقية، يهدف إلى تكريس وتجسيد الخطة الإستراتيجية للسيد رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون لجعل الجزائر أحد الأقطاب العالمية في مجال الطاقة مستقبلا، ناهيك عن الرغبة في تحقيق تنمية مستدامة ومتكاملة مع أفريقيا، أين تعد الجزائر حجر الإرتكاز في هذا المشروع الإستراتيجي بفضل الخبرة التي تمتلكها سوناطراك في مجال إنجاز أنابيب الغاز الواسعة النطاق وعابرة للحدود في ضوء الأهمية الجيوسياسية للجزائر في الفضاء الإفريقي.
التوقيع على إتفاق إنجاز أنبوب الغاز هو إشارة قوية للعالم حول الإنطلاق الفعلي في تجسيده
كشف وزير الطاقة والمناجم محمد عرقاب عن توقيع اتفاق بين الجزائر ونيجيريا والنيجر للشروع في تجسيد مشروع أنبوب الغاز العابر للصحراء – وقال عرقاب- أن التوقيع جاء تتويجا للاجتماع المنعقد بالجزائر، مشيرا إلى أن مذكرة التفاهم الموقعة هي إشارة قوية للعالم حول الإنطلاق الفعلي في تجسيد المشروع، حيث وقع المذكرة عن الجانب الجزائري وزير الطاقة والمناجم محمد عرقاب وعن نيجيريا وزير الدولة للموارد البترولية تيميبري سيلفا، وعن الجانب النيجيري وزير البترول والطاقة والطاقات المتجددة ماهامان ساني محمدو بحضور الرئيس المدير العام لمجمع سوناطراك توفيق حكار، و يندرج هذا الاجتماع الذي سبقه اجتماعين سابقين منعقدين في كل من نيامي “نيجر” وأبوجا “نيجريا”، في إطار مواصلة الاجتماعات التنسيقية لدراسة جوانب المشروع و الإطلاع على وضعية تنفيذ القرارات المتخذة خلال اللقائين، لاسيما التقدم المحرز في تنفيذ خارطة الطريق المعتمدة في ابوجا، في إطار أشغال فرق العمل المكونة
كشف وزير الطاقة والمناجم محمد عرقاب عن توقيع اتفاق بين الجزائر ونيجيريا والنيجر للشروع في تجسيد مشروع أنبوب الغاز العابر للصحراء – وقال عرقاب- أن التوقيع جاء تتويجا للاجتماع المنعقد بالجزائر، مشيرا إلى أن مذكرة التفاهم الموقعة هي إشارة قوية للعالم حول الإنطلاق الفعلي في تجسيد المشروع، حيث وقع المذكرة عن الجانب الجزائري وزير الطاقة والمناجم محمد عرقاب وعن نيجيريا وزير الدولة للموارد البترولية تيميبري سيلفا، وعن الجانب النيجيري وزير البترول والطاقة والطاقات المتجددة ماهامان ساني محمدو بحضور الرئيس المدير العام لمجمع سوناطراك توفيق حكار، و يندرج هذا الاجتماع الذي سبقه اجتماعين سابقين منعقدين في كل من نيامي “نيجر” وأبوجا “نيجريا”، في إطار مواصلة الاجتماعات التنسيقية لدراسة جوانب المشروع و الإطلاع على وضعية تنفيذ القرارات المتخذة خلال اللقائين، لاسيما التقدم المحرز في تنفيذ خارطة الطريق المعتمدة في ابوجا، في إطار أشغال فرق العمل المكونة
الخبير الاقتصادي محفوظ كاوبي لـ “المستثمر”
“سوناطراك” عادت إلى سكة الإستثمار من الباب الواسع بفضل المشروع
