- الدكتور لطفي غرناوط لــ ” المستثمر ” : المخطط الاستراتيجي للوقاية من الحرائق ذو أهمية في تحسين و رفع القيمة الاقتصادية للغابات
- الخبير الفلاحي لعلى بوخالفة لـ ” المستثمر ” : الجزائر تعاني نقص في المساحات المغروسة و لابد من توسيع الغابات
- رئيس الاتحاد الوطني للمهندسين الزراعيين منيب أوبيري لـ ” المستثمر ” : حالة التأهب القصوى ساهمت بشكل كبير في تراجع عدد حرائق الغابات هذا الموسم
أعلنـت وزارة الفلاحـة والتنمية الريفيـة ، في الأسابيـع الماضية ، عـن حـالة ” تأهب قصـوى ” لمكافحة حرائق الغابات ، وهــذا بسبــب الظــروف المناخيـة لموســم الصيـف و المتسمـة بارتفاع درجـة الحـرارة ممـا قـد يسهـل من اندلاع حـرائـق الغـابـات .
بقلم: ندى عبروس
و حسب بيان لوزارة الفلاحة ، فإنها دعت إلى تعبئة كافة مستخدميها التابعين لأسلاك إدارة الغابات، وذلك في إطار التفعيل الدائم والمستمر للمخطط الوطني للوقاية ومكافحة حرائق الغابات .
وفي هذا الصدد، أكدت الوزارة أنه يتعين على كافة المسؤولين والمتدخلين عبر التراب الوطني وعلى كل المستويات، التجند لأجل تجنب أو مواجهة أي طارئ طيلة أيام الأسبوع وعلى مدار 24/24 ساعة.
ووفقا للبيان, فقد تمت تعبئة ورصد كافة الوسائل البشرية والمادية لأجل إنجاح حملة الوقاية ومكافحة حرائق الغابات، بالتواصل مع كافة الإدارات والأجهزة المعنية.
ويندرج هذا الإجراء في إطار السهر على المحافظة على الثروة الغابية وعلى سلامة الأشخاص والممتلكات الكائنة بمحاذاة الوسط الغابي والتي تلزم كافة المسؤولين والمتدخلين بالتجند التام والمتواصل طيلة فترة الحملة.
وضع مخطط عاجل للوقاية من حرائق الغابات لتحقيق الإدارة المستدامة للغابات
قال أستاذ الاقتصاد الزراعي بجامعة تولوز الفرنسية ، الدكتور لطفي غرناوط، في تصريح لجريدة المستثمر ، أن الجزائر من بين دول منطقة البحر الابيض المتوسط المعرضة بشكل مرتفع نسبيا لحرائق الغابات في فصل الصيف و انعكاساتها الايكولوجية و الاقتصادية الخطيرة خصوصا في السنوات الاخيرة مع تزايد حدة التغيرات المناخية التي أثرت بشكل كبير على مستويات الرطوبة و ضاعفت من جفاف المنطقة حيث كلف هذا النوع من الكوارث البيئية الغطاء النباتي المئات من الهكتارات سنويا و تهديدا للمساحات الزراعية الواسعة و الرعوية الجافة كالنظام الرعوي السهبي و الأنظمة الجبلية إضافة الى تهديد للتنوع البيولوجي بشكل عام.
وأضاف الدكتور لطفي غرناوط ، أن الجزائر تسجل معدل 3000 حريق سنويا منذ 2010 و هو رقم مرشح للتزايد نظرا لارتفاع درجات الحرارة ابتداء من فصل الربيع و خاصة مع تذبذب الأمطار و هذا ما جعل بشكل ضروري وضع مخطط عاجل للوقاية من الحرائق و مكافحتها و الذي أطلقته وزارة الفلاحة و التنمية الريفية كنظام للإدارة المستدامة للغابات بشكل عملي و ميداني قدم نتائج ايجابية في العديد من دول جنوب أوروبا على غرار اسبانيا و البرتغال و ايطاليا يعمل بالتنسيق بين الإدارة المركزية لوزارة الفلاحة و لجان محلية و لجان المجتمع المدني في كل منطقة متخصصة في حماية الغابات و مشاركة وزارات أخرى بشكل مباشر و غير مباشر.
وفي ذات السياق ، قال رئيس الاتحاد الوطني للمهندسين الزراعيين منيب أوبيري ، في تصريح لجريدة المستثمر ، أن المخطط الوطني للوقاية من حرائق الغابات يهدف إلى الوصول إلى تحقيق الإدارة المستدامة للغابات، والذي يجري تنفيذه في كثير من أنحاء العالم ، حيث يهدف هذا النهج إلى تحسين القيمة الاقتصادية والاجتماعية والبيئية للغابات للأجيال الحالية والمستقبلية، مع وضع مخاطر اندلاع الحرائق في الاعتبار.
