أكد وزير الطاقة السابق، عبد المجيد عطار، في حوار مع موقع “الطاقة.نت” أن سوق النفط تمر بحالة من الضبابية قد تستمر لعامين مقبلين في ظل استمرار وباء كورونا وتراجع الاستثمارات في القطاع جراء الضغوط المناخية.
وأشار عطار، الذي كان مشاركًا بارزًا في اجتماعات أوبك+، إلى الدور الكبير الذي لعبه التحالف في ضبط أسواق النفط، خلال المدة الماضية، وكذلك الآمال المعقودة عليه في السنوات المقبلة من أجل تأمين الطلب على الطاقة، والحفاظ على سعر النفط في وضع مناسب للمنتجين والمستهلكين.
وأوضح أنّ معركة استقرار أسعار النفط لم تنتهِ بعد، بفعل تضافر عدة عوامل ومعطيات جديدة تؤثر بشدة على معادلة العرض والطلب، التي كانت إلى وقت قريب المعيار الرئيس في سعر الخام.. وإلى نص الحوار:
واكد عطار أنّ أسعار النفط تسجل في الوقت الراهن مستوى مقبولًا للغاية، إذا أخذنا بعين الاعتبار حالة الهلع التي خلفتها الموجة الجديدة لفيروس كورونا “أوميكرون”، من منطلق أنّ العديد من البلدان عبر العالم بدأت في اتخاذ إجراءات تنعكس على حالة النقل وجزء كبير من الأنشطة الاقتصادية، إذ لم يكن الطلب على النفط في منأى من الإسقاطات السلبية لأزمة كورونا.
كما أشار إلى أنه من المحتمل أن نشهد تراجعًا في أسعار البرميل في ظل حالة عدم اليقين بشأن متحور أوميكرون، وهو ما سيكون حاضرًا في اجتماع مجموعة أوبك+ المقبل المقرر عقده بداية جانفي 2022، واحتمال إعادة النظر في إستراتيجيتها لمواجهة التحديات المستجدة في السوق النفطية العالمية، وبالتالي فإنّ الوضع الحالي يختزل في عبارة “أوبك+ تفوقت على السوق بفضل إستراتيجيتها، ولكن كوفيد-19 تفوق على البرميل”.
وأشار عطار، في حديثه لذات الموقع أنه “توجد 3 مستويات لأسعار النفط، أهمها السعر المقبول والمعقول بالنظر إلى جملة المعطيات الحالية المحيطة بالسوق النفطية، التي من المتوقع أن تستمر على الأقل عامين مقبلين، والكثير من الضبابية وعدم الاستقرار لا تتعلق بتطور الحالة الوبائية فحسب، وإنما بحجم طلب السوق، كونها غير “مستعدة” في الوقت الحالي لتحقيق المستويات المسجلة في السنوات الماضية”.
كما أكد عطار أن الوباء أدى “من جهة إلى تراجع في النمو الاقتصادي العالمي، ومن جهة أخرى التسبب في تغيّر بسلوك المستهلكين، ما أثر في إستراتيجية كل الفاعلين بمجال الطاقة عمومًا، وبالتالي العودة إلى الإجابة عن السؤال وهي استقرار سعر البرميل عند معدل 80 دولارًا خلال سنة 2022 سيكون مثاليًا بالنسبة إلى الجزائر، وأعتقد أنّ تحقيق هذا الهدف مرهون باستمرار “أوبك+” في إستراتيجيتها وتنسيقها بين المنتجين”.
رابط دائم: https://mosta.cc/1qykk