كشف محفوظ كاوبي أن مشروع أنبوب الغاز العابر للصحراء تكمن أهميته في شقين الشق الأول يتعلق بالجانب الإستراتيجي حيث سيمكن خاصة سوناطراك من العودة على سكة الإستثمار عبر إستثمار كبير ومهم للغاية، الأمر الذي سيقوي من مركز سوناطراك على مستوى سوق الغاز وهو أمر مهم للغاية فمستقبلا ستشهد السوق صراع أكثر و تبقى الغلبة للشركات الكبرى التي لها إمكانيات سواء في الإنتاج أو النقل أو غير ذلك، أما الشق الثاني فيتعلق بالمداخيل التي سيدرها على الجزائر بصفة عامة وعلى سوناطراك سواء من خلال حقوق العبور أو من خلال الأرباح الصافية التي ستدر على سوناطراك كشريك في العملية وهو امر له
مناصب عمل، إضافة إلى أن الجزائر ستستفيد من الآتاوات والتي يمكن تعريفها بأنه في حال ما تم تمرير شيء ما نطلب حق المرور وبالتالي هذا الريع المادي النقدي ستستفيد منه الجزائر، حيث إستفادت من البعد السياسي و الدبلوماسي وكذا البعد الاقتصادي، ويكمن البعد السياسي في أنها حازت على هذا المشروع الكبير و الضخم والواعد و في ذات الحين مكنت الجزائر من أن تستفيد أكثر من القدرة التفاوضية مع الشركاء الأجانب ومع المنظمات مثل مجوعة “أوبك” أو “أوبك+” ومجموعة الدول المصدرة للغاز و في ذات الحين تستفيد شركة سوناطراك من الجانب المعنوي كونها أصبحت في عداد الشركات الكبرى والتي الآن وحسب التقارير توجد في المرتبة 12 وبالتالي تستطيع هي الأخرى أن تنفذ مشاريع كبرى سواء في الداخل الجزائري أوالعمق الأفريقي أو العمق العربي و في ذات الحين- يضيف طرطار- تزداد سوناطراك إستلهاما للتكنولوجيا بفضل إحتكاكها بالشركات الأجنبية وفي ذات الحين تطويع التكنولوجيا في خدمة المؤسسة وفي خدمة الوطن و تزداد قدرتها الإنتاجية ومن خلالها تستطيع أن تصل لأقل من المرتبة 12 ولما لا المراتب
الأولى.
مراد كواشي الخبير الاقتصادي لـ ” المستتثمر”
الجزائر ستصبح الممول الأكبر للطاقة على المستوى العالمي بفضل المشروع
كشف البروفيسور و الخبير الاقتصادي مراد كواشي، في تصريح لجريدة “المستثمر” أن مشروع أنبوب الغاز العابر للصحراء هو مشروع كبير وضخم وذو أهمية كبيرة من الناحية الاقتصادية و كذا من الناحية السياسية و الجيوإستراتيجية سواء لأفريقيا أو أروبا وحتى الجزائر أيضا، فإذا اردنا الحديث عن البعد الأفريقي فهو فرصة لتعزيز التعاون و الشراكة و التنمية بين الدول
أحمد طرطار الخبير الطاقوي لـ “المستثمر”
“ريوع” ومداخيل كبيرة ستستفيد منها الجزائر
كشف الخبير الطاقوي احمد طرطار أن الجدوى الاقتصادية من مشروع أنبوب الغاز العابر للصحراء هي مرتبطة بمآلات ونتاجات هذا الأنبوب وبالتالي يمكن قياسها بمجموع فعاليات معينة وكذلك بمجموع ريوع معينة ستجنيها الجزائر جراء إنخراطها بهذا الأنبوب والعمل على تتويجه لتوصيل الغاز النيجيري إلى اروبا مرورا بالنيجر، فبداية هناك بالنسبة لشركة سوناطراك فقد تميزت بالفوز بهذه الصفقة الدولية التي عملت المغرب ودول أخرى على إستقطابها وفشلوا فشلا ذريعا وهو جانب ذو أبعاد سياسية و دبلوماسية، أما الجانب الثاني فيتعلق بالشق الاقتصادي حيث ستستفيد من هذا الأنبوب عبر المرور بأراضيها و بالتالي