الدكتور لطفي غرناوط : المخطط الاستراتيجي للوقاية من الحرائق له أهمية في تحسين و رفع القيمة الاقتصادية للغابات
أكد أستاذ الاقتصاد الزراعي بجامعة تولوز الفرنسية ، الدكتور لطفي غرناوط ، أن المخطط الاستراتيجي للوقاية و مكافحة الحرائق له أهمية اقتصادية و بيئية و اجتماعية للجزائر خاصة في تحسين و رفع القيمة الاقتصادية للغابات من خلال ضمان استمرار توسعها و حمايتها .
و قال الدكتور لطفي غرناوط ، أن الجزائر تعاني من نقص في كثافة الغطاء النباتي بشكل عام و المحيطات الغابية تمثل حوالي 4 مليون هكتار فقط الى جانب خطر التصحر المتزايد لعدة عوامل طبيعية و بشرية و بالتالي و هذا ما يجعل ان عدد قليل نسبيا من الحرائق يمكنه ان يسبب في خسائر اقتصادية كبيرة .
و أوضح محدث “المستثمر” أن الخسائر الاقتصادية قدرت حسب الاحصاءات بأكثر من 10 مليون دولار سنويا إلي جانب الآثار الاقتصادية الناجمة عن حرائق المحاصيل الواسعة ، و تأثر الاراضي الفلاحية البؤر الأكثر عرضة للحرائق و الأعباء المالية جراء التعويضات و المقدرة بأكثر من 4 مليون دولار إضافة الى أخطار تأثر المناخ على المستويات المحلية (microclimat) جراء نقص في كثافة و تنوع الغطاء النباتي و حتى ظهور أمراض جديدة تهدد المحاصيل الفلاحية .
الخبير الفلاحي لعلى بوخالفة : الجزائر تعاني نقص في المساحات المغروسة و لابد من توسيع الغابات
قال الخبير الفلاحي ، لعلى بوخالفة ، في تصريح لجريدة المستثمر ، أن الغابة هي الرئة التي يتنفس منها المجتمع نظرا للفوائد الاقتصادية التي تقدمها من حيث الخشب، والثمار و كذا الأكسجين ، و لهذا لابد من تحسين البيئة لأن الغابة تلعب دور كبير جدا في المجتمع ، من الجانب البيئي و من جانب الاقتصادي ، و من الضروري على الدولة أن تولي لها اهتمام لحمايتها وخاصة وزارة الفلاحة ، لأن وزارة الفلاحة تتبعها المديرية العامة للغابات إذن يجب أن اتخاذ كل الإجراءات اللازمة والقانونية لتفادي اندلاع الحرائق وخاصة في الفترة الحالية التي تعرف حرائق كبيرة على مستوى العالم وخاصة أوروبا و الدول المجاورة للجزائر ، و التي تلتهم بالتقريب مساحات كبرى من الغابات .
و أضاف محدثنا إلى أن الحرائق المندلعة في العالم تستدعي منا أن نأخذ العبرة ونستخلص الدروس من هذه الحالات لإيجاد حلول أو لتفادي مثل هذه الحرائق باعتبارها إنذار مبكر للغابات، مشيرا إلى أن الغابة إذا لم تكن هناك متابعة يومية سيصعب مكافحة الحريق ، لأن أصعب ما يمكن التحكم فيه هو الحرائق والفيضانات ، لكن مع مراقبة الغابة واكتشاف حرائق في البداية يمكن أن يتحكم فيها .
و أشار الخبير الفلاحي ، لعلى بوخالفة ، إلى أن الجزائر تعاني نقص في الغابات لأن المساحة المغروسة لا تتجاوز 4% من المساحة الإجمالية ، و نتمنى أن تكون هناك قرارات أخرى لتوسيع الغابات و تعويض الحرائق التي حدثت في السابق والحفاظ على الغابات التي حاليا لم تصل إليها الحرائق ، ولكن إذا أهملناها فيمكن أن تشتعل هي الأخرى ، سواء عن طريق عملية مدبرة ، أو قد تكون عن طريق تأثير للحرارة .
و أوضح المتحدث ذاته إلى أن رمي السيجارة في الغابة يمكن أن يتسبب بحريق ، وهناك عدة أسباب لنشوب الحرائق ، ولهذا يجب على المجتمع الجزائري وخاصة مصلحة الغابات و مصلحة الحماية المدنية أن يكونوا متفطنين لتجنب حدوث مثل هذه الحرائق التي راهي عرفها العالم بأسره .
