بقلم: مليكة . ب
أعلن رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، الثلاثاء المنصرم في قرار مشترك مع نظيره التونسي، قيس سعيد، عن إعادة فتح الحدود البرية للسيارات الخاصة والمسافرين مع الشقيقة تونس، وهذا ابتداء من 15 جويلية الجاري.
هذا القرار جاء خلال زيارة الرئيس التونسي قيس سعيد لحضور مراسم الاحتفالات المخلدة للذكرى الستين لاسترجاع السيادة الوطنية، و في تصريح للصحافة بالقاعة الشرفية لمطار هواري بومدين الدولي, خلال مراسم توديعه للرئيس قيس سعيد, أكد الرئيس تبون أنه اتخذ رفقة نظيره التونسي قرارا بفتح الحدود البرية بين البلدين أمام المسافرين والسيارات الخاصة ابتداء من 15 من الشهر الجاري, مذكرا بأن الحدود الجزائرية-التونسية “لم تغلق يوما, حيث كانت مفتوحة أمام البضائع”، من جهته, صرح الرئيس التونسي بالقول: “إن شاء الله دائما نلتقي في كل المواقع لنصنع التاريخ معا”, مبرزا أن الشعبين الجزائري والتونسي يربطهما مصير واحد وتاريخ مشترك, معربا عن أمله في فتح “آفاق كبيرة في المستقبل لصالح الشعبين الشقيقين”.
غلق الحدود البرية بين الجزائر وتونس منذ سنة 2020 جاء نتيجة انتشار كوفيد-19، و رغم تخفيف الإغلاق لمرور البضائع والسماح للجزائريين بالتصدير والاستيراد عبر الحدود، ظل المسافرون ممنوعين من دخول البلدين طوال عامين كاملين، لتتعالى خلال الأسابيع الماضية دعوات في تونس من أجل فتح الحدود التي تعد شريانا مهما للسياحة، حيث يقضي قرابة 1.5 مليون جزائري عطلاتهم الصيفية في تونس.
ترحيب واسع بإعادة فتح الحدود
لقى قرار إعادة فتح الحدود البرية للسيارات الخاصة والمسافرين بين الجزائر و تونس، ابتداء من 15 جويلية الجاري ترحيبا واسعا بين المتعاملين الاقتصاديين و اوساط الشعبين الشقيقين، بحكم ما تكتسيه العلاقات الجزائرية التونسية من عمق في روابط الأخوة التي تجمع البلدين، و مستوى العلاقات الثنائية لا سيما على المستوى الاقتصادي حيث تعتبر تونس ثاني شريك اقتصادي للجزائر في افريقيا، و أن آخر الإحصائيات تشير إلى أن تونس تعتبر أهم الشركاء الاقتصاديين للجزائر، في العديد من قطاعات التبادل بينهما على غرار الطاقة والاستثمار والأشغال العمومية والموارد المائية وتنمية المناطق الحدودية وغيرها، و عليه فان اعادة فتح الحدود يعد حافزا اخر لتعزيز حجم التبادلات بين البلدين..