ستكرس شغيلة معينة وقوى بشرية معينة وكذا إستراتيجيات وستشغل عديد مراكز الدراسات و ممثلين وغيرهم، كما أنها ستستفيد من خلال بعث نقاط مراقبة وصيانة إمتدادا عبر الطريق الوطني وهذا سيتطلب أن من سيسهر على تأطير هذه المراكز سيمثلون جزء من العمال و القوى البشرية المنتمية للمشروع وبالتالي فتح مناصب عمل، إضافة إلى أن الجزائر ستستفيد من الآتاوات والتي يمكن تعريفها بأنه في حال ما تم تمرير شيء ما نطلب حق المرور وبالتالي هذا الريع المادي النقدي ستستفيد منه الجزائر، حيث إستفادت من البعد السياسي و الدبلوماسي وكذا البعد الاقتصادي، ويكمن البعد السياسي في أنها حازت على هذا المشروع الكبير و الضخم والواعد و في ذات الحين مكنت الجزائر من أن تستفيد أكثر من القدرة التفاوضية مع الشركاء الأجانب ومع المنظمات مثل مجوعة “أوبك” أو “أوبك+” ومجموعة الدول المصدرة للغاز و في ذات الحين تستفيد شركة سوناطراك من
الجانب المعنوي كونها أصبحت في عداد الشركات الكبرى والتي الآن وحسب التقارير توجد في المرتبة 12 وبالتالي تستطيع هي الأخرى أن تنفذ مشاريع كبرى سواء في الداخل الجزائري أوالعمق الأفريقي أو العمق العربي و في ذات الحين- يضيف طرطار- تزداد سوناطراك إستلهاما للتكنولوجيا بفضل إحتكاكها بالشركات الأجنبية وفي ذات الحين تطويع
التكنولوجيا في خدمة المؤسسة وفي خدمة الوطن و تزداد قدرتها الإنتاجية ومن خلالها تستطيع أن تصل لأقل من المرتبة 12 ولما لا المراتب الأولى.
مراد كواشي الخبير الاقتصادي لـ ” المستتثمر”
الجزائر ستصبح الممول الأكبر للطاقة على المستوى العالمي بفضل المشروع
كشف البروفيسور و الخبير الاقتصادي مراد كواشي، في تصريح لجريدة “المستثمر” أن مشروع أنبوب الغاز العابر للصحراء هو مشروع كبير وضخم وذو أهمية كبيرة من الناحية الاقتصادية و كذا من الناحية السياسية و الجيوإستراتيجية سواء لأفريقيا أو أروبا وحتى الجزائر أيضا، فإذا اردنا الحديث عن البعد الأفريقي فهو فرصة لتعزيز التعاون و الشراكة و التنمية بين الدول الأفريقية وكذا تكثيف التبادلات و إنتاج الكهرباء حيث ستنتج بنصف تكلفتها التي تنجزعليها حاليا خاصة إذا علمنا أن هذا الأنبوب الذي سينطلق من نيجيريا ويعبر النيجر وصولا للجزائر ثم أروبا سيكون له تفرعات أخرى إلى دول خاصة على دول أفريقية الغربية، يضيف كواشي أن تكلفة هذا المشروع قد وصلت 13 مليار دولار ، 5 مليار دولار تحملها الجزائر، 5 مليار دولار تحملها نيجيريا و 3 مليار دولار تحملها النيجر و سيكون له بعد كبير في المستقبل لأنه حوالي 30 مليار متر مكعب ستمر عبر هذا الأنبوب إلى اروبا و الأهمية التي سيمثلها المشروع للجزائر تكمن في توفر الجزائر على البنى التحتية الموجودة حاليا والتي ستسمح في إنجازه، و أكد الخبير في معرض حديث أن الأنابيب الخاصة بالمشروع موجودة حاليا ما يعني نسبة الإنجاز ستكون في شطر نيجيريا والنيجر، أما بالنسبة للجزائر فحوالي 70 بالمئة من الأنابيب موجودة ومنجزة