بقلم: ندى عبروس
تلعب الشركة الوطنية لنقل وتسويق المحروقات ” سوناطراك ” ، دورا مركزيا في الإقتصاد الوطني ، فبفضل الجهود المبذولة من طرف عمال و إطارات الشركة ، مكنتها من أن تكون شركة رائدة في إفريقيا و جعلها من أهم مورد للغاز نحو أوروبا .
وعلى الرغم من تداعيات الأزمة العالمية و تذبذب أسعار النفط ، عمل مجمع سوناطراك بخطوات ثابتة تطوير طاقته الإنتاجية و تحقيق نتائج إيجابية ، و كذا الحفاظ على مكانته وطنيا و عالميا.
كما سعت سوناطراك إلى بعث العديد من المشاريع الإستثمارية في تطوير الحقول و تكرير البترول ، مما ستساهم هذه المشاريع في الدفع بالإقتصاد الوطني و تنويعه .
ومن جهة أخرى أثنى رئيس الجمهورية ، السيد عبد المجيد تبون ، بمناسبة الإحتفال بستينية الإستقلال ، على جميع عمال و إطارات شركة سوناطراك ، مشيرا إلى أن الشركة قد رفعت صوت و رأس الجزائر في ظروف جد حساسة .
و أن سوناطراك تحاول جاهدة في انتاج المواد التي كانت تستورد إلى يومنا هذا ، موضحا أن هذه المجهودات تدخل في السياسة الجديدة في تقوية الانتاج الوطني و التخلي عن كل ماهو مستورد إلا للضرورة .
و أكد رئيس الجمهورية ، عبد المجيد تبون ، أن شركة سوناطراك من المؤسسات القوية بعد القوات المسلحة و المناضلين الأحرار ، معتبرا إياها الدرع الحقيقي لممارسة السيادة الوطنية .
حكار : سوناطراك أنشأها مهندسون رفعوا تحدي وضعها في مكانة مهمة
تأسست الشركة الوطنية لنقل وتسويق المحروقات “سوناطراك” نهاية عام 1963 ، أي بعد مدة قصيرة من الاستقلال ، و كان الدافع من ذلك هو التحكم على ثروات البلاد النفطية و تسييرها .
حيث قال الرئيس المدير العام لمجمع سوناطراك ، السيد توفيق حكار ، في تصريح صحفي ، أن إنشاء شركة ” سوناطراك ” كانت من طرف مجموعة صغيرة من المهندسين و التقنيين أخذوا على عاتقهم إنشاء هذه الشركة و تطويرها ، و التي بدأت بمتابعة أنبوب البترول ، و النقل و كذلك تسويق البترول .
و أضاف حكار أن هذه المجموعة عملت منذ نشأتها بكل جهد و تضحية من أجل تكوين و إنشاء هذه الشركة النفطية حتى تكون في مستوى تطلعات الجزائر المستقلة الجديدة ، مشيرا أن كل التطورات التي عرفتها الشركة، كانت بفضل رجال الذين ضحوا بكل ما لديهم من أجل وضع ” سوناطراك ” في هذه المكانة المهمة .
أول إكتشاف للنفط كان بعاصمة البترول ” حاسي مسعود ”
صرح الإطار بمصلحة الأبار بحاسي مسعود ، السيد كمال باكيري ، في حديث صحفي أن أول استكشاف للبترول كان في حاسي مسعود بولاية ورقلة ، حيث تم إنجاز أول بئر بترول من طرف شركة فرنسية ، وذلك إبان الحقبة الإستعمارية ، ثم تم تأميمه بعد ذلك .
و أضاف السيد كمال باكيري ، أن هذا البئر البترولي تم حفره سنة 1957 ، و منذ ذلك الحين إلى يومنا هذا مزال في الانتاج بدون أي مشاكل .
و أوضح المتحدث ذاته أن أول بئر بترول تم إكتشافه بحاسي مسعود عمقه 3400 متر ، حيث بدأ الإنتاج بحوالي 18 متر مكعب في الساعة ، و لكن مع الإنتاجية و مرور الوقت تناقص إنتاجه إلى 2.5 متر مكعب في الساعة بصفة ثابتة لحد يومنا هذا .
حقل حاسي مسعود .. منشأة مركزية للثروة النفطية الجزائرية
قال المدير الجهوي لقسم الإنتاج لناحية حاسي مسعود ، السيد عمار نواصر ، أن حقل البترولي بحاسي مسعود ، يمتد شمالا إلى ما يفوق 120 كيلومتر و 70 كيلومتر جنوبا ، ويحده من الجنوب حقل قاسي .
