قرار الجزائر هو قرار سيادي مهم وقوي جدا يعبر عن رغبة القيادة الجزائرية في فرض واقع جديد يبدأ باحترام الجزائر حكومة وشعبا ولاينتهي بعدم المساس بمصالحها العليا وقرارتها الداخلية والخارجية
أي نعم اسبانيا دولة احتفظنا معها بعلاقات قديمة من التعاون الاقتصادي وحسن الجوار في فضائنا المتوسطي ، لكن المسؤولية التاريخية والاخلاقية لاسبانيا تجاه قضية الصحراء الغربية هي مسؤولية لا تسقط بالتقادم ،ثم ان التلاعب وتبني الرواية المغربية من طرف رئيس الحكومة الاسبانية موقف غير مسؤول تطلب مننا ردا حازما سيكون له ما بعده
اقتصاديا نحن في عز طلب عالمي متزايد على مصادر الطاقة ، وعلى الصعيد الثنائي مع اسبانيا نحن في عز مراجعة الأسعار ، وبالتالي لا يمكن قراءة القرار الجزائري سياسيا فقط وانما اقتصاديا لانه يحيلنا الى خطوة جزائرية ذكية تؤدي الى ما يسمى تعزيزالموقف التفاوضي .
الواردات الاسبانية الى الجزائر متوفرة في عديد دول العالم ، والموقف الاوربي لا يمكن ان يكون منحازا الى اسبانيا بشكل تام ولن يتجاوز بيانات التضامن مع اسبانيا والأسف على ما حال إليه الوضع ، الجزائر تتحمل مسؤولياتها وقد طمنت الشركاء الاوربيين انها ستستجيب لاحتياجاتهم الطاقوية وقد اختارات ايطاليا الشريك الموثوق على حد وصف السيد رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون منصة لتوريد الغاز الجزائري ومخاطبة الاوربيين ايضا ، وعليه لا يمكن لاي دولة المزايدة على الموقف الجزائري ، ومن حقنا اختيار المواقف التي تتماهى وقناعات جزائرية لم تغيرها مصالح ولا ظروف دولية
حسمت الجزائر مواقفها وخياراتها الاقتصادية واختارت أن تمضي في شراكاتها المنتقاة بكل عناية ،البراغماتية وقاعدة رابح رابج هي العنوان الأبرز في هذا التوجه ، حيث ترسل الجزائر اليوم رسائلا هامة لمن يهمه الأمر ان اقتصادها لن يكون مزرعة لاحد وسياستها الخارجية لن تكون حديقة لاحد ، والزمن الذي رهن فيه بعض ابنائها للاسف الشديد ، واقعها ومستقبلها وشركاتها عبر محاباة دول محددة ومنح امتيازات على حساب مصلحة الشعب الجزائري والدولة الجزائرية هو زمن قد ولّى بلا رجعة ، وألّا لغة اليوم ستعلو فوق مصالح عليا لوطن وفيّ لتقاليده الديبلوماسية العريقة ومُصِرّ على استرجاع دوره الريادي وتحقيق نهضة اقتصادية نمتلك كل أركان تحقيقها وجعلها أمرا وقعا.
رابط دائم: https://mosta.cc/zv562