وهي متوفرة سابقا وتستعمل لضخ الغاز، كما سيعزز هذا الأنبوب من المكانة الغازية للجزائر على المستوى العالمي ليس على المستوى المتوسطي فحسب، حيث ستصبح الجزائر الممول الأكبر على المستوى العالمي للطاقة خاصة بعد تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية – يقول كواشي- “الجزائر ستستفيد كثيرا من هذا الغاز خاصة في ظل ارتفاع أسعار الطاقة على المستوى العالمي فأروبا الآن في حاجة كبيرة للتموين بالغاز فهي بعد أشهر ستكون امام شتاء قاسي وشتاء أسود وربما ستكون الطاقة هي الرهان الأكبر لها، وبالتالي هذا المشروع له جدوى كبيرة ليست من الناحية الاقتصادية فحسب فحتى من الناحية الإستراتيجية و الجيو إستراتيجية و السياسية، فالدول الآن أصبحت تستخدم الطاقة كورقة ضغط من الناحية السياسية” يضيف البروفيسور أنه بالنسبة للجزائر و إيطاليا فقد وافقت الجزائر بتزويد إيطاليا بكميات كبيرة من الغاز لأنها تتوافق سياسيا مع الجزائر ومشت في الطرح الجزائري فيما يتعلق خاصة بملف الصحراء الغربية والملف الليبي، فإذا أخذنا إسبانيا على سبيل المثال لم تستفد كثيرا من عقود إضافية لضمان تموينها بالغاز نتيجة لمواقفها السلبية للقضايا العادلة خاصة ماتعلق بقضية الصحراء الغربية وبالتالي أهمية الطاقة والغاز من الناحية الإستراتيجية لاتبرز فقط من الناحية الاقتصادية ولكن أصبحت لها أبعاد أخرى إستراتيجية وحتى سياسية فهذا الأنبوب سيكرس المكانة المتميزة والرائدة للجزائر على المستوى العالمي في السوق الدولية “السوق الغازية الدولية”.
“الحلم الإفريقي” يتحقق
الصفقة التاريخية ستعزز من مكانة الجزائر ودورها الدولي كشريك طاقوي موثوق للإتحاد الأروبي في ظل التطورات الجيوسياسية التي ضاعفت الطلب على الطاقة، فشبكة الأنابيب العملاقة العابرة للصحراء نحو أروبا كانت سببا مباشرا في دعم موقف الجزائر على حساب منافسيها ورجحت كفة الخيار بالنسبة لنيجيريا التي تملك أكبر إحتياطي للغاز في أفريقيا بما يعادل 5،5 ترليون متر مكعب تصدر منها 14 مليار متر مكعب إلى اروبا سنويا، يأتي هذا بإعتبار أن الجزائر تملك البنى التحتية المناسبة التي تسمح لها في التسريع من وتيرة إنجاز هذا الأنبوب لتجسيد الحلم الأفريقي الذي من شأنه تعزيز التنمية في دول غرب القارة بإنتاج الكهرباء بنصف تكلفتها السابقة، كما سيوفر على الدول الثلاثة مداخيل معتبرة من العملة الصعبة ويرفع من أهميتها على المستوى الأفريقي والدولي في قلب ازمة الطاقة التي يشهدها العالم، ما من شأنه تعزيز الأمن الطاقوي وتثمين الموارد الغازية في أفريقيا وهو مايعكس إستعداد البلدان الأفريقية للعمل معا لإنجاز مشاريع كثيرة أخرى تمكن من إستغلال الموارد الهامة التي يزخر بها كل بلد، حيث يعتبر هذا الخط “شريان” الغاز في دول وسط وغرب افريقيا ما سيسمح من توفير مداخيل إضافية للجزائر من الغاز الطبيعي كما سيعزز الاستقرار الأمني و السياسي لهذه الدول.
رابط دائم: https://mosta.cc/thvcx