و أضاف السيد عمار نواصر أن حقل حاسي مسعود ينقسم إلى حقلين أساسيين و المتمثل في الحقل الجنوبي و الحقل الشمالي ، مشيرا أن هذا التقسيم كان منذ عهد الإستعمار أي منذ أول سنة دخل الحقل الانتاج سنة 1959 .
و بمرور الزمن و مع اكتشاف حقول جانبية ، تم إستحداث حقول جوارية جنوبية و حقول جوارية شمالية .
وتتمركز المنشأت النفطية بمختلف تخصصاتها في حقل حاسي مسعود بمساحة 2500 كيلومتر ، مقسمة إلى منطقتين إحداها شمالية و أخرى جنوبية .
في البداية تضمنت هذه المنشآت وحدات لفصل و معالجة و تخزين و شحن النفط الخام و في وقت لاحق تمت إضافة وحدات لمعالجة الغاز ، و هذا بهدف توسيع مراكز الإنتاج .
و بعد تأميم المحروقات سنة 1971 عرف المركب تحولات متسارعة و تطورت مع التطورات الحاصلة ، حيث تُشكل حاليا كل هذه الوحدات العديدة و المتنوعة ، مجمعين صناعين في الجنوب و الشمال .
كما قال مدير حقل حاسي بركين ، عبد القادر سبع ، في تصريح صحفي أن حقل حاسي بركين من اهم حقول إنتاج البترول في الجزائر ، ينتمي إلى مجمع بركين الذي يحتوي على حقلين ، حقل المرك و حقل حاسي بركين و المعروف بـ HBNS .
وكان حقل حاسي بركين ينتج حوالي 300 ألف بريل يوميا ، و الآن أصبحنا ننتج حوالي 80 ألف برميل يوميا .
عملاق النفط يحقق نتائج إيجابية في مجال التنقيب و الاستكشافات البترولية
حقق مجمع سوناطراك نتائجا إيجابية خلال السنوات الماضية و هذا بالشراكة مع الشركات الأجنبية ، خاصة في مجال التنقيب و الاستكشافات و هو الأمر الذي جعل حوض بركين يحقق أرقام قياسية ، سواء في الإنتاج أو إستكشاف آبار بترولية جديدة بالمنطقة .
فبفضل نجاح الشراكة التي تربط شركة سوناطراك مع أوكسيدونتال بيتروليوم و شركة إيني الإيطالية و توتال ، مكنت من اكتشافات نفطية هامة و رواسب “هامة” من الغاز المكثف في كل حاسي مسعود و حاسي الرمل .
ففي شهر مارس الماضي ، أعلنت شركة سوناطراك، عن اكتشاف هام جديد للنفط والغاز بغرب عقلة الناصر في محيط تقرت شرق 1، والواقع شمال حقل حاسي مسعود.
حيث أكدت سونطراك بهذا الإكتشاف، الإمكانيات النفطية الهامة لمنطقة تقرت و تعتزم تسريع تطوير هذا القطب لزيادة الإنتاج الوطني.
و حسب بيان للشركة فإن تقييم الإنتاج، الذي أجري بشكل رئيسي على الطبقات الترياسية، نفطا وغازا مصاحبا بمعدلات تدفق قدرها 5094 برميل / يوم من النفط و 582 185 متر مكعب / يوم من الغاز.
قدرت الكميات المحتواة من النفط الخام (مؤكد + محتمل)، قبل حفر بئر الترسيم غرب عقلة الناصر-2 (WOEN-2)، بـ 546 مليون برميل.
وقد سمحت النتيجة الإيجابية لهذا البئر بإعادة تقييم هذه الأحجام لترتفع إلى 961 مليون برميل، مع مساهمة بئر الترسيم غرب عقلة الناصر-2 (WOEN-2)، قدرها 415 مليون برميل. فضلا عن الطبقات الترياسية التي تعتبر هدفا قيد التطوير في هذه المنطقة، يعتبر مكمن الحجر الرملي الاردوفيسي منطقة نفطية ناشئة وهو، في الوقت الحالي، موضوع دراسات عديدة وجهود استكشافية هامة لتقييم إمكانياته.
كما نجح مجمع سونطراك في ذات الشهر ، رفقة شريكه الإيطالي ” إيني ” في حفر أول بئر استكشافي HDLE-1 في محيط الاستكشاف زملة العربي الواقع بحوض بركين.
