أصدر مجلس تجديد الإقتصاد الجزائري، اليوم الأحد، بيانا بمناسبة الإحتفال بالذكرى الستين للإستقلال، مؤكدا أنه يستمد من الماضي المجيد القوة للدفاع عن مصالح الوطن.
وأكد المجلس في بيانه عمله لإعادة اعتبار دلائل الجهد والسعي للامتياز وقيم العمل المتقن، تقديرا لمثل الحرية والعدالة، والتي ضحى من أجلها شهدائنا الأبرار في كفاحاتهم من أجل استقلال بلادنا.
وفيما يلي النص الكامل لبيان المجلس:
في هذه الأيام المباركة التي تستعد فيها جزائرنا للاحتفال بالذكرى الستين لاستعادة استقلالها وتشييد دولة بكامل سيادتها، يتقدم مجلس التجديد الاقتصادي الجزائري (CREA) بهيئاته المسيرة وجميع أعضائه عبر جميع ربوع التراب الوطني، منحنيا، تقديرا واحتراما و إحياء لذكرى أسلافنا الأحرار القيمين، الأبطال المغاوير، الذين بكفاحهم ونضالهم وتضحياتهم، أصبحنا اليوم مواطنين معززين، بتاريخنا فخورين في جزائر حرة ومستقلة.
إلا أن تاريخ بلادنا يوحي لنا ألا نكتفي باكتساب شيء، بل يجب كذلك الاحتفاظ به.
مستمدين قوانا من ماضينا المجيد، أوفياء للعزم والعهد لأسلافنا، رامین بخبرتنا وطموحنا للمستقبل، نلتزم اليوم باليقظة حفاظا على سيادتنا الوطنية وبإخلاص غير مشروطة للدفاع عن مصالح وطننا مهما كان ثمن ذلك.
إن الإنجازات، خلال الستين سنة الماضية، عديدة وثرية حيث ساهمت في إحداث تغييرات عميقة في بلادنا. فآفات الفقر والبؤس والعجز التي كان يعيشها الجزائريون من خلال استبدادهم من قبل النظام الاستعماري لم تعد إلا ذكرى قديمة في تاريخ مواطنينا.
ويظهر جليا، أنه لا يمكن إنكار التقدم والنمو اللذان يسودان على جميع المستويات وبلا منازع، سواء كان ذلك بشأن رفاهية المواطنين وحقهم في التربية والتعليم والرعاية الطبية وجميع الخدمات العمومية اللازمة. ويبقى التطور الاقتصادي المسلك الوحيد لتلبية تطلعات الشباب.
يقع على عاتقنا بناء وطنية اقتصادية كقوة موحدة ومتضامنة لكل الوطن، فإن بلوغ سيادتنا الاقتصادية قضية الجميع؛ قضية الدولة؛ قضية المؤسسات؛ قضية كل الجزائريين.
ولكي تسند مسئولية الإحساس بواجب المساهمة في ازدهار البلاد، ينبغي إنماء وغرس ثقافة مشتركة للنجاح الوطني عند الجميع، أي لدى كل الشركات العمومية أو الخاصة وعند كل الجزائريين والجزائريات.
إن السيادة الصحية والغذائية والطاقية هي ثلاثية تشكل محور اهتماماتنا وبرنامج عملنا في مجلس التجديد الاقتصادي الجزائري.
ولقد تم وضع برنامج من قبل السلطات العمومية يحدد أهدافا واضحة نلتزم بها دون تحفظ وتكمن أمالنا في تحقيقها على أرض الواقع بسرعة واندفاع.
إن التعجيل في وتيرة الإصلاحات الاقتصادية أمر ضروري لمرافقة تنمية شركاتنا كي تصبح قادرة على غزو الأسواق الأجنبية.
ودون الوقوع في الآليات السلبية للحمائية العازلة، فان الاختيار الوطني الذي تود تبنيه هو ذلك الذي يدرج ضمن سياسة الذكاء الاقتصادي الذي يحفز المنافسة المحلية، خاصة في القطاعات المعرفة باستراتيجية. كما يجب أن نكون قادرين على استغلال شامل وبالفعالية اللازمة لقدرات الموارد البشرية والمادية والإقليمية الهائلة التي نكتسبها.
نعمل، في مجلس التجديد الاقتصادي الجزائري، لإعادة اعتبار دلائل الجهد والسعي للامتياز وقيم العمل المتقن. فيكون هذا أقل تقدير، قد نقدمه لمثل الحرية والعدالة، والتي ضحى من أجلها شهدائنا الأبرار في كفاحاتهم من أجل استقلال بلادنا.
وسنظل نقتدي بروح كفاح أسلافنا التحريري، وسنظل نعمل بتوصياتهم ومبادئهم.
رابط دائم: https://mosta.cc/la1c8