بقلم: ندى عبروس
مّر قطاع السكن و العمران في الجزائر بمراحل تاريخية منذ الاستقلال الى غاية يومنا هذا، فكانت البداية من التركيز على بناء السكنات الريفية،و ذلك في إطار سياسة الثورة الزراعية ومشاريع إنجاز ألف قرية نموذجية بالأرياف .
ثم تلتها مرحلة المخططات الثلاثية والرباعية،من 1967 إلى 1969 والتي تعتبر اللبنة الأولى لبناء سكنات إجتماعية ، و قد عرفت في تلك الفترة إنجاز 13 ألف و700 وحدة سكنية منها 3 آلاف ريفية.
وبعدها جاء المخطط الرباعي من 1970 إلى 1973 حيث تم إنجاز أكثر من 42 ألف وحدة سكنية ثم المخطط الأخير الذي إمتد الى غاية 1979 بإنجاز 174 ألف وحدة سكنية من بينها 87 ألف وحدة في اطار سكنات ريفية.
و 10 أكتوبر 1980 شهدت الجزائر زلزال مدمر ضرب مدينة الأصنام ” الشلف حاليا ” ، وعلى اثر هذه الكارثة الطبيعية سارعت السلطات العمومية إلى إتخاذ مجموعة من الإجراءات من أهمها استحداث نظام جديد مضاد للزلازل سنة ،1981 . فأصبحت المشاريع تصمم وفق متطلبات هذا النظام .
واجهت الجزائر خلال نهاية الثمانيات إلى التسعينات عدة أزمات بدايتها في سنة 1986 بأزمة إقتصادية أحدثتها إنخفاض أسعار النفط أي وصل سعره إلى 9 دولارات للبرميل الواحد ، تلتها العشرية السوداء و هذا ما انعكس سلبا على قطاع البناء و التعمير .
ومع عودة الامن و السلم ، رفعت الحكومة الجزائرية التحديات من خلال مسايرة التحولات التي شهدتها البلاد ، فقد عرف قطاع السكن إطلاق عدد من الصيغ السكنية كالعمومي الإيجاري و الترقوي التساهمي أو البيع بالإيجار الذي حدد شروطه المرسوم التنفيذي رقم 01 – 105 المؤرخ في 23 أفريل 2001 ، و الذي عرف بـ ” عدل 1 ” و الذي بلغ عدد المسجلين فيه 55 ألف مكتتب ، و كان ممول بشكل كلي من خزينة الدولة .
و بعدما لقي برنامج عدل 1 نجاحا لدى المواطنين ، فقد عرف هذا البرنامج إنطلاق في صيغته ” عدل 2 ” ابتداءا في سنة 2013 .
الجامع الأعظم و مدن جديدة.. مشاريع عملاقة بأهداف استراتيجية
و بالموازاة مع إطلاق الصيغ السكنية ، تم الإنطلاق في إنجاز المشروع الرائد في الجزائر و المتمثل في جامع الجزائر الأعظم ، و الذي يعتبر هذا المعلم الديني ثالث أكبر جامع في العالم بعد الحرمين الشريفين، بأطول مؤذنة في العالم و البالغة 267 متر، حيث تم تدشينه عام 2020 من طرف رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون.
و قد عيّن رئيس الجمهورية ، محمد مأمون القاسمي الحسيني، عميداً لجامع الجزائر الأعظم ، برتبة وزير.
في سياق متصل بالإنجازات الكبرى، تم إنشاء مدن جديدة و مراكز حضرية جديدة جاءت ضمن سياسة الدولة الرامية لإعادة التوازن الاقليمي و الحفاظ على الثروات في إطار التنمية المستدامة و بعث الإقتصاد الوطني .
و أكدت المديرة العامة للمدينة ، السيدة فايزة موساوي ، في تصريح صحفي أن مخطط الحكومة المصادق عليه في 16 سبتمبر 2021، إرتكز على تسريع وتيرة أشغال تهيئة المدن الجديدة و الأقطاب الحضرية بتوفير الإعتمادات الضرورية قصد إنطلاق الاستثمار العمومي و الخاص .
