حاورته مليكة.ب
تجربتي في ايطاليا، اسبانيا و تونس وضعتها في طبق من ذهب لأقدمها للجزائر
“من الإكتفاء الذاتي إلى غزو الأسواق”عنوان الصالون الدولي للزيتون و زيت الزيتون في نسخته الثالثة المزمع تنظيمها بين 30 ماي الجاري و 02 جوان المقبل، التي ستركز على تثمين منتجات الزيتون بغية توسيع رقعة تسويقها هذا بترقية فرص لقاءات الأعمال والشراكات، و تعزيز المبادلات التجارية، و الحرص على مواكبة تكنولوجيات إنتاج و تحويل الزيتون ، هذا بعد ادراك أن قطاع الزيتون شعبة حيوية بالجزائر يمكنها تقديم قيمة مضافة في إطار تنويع الاقتصاد الوطني.
هو ما أكده مدير الصالون الدولي للزيتون و زيت الزيتون، سمير غاني في حواره مع”المستثمر”.
يقول أن المعرض ليس لعرض المنتوج و فقط، يأتي ليمثل أيضا