و حسب بيان الشركة قد كشف بئر الاستكشاف HDLE-1، المتواجد على بعد حوالي 15 كيلومترًا من المنشآت الحالية للمعالجة والتابعة لناحية بئر ربع شمال، عن اكتشاف هام من النفط الخام. وخلال مرحلة اختبارات الإنتاج، حققت هذه البئر مقدار 46.4 م 3 / ساعة (ما يعادل 7000 برميل / يوم) من النفط ومقدار 140 ألف متر مكعب / يوم من الغاز المصاحب. كما تشير التقديرات الأولية إلى أن هذا الاكتشاف يحتوي على ما يقرب من 140 مليون برميل من النفط الخام .
مشروع إنجاز وحدة إنتاج ميثيل ثلاثي بوتيل الإيثر ذو أبعاد إقتصادية هامة
أعطى وزير الطاقة و المناجم السيد محمد عرقاب مرفوقا بالرئيس المدير العام لمجمع سوناطراك، الأربعاء الماضي ، إشارة انطلاق أشغال إنجاز وحدة إنتاج ميثيل ثلاثي بوتيل الإيثر «MTBE» التي تستخدم كمادة مضافة لتصنيع البنزين الخالي من الرصاص على مستوى مصافي سوناطراك.
و يعتبر هذا المشروع المسطر في إطار برنامج تطوير الصناعة البتروكيماوية للمجمع مشروعا استراتيجيا إذ سيمكن من تلبية إحتياجات مصافي سوناطراك من هذه المادة.
كما يحمل هذا المشروع أبعادا إقتصادية هامة حيث سيمكن الجزائر من الاستغناء عن استيراد هذه المادة وتحقيق الاكتفاء الذاتي والتوجه نحو التصدير ابتداء من 2025.
سوناطراك تعلن مراجعة أسعار بيع الغاز الطبيعي
وقّع مجمّع سوناطراك ، الخميس الماضي مع المجمع الطاقوي الفرنسي إنجي بالجزائر على اتفاقية تتعلق بعقد توريد الغاز الطبيعي عبر خط أنبوب نقل الغاز ميدغاز.
ينص هذا العقد الذي يربط الطرفين منذ سنة 2011، على توريد الغاز الطبيعي من طرف سوناطراك لمجمع إنجي عبر خط أنبوب نقل الغاز ميدغاز. حيث اتفق الطرفان، من خلال هذا العقد، على مراجعة سعر بيع الغاز التعاقدي المطبق على مدى ثلاث سنوات والممتد إلى غاية سنة 2024، وهذا أخذا بتطورات ظروف السوق.
و بمناسبة التوقيع على هذه الإتفاقية ، أكد الطرفان، على عزمهما على توسيع شراكتهما لتشمل الغاز الطبيعي المميع والغاز الطبيعي، حيث ستعزز سوناطراك حصتها ضمن الواردات الخاصة بـإنجي، مما يسمح للمجمعين بمواصلة التنويع والمساهمة في تحقيق الأمن الطاقوي للمتعاملين الأوروبيين .
كما إعتبارا لشراكتهما التقليدية في مجال الغاز، يلتزم الطرفان أيضًا بالعمل سويا للتقليل من البصمة الكربونية وتثمين فرص الشراكة الجديدة، لاسيما تلك المتعلقة بتطوير الهيدروجين.
سوناطراك تشارك في دعم الإقتصاد الوطني بإستثمارات كبيرة
تعد شركة ” سوناطراك ” المستثمر الصناعي الرئيسي في الجزائر ، و تسعى دائما في تدعيم النسيج الصناعي المحلي و كذا الإقتصاد الوطني .
كما أن الشركة تخطط للاستثمارات الوطنية بأكثر من 59 مليار دولار بحلول عام 2030 ، بما في ذلك 45.8 مليار دولار في الاستكشاف والإنتاج ، و 8.6 مليار دولار في التكرير والبتروكيماويات و 2.3 مليار دولار في خطوط الأنابيب.
و بحلول عام 2030 ، تهدف شركة ” سوناطراك ” إلى الحصول على أكثر من 68 مليار دولار من الإيرادات الإضافية ، منها 50 ٪ ستساهم في الثروة الوطنية و 50 ٪ سيتم استثمارها في تجديد الاحتياطيات والقدرات الإنتاجية وتدريب الموظفين وتطوير الخبرات في الشركة.
رابط دائم: https://mosta.cc/0xrd5