بقلم مليكة ب
تميزت زيارة الدولة التي قام بها رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون, الى إيطاليا, بالتأكيد على الاتفاق التام بين البلدين الصديقين حول المسائل ذات الاهتمام المشترك والاصرار على تطوير التعاون الثنائي الاستراتيجي, الذي تم تدعيمه بالتوقيع على عدد من الاتفاقيات الثنائية.
وعلى الرغم من أن ملف الطاقة وإمدادات الغاز الجزائري إلى ايطاليا يأتي على رأس أبرز الملفات في العلاقات بين البلدين إلا أن الجزائر تراهن بالأساس على شراكة أوسع مع إيطاليا في مجالات أخرى على غرار الزراعة و السياحة والمؤسسات الصغيرة والمؤسسات الناشئة والطاقات المتجددة…
قطاع الأشغال العمومية محورا رئيسي في التعاون الثنائي الجزائري الإيطالي
شكلت زيارة الدولة التي قادت رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون, إلى إيطاليا, بدعوة من نظيره الإيطالي سيرجيو ماتاريلا, فرصة جديدة لتعميق الشراكة الاستراتيجية بين البلدين, لاسيما من خلال اتفاقيات التعاون الموقعة في مختلف المجالات.
وكان هذا اللقاء مناسبة أكد من خلالها الرئيس تبون متانة العلاقات مع إيطاليا والتي تعتبر حسبه “من أقوى العلاقات العربية-الأوروبية في منطقة الحوض المتوسط”.
وشدّد رئيس الجمهورية على وجود آفاق تعاون مفتوحة مع إيطاليا دون “أي حاجز”, مع التزام الجزائر “بصيانة الصداقة التي تجمع البلدين بكل الوسائل، حيث لفت الرئيس تبون إلى “اقتراح الجزائر إنجاز كابل بحري يربط الجزائر بإيطاليا, يتم من خلاله تموين جزء من أوروبا بالطاقة الكهربائية”, ومنتجات أخرى بين شركتين ايطالية وجزائرية، حيث أبرز الرئيس عن الرغبة في الدخول مع إيطاليا في تعاون في مجال بناء السفن سواء المدنية أو العسكرية..
يأتي هذا مواصلة لتعزيز التعاون الثنائي خارج قطاع الطاقة، و يعد قطاع الأشغال العمومية من أبرز قطاعات تعاون البلدين حيث قدر مجموع المؤسسات الإيطالية في الجزائر بـ 200 مؤسسة، ناشطة في مجال الأشغال العمومية الكبرى والصناعة والتجهيزات والماكينات، تتجلى صور ذلك في البنايات العمرانية والريفية ، والطرقات، قنوات المياه والجسور..
و هو ما أشار اليه أيضا الرئيس الايطالي في زيارة سابقة قادته نوفمبر الماضي نحو الجزائر حيث قال أن “الجزائر شريكا استراتيجيا لإيطاليا, خاصة فيما يتعلق بالطاقة ولكن أيضا في مجالات اخرى”. لافتا إلى أن “التعاون الاقتصادي والتجاري الكبير” بين البلدين في مختلف القطاعات وليس فقط في القطاع الطاقوي والذي يأمل في تعزيزه, معتبرا السوق الجزائرية “مهمة جدا” بالنسبة لإيطاليا، و هو ما يدفع الجزائر لاستقطاب المزيد من الاستثمارات الإيطالية نحوها، و وجود 200 شركة إيطالية بالجزائر تنشط في قطاعات الأشغال العمومية الكبرى والصناعة دليل على قوة العلاقات الثنائية في هذا القطاع و عديد المجالات، هدفها بعث ديناميكية جديدة للتعاون الاستراتيجي.
هذا و كان وزير الأشغال العمومية كمال ناصري، في لقاء سابق مع سفير ايطاليا بالجزائر أن شدد على بعث وترقية الشراكة بين الطرفين على أسس اقتصاديةً متينة وواعدة، بما يعكس عمق أواصر العلاقات بين البلدين، مع مواصلة الجهود لتسليم المشاريع التي باشرها الطرف الإيطالي في اقرب الآجال، وتوجيه الاستثمار بما يساهم في تنمية المنطقة .
و يأتي مشروع انجاز طريق سريع موازي يربط بين خميس مليانة و برج بوعريريج مرورا بالبرواقية على مسافة 67 كلم ، قصد اعطاء انسابية اكثر للطريق السيار شرق غرب ليثبت مرة أخرى ثمرة من ثمرات الشراكة الجزائرية الايطالية في قطاع الاشغال العمومية التي توصف بالناجحة حسب ما أكده المدير العام للشركة الجزائرية للطرق السيارة محمد خالدي، الذي أكد أن الشريك الايطالي في القطاع كان حاضرا بقوة منذ سنوات و هو يواصل لحد الساعة تعاونه في انجاز الانفاق و الجسور الكبيرة جدا، معتبرا هذه الشراكة القديمة قوية و كمثال عن ذلك ما انجزته المؤسسات الايطالية من مقاطع و منشآت فنية على مستوى الطريق السيار شرق غرب.
يشار إلى أنه و في اقل من ستة اشهر شهدت العلاقات الجزائرية الإيطالية تبادلا للزيارات على أعلى مستوى ، بدءا من زيارة الرئيس الإيطالي إلى الجزائر شهر نوفمبر 2021 مرورا بزيارة رئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراغي الجزائر شهر أفريل الفارط ،وصولا إلى زيارة رئيس الجمهورية عبدالمجيد تبون إلى إيطاليا .
هذه الزيارات على هذا المستوى في مدة زمنية قصيرة ، تؤكد أن البلدين لا تقرب بينهما الجغرافيا فحسب ، فهناك تقارب وتطابق في وجهات النظر إلى القضايا ذات الاهتمام المشترك.
فقد إعتبر الرئيس الايطالي سيرجيو ماتاريلا, زيارة الرئيس تبون الى ايطاليا بعد اشهر قليلة من زيارته للجزائر “علامة صداقة وطيدة بين البلدين و مسألة جد مهمة تعكس علاقة استراتيجية قائمة بين البلدين و علاقات ثنائية قوية و متينة تتطور باستمرار و لديها جذور قديمة جدا”.
معبرا عن سروره بانعقاد القمة الرابعة بين الحكومتين الايطالية و الجزائرية في يوليو القادم بالجزائر، معتبرا اياها “موعدا مهما يمكن من خلاله توقيع ورقة تفاهم مهمة ..
رابط دائم: https://mosta.cc/pwk2x