إنجاز ملاعب ضخمة بمعايير عالمية
عكفت وزارة السكن و العمران و المدينة ، بعد قرار رئيس الجمهورية ، السيد عبد المجيد تبون ، القاضي بتحويل تسيير مختلف العمليات المتعلقة بإنجاز الملاعب الرياضية إليها ، على الإتخاذ جملة من الإجراءات مكنت من الإنتهاء من إنجاز الأشغال على مستوى المركب الرياضي لمدينة وهران في مدة 6 أشهر و بسواعد جزائرية ، الذي إحتضن ألعاب البحر الأبيض المتوسط وهران 2022.
و كانت من بين هذه الإجراءات في منح الفرصة إلى الاطارات و الكوادر الجزائرية
من أجل تسيير هذه المشاريع و كذا اعطاء الفرصة للمقاولات المناولة الجزائرية لإنجاز هاته المشاريع .
و يعد المركب الأولمبي بوهران قيمة مضافة للولاية و مكسب للجزائر لا يستهان به .
كشف المدير العام للتجهيزات العمومية ، السيد طيفور مايدي ، في تصريح صحفي ، أن نفس الإجراءات التي اعتمدت في ملعب وهران ، تم تطبيقها على مستوى مشروع ملعب براقي و تم الإنتهاء من الأشغال كليا .
فيما يخص ملعب تيزي وزو تم تنصيب مؤسسة إنجاز لأشغال التهيئة ، وكذا مؤسسة كل الأشغال الثانوية ، و الأشغال تسير بوتيرة جيدة جدا .
و فيما يتعلق بملعب الدويرة ، فقال المدير العام للتجهيزات العمومية ، طيفور مايدي ، أنه تم تنصيب مؤسسة وطنية عمومية لأشغال التهيئة الخارجية ، و تم بعث المشروع فيما يخص الأشغال الأخرى بعد تذليل جميع العقبات ، و الاشغال تعرف تقدم ملحوظ و وتيرة مقبولة .
إطلاق أكبر عملية توزيع السكنات عبر الوطن منذ الاستقلال
انطلق وزير السكن والعمران والمدينة محمد طارق بلعريبي، السبت الماضي ، في توزيع 160 ألف وحدة سكنية في مختلف الصيغ .
حيث أشار بلعريبي مشيرا إلى أن هذا الرقم يخص مختلف ربوع الوطن، وهي تمثل أكبر عملية لتوزيع السكنات منذ الإستقلال .
وأوضح وزير السكن و العمران و المدينة خلال إشرافه على توزيع السكنات بمختلف الصيغ بولاية بومرداس بمناسبة إحياء الذكرى الـ60 للإستقلال أن العملية تشمل توزيع 37 ألف و699 وحدة سكنية بصيغة البيع بالإيجار (عدل) ، 77 ألف و323 وحدة سكنية بصيغة العمومي الايجاري ، إلى جانب 6 آلاف و294 وحدة سكنية بصيغة الترقوي المدعم.
كما قدر عدد سكنات الترقوي العمومي بـ2595 و18 ألف و374 سكنا ريفيا، إلى جانب 19 ألف و321 إعانة في اطار التجزئات الاجتماعية.
وحسب بلعريبي فإن السكنات المعنية بالتوزيع مجهزة بكافة المرافق الضرورية لضمان العيش الكريم للمواطن.
مشروع جديد الأول من نوعه في الجزائر ينتظر رؤية النور
كشف وزير السكن و العمران و المدينة ، محمد طارق بلعريبي ، على هامش توزيع السكنات بمناسبة الذكرى الستين للإستقلال ، عن الشروع في إنجاز المسجد الأخضر و هو الاول من نوعه من الناحية الإيكولوجية ، حيث يتميز بخصائص تجعله يتلاءم والنجاعة الطاقوية واستعمال الطاقات المتجددة ، و يأتي هذ في إطار تحقيق أهداف التنمية المستدامة .
وكان في وقت سابق، وزير الانتقال الطاقوي والطاقات المتجددة، شمس الدين شيتور، قد كشف عن الشروع في إنجاز “الجامع الأخضر” على مستوى المدينة الجديدة سيدي عبد الله ، مشيرا إلى أنه مسجد صديق للبيئة .
رابط دائم: https://mosta.cc/gz9y4