و من جهته دعا الخبير الفلاحي لعلى بوخالفة إلى زيادة في زراعة الغابات ، للوصول للمساحات المغطاة بالأخضر على الأقل 10% من المساحة الإجمالية ، لأن اليوم نسبة 4% هي مساحة ضئيلة جدا .
منيب أوبيري : حالة التأهب القصوى ساهمت بشكل كبير في تراجع عدد حرائق الغابات هذا الموسم
عرفت حرائق الغابات لهذه السنة قلة مقارنة بالسنة الماضية, وذلك بفضل جملة الاجراءات الاستثنائية المتخذة.
و قد أوضحت مديرة حماية النباتات والحيوانات بالمديرية العامة للغابات، إلهام كابويا في تصريحات صحفية، أنّ الوضع الذي تعرفه الولايات المتضررة من حرائق الغابات المندلعة مؤخراً، متحكم فيه وجارٍ تسييرها ، مضيفة أنه بالمقارنة مع السنة الماضية، يمكن القول أن حصيلة حرائق الغابات أقل بكثير .
حيث تم تسجيل حرائق الغابات خلال سنة 2021، أكثر من 100 ألف هكتار، كما خلّفت 84 قتيلاً.
و في هذا الصدد قال رئيس الاتحاد الوطني للمهندسين الزراعيين ، منيب أوبيري ، في تصريح لجريدة المستثمر ، ان حالة التأهب القصوى والاستعداد التي أعلنتها وزارة الفلاحة مؤخرا ، وأدوات الإنذار المبكر وكذا التحسيس والتوعية من مخاطر الحرائق وايضا القوانين الردعية الصارمة ساهموا بشكل كبير في تراجع حالات وقوع الحرائق هذا الموسم.
و للحد من الضغوط الواقعة على الغابات ، قال رئيس الاتحاد الوطني للمهندسين الزراعيين ، منيب أوبيري ، لابد من تغيير السلوكيات العامة من خلال التعليم والتوعية المجتمعية، وبناء قدرة المجتمعات المحلية على الصمود في المناطق التي تشكل بؤراً للحرائق، وإعادة تشجير هذه الغابات، وكذا توفير مزيد من التمويل للوقاية من الحرائق، مثل إنشاء مصدات مكافحة للحرائق، وتحسين الكشف والتدريب والاستعداد لإخماد الحرائق بسرعة.
وفي هذا السياق قال ، الدكتور لطفي غرناوط ، لجريدة المستثمر أن المخطط الوطني للوقاية من حرائق الغابات ، يعتمد على شق وقائي للتدخل السريع و العاجل و الإنذار المبكر في حالة نشوب الحرائق ، مشيرا أن هذا الجانب يرتكز على تجنيد كل الوسائل لمباشرة حملات واسعة لزيادة الوعي و التحسيس لمنع مخاطر حرائق الغطاء النباتي التي يتسبب فيها الانسان أحيانا الى جانب توعية المواطن بالسلوكيات الصحيحة و الآمنة خلال نشوب الحرائق و توفير الامكانيات البشرية المؤهلة و التكنولوجيات الحديثة في اخماد الحرائق بشكل أسرع و فعال.
لعلى بوخالفة : الجزائر تسير في الطريق الصحيح و تمكنا تجنب العديد من الحرائق
قال الخبير لعلى بوخالفة أن الجزائر رغم ما عانته من خسائر في سنة 2021 ، إلا أن سنة 2022 عرفت حرائق قليلة و استطاعت التحكم فيها ، مؤكدا أن الجزائر أصبحت لديها الخبرة في السيطرة على الحرائق فقد تدخلت حتى لإطفاء الحرائق في الخارج ، حيث ساعدنا الإخوان التونسيين في ظرف 24 ساعة في إطفاء الحرائق بتونس، وهذا بعتاد عصري و إمكانيات وخبرة في هذا الميدان ، مشيرا أن الدولة مؤخرا تجهزت بعتاد عصري ، يلعب دور كبير في السيطرة و محاربة الحرائق.
و أضاف محدثنا أن الجزائر تسير في الطريق الصحيح و تمكنت من تجنب العديد من الحرائق مقارنة بالسنة الماضية التي أدت بحياة العديد من الضحايا و ضيعت مساحات كبرى و كذا الحيوانات .
إذا العام 2022 ، حسب اعتقاد الخبير الفلاحي لعلى بوخالفة ، تعلمنا درس وعبرة و تم الاتخاذ كل الإجراءات القانونية سواء كانت على مستوى المجلس الوزراء أو وزارة الفلاحة أو من المديرية العامة للغابات لتفادي حدوث مثل هذه الكوارث.
رابط دائم: https://mosta.cc/bhisb