الخبير الاقتصادي عبد القادر سليماني:
فتح الحدود مع تونس.. اعطاء ديناميكية جديدة للقطاع السياحي
يرى الخبير الاقتصادي عبد القادر سليماني أن الجزائر هي الرئة التي تتنفس بها تونس إفي المجال السياحي، إذ توافد إليها عام 2019 نحو 2.5 مليون سائح شكلوا 25% تقريبا من إجمالي عدد السياح الوافدين، علما أن تونس من الوجهات السياحية الثلاث المفضلة لدى الجزائريين القادرين على السفر إليها برا، بما يخفض تكاليف السياحة و أعباء الرحلات الجوية، حيث يواجه المسافرون صعوبات في إيجاد مقاعد على الرحلات الجوية التي تؤمنها شركات الطيران التونسية والجزائرية بسبب كثافة حركة التنقل بين تونس والجزائر لأغراض عدة، علما أن عائدات القطاع السياحي التونسي –يقول-سجلت عام 2021 ارتفاعا بنسبة 7.7% مقارنة بعام 2020، كما بلغت –حسبه- عائدات صناعة السياحة لغاية 20 ديسمبر الماضي 2.1 مليار دينار أي حوالي 724 مليون دولار، وارتفع عدد الوافدين إلى تونس 14.5% إلى أكثر من مليونين و100 ألف سائح، صعودا من نحو 1.84 مليون عام 2020، بزيادة 23% ، وتعمل وزارة السياحة على إعداد خطة لما بعد كورونا لتشجيع السياحة الداخلية وتنويع المنتوج السياحي التونسي، وقد أطلق الديوان الوطني للسياحة أخيرا، حملة دعائية واتصالية جديدة بهدف الترويج للسياحة الداخلية تحت شعار “تونس ليك”، فيما تسعى التمثيليات الخارجية للديوان إلى عقد اتفاقات مع كبار وكلاء السياحة ومتعهدي الرحلات العالميين من أجل ضمان حصة تونس من الأسواق الأوروبية والروسية للموسم الجديد.
معتبرا اعادة فتح الحدود خطوة مهمة ستمكن من خلق دينامكية جديدة في القطاع، حيث يسمح للفنادق والمنتجعات السياحية بإعادة فتح أبوابها واستغلال 50% من طاقتها وفقا للبروتوكولات الصحية، غير أن ذلك غير كاف بحسب قوله، مؤكدا أن التعافي يحتاج إلى استعادة كل الوجهات بما يستقطب سنويا ما لا يقل عن 3 ملايين سائح، مشيرا إلى أن مهنيو السياحة يجمعون على أهمية السوق الجزائرية، املين في انتعاش القطاع الذي يشهد تعافيا ملحوظا من آثار الجائحة.
و من جهة اخرى أبدى الخبير الاقتصادي تخوفه من ندرة السلع في السوق الجزائري خاصة منها المستوردة من أوروبا وآسيا ( الصين) الشيء الذي يرفع من أسعارها بشكل قياسي، و أن زيادة الطلب عليها بعد فتح الحدود سيزيد –حسبه- من ارتفاع اسعارها..
و بعد أن أشار محدث “المستثمر” لموقع الجزائر الهام الذي يمكنها من أن تصبح قاعدة لوجيستية لتمويل دول شمال إفريقيا و جنوب الصحراء وأواسط إفريقيا بالسلع من مختلف دول العالم خاصة من الصين وآسيا، دعا الى الاسراع في توسيع ميناء جن_جن بجيجل و ميناء الحمدانية بتيبازة وبناء الطرق الرابطة بين هاته الموانئ و الطريق السيار وحتى الطريق الرابط بين شمال الجزائر ودول جنوب الصحراء، مثمنا في خضم حديثه حجم المبادلات التجارية الجزائرية التونسية.
وتسعى كل من تونس والجزائر لتفعيل و توسيع الاستثمارات بينها حيث يبلغ عدد المتعاملين الاقتصاديين اليوم 600 شركة أغلبها شركات صغيرة ومتوسطة، في حين تنشط في السوق التونسية 60 شركة جزائرية معظمها تشتغل في قطاع النسيج والجلود..
مدير المركز العربي الافريقي للاستثمار و التطوير:
توقع المزيد من الشراكات الاستراتيجية لضمان الديمومة الاقتصادية بين الجزائر و تونس
ثمن مدير المركز العربي الافريقي للاستثمار و التطوير أن أمين بوطالبي قرار اعادة فتح الحدود البرية بين الجزائر و تونس التي ستستفيد كثيرا من قرار فتح الحدود خلال هذه الفترة بالذات، حيث سيسمح لها حسب بوطالبي بتنويع مداخيلها، خاصة ما تعلق بالقطاع السياحي، معتبرا نسبة السواح الجزائريين البالغة 1.5 مليون سائح سنويا، عائدا مهما للاقتصاد التونسي الذي يستفيد أيضا من خلال توافد هذا العدد المهم نحوها من اتفاقيات عمل في قطاعات أخرى، ومنه توقع محدثنا ارتفاع حجم الصادرات الجزائرية عبر تونس نحو مختلف البلدان الاخرى، هذا ما يؤكد حسبه أن الدولتان شريكتان في مختلف الجوانب متمسكتان بثقافة التكامل الاقتصادي، مشيرا في حديثه ليومية”المستثمر”، لما حملته زيارة الرئيس تبون نحو تونس سنة 2020 من ايجابيات تعود بالمنفعة على البلدين، منوها باتفاق الطرفين حينها على أن يكون التعامل بصفة مباشرة بالدينارين، ناهيك عن استفادة تونس أيضا من صادرات الغاز الجزائري نحو إيطاليا ما يوفر إيرادات مالية جديدة لها، هذا و توقع محدثنا من خلال قرار اعادة فتح الحدود تدفق المزيد من الاتفاقيات التجارية و الشراكات الاستراتيجية الأخرى ما يضمن الديمومة الاقتصادية بين الجزائر و الدولة الشقيقة تونس.
وهاب مناصر مسؤول بالإدارة المركزية للإشهار و الترويج بمركز النهوض بالصادرات بتونس:
فتح الحدود ..فتح لآفاق كبيرة
اعتبر وهاب مناصر مسؤول بالادارة المركزية للاشهار و الترويج بمركز النهوض بالصادرات بتونس، ان قرار فتح الحدود فاتحة خير تبشر بانطلاقة قوية و حافز لتعزيز حجم التبادلات التجارية بين البلدين قائلا في اتصاله بجريده “المستثمر”:” ننتظر من خلال اعادة فتح الحدود، تكثيف العلاقات و التبادلات التجارية وضرورة المضي بها نحو آفاق جديدة وفق ما سطره رئيسا البلدين، بغية الانتقال بالعلاقات إلى الآفاق المسطرة لها بالاندماج والتكاملية, خاصة فيما يخص استراتيجية التعاملات و تعميق كل مجالات التبادلات بين البلدين الشقيقين وبين الشعب الواحد، و أن فتح الحدود دليل على أن الجزائر و تونس عازمتان على إدخال مزيد من الديناميكية على آليات تعاونهما، لاسيما في مجالات التنمية والاندماج الاقتصادي وتنمية المناطق الحدودية”، مشيرا إلى أن قوة الشراكات الاقتصادية بين الجزائر و تونس تدل على مستوى العلاقات الثنائية المتميزة، داعيا في حديثه لتخفيف الاجراءات الجمركية، ما يسمح بتعزيز القدرة التنافسية و تعزيز تواجدنا –يقول- داخل السوق الجزائرية بفتح المزيد من النقاط الاقتصادية، مرحبا بالمزيد من الفاعلين الاقتصادين الجزائريين للعمل في تونس و تبادل التجارب خاصة في القطاعات التي عرفت فيها تونس تطورا، مشيرا للسياحة بشكل عام و السياحة العلاجية و العمليات التجميلية خصوصا، و هي القطاعات التي تمكنت فيها تونس من قطع اشواطا كبيرة و عرفت نجاحا واسعا نتيجة تحكمها يقول محدثنا في المعرفة و التكنولوجيا مبديا استعداد بلده لتقاسم هذه الخبرات و التجارب مع المتعاملين الجزائريين الراغبين في ولوج هذا القطاع بالشكل الذي يمكن من رسم شراكات بينية فاعلة في هذا المجال و في جميع القطاعات من أجل وضع خطط مستقبلية للنهوض باقتصاد البلدين.
رابط دائم: https://mosta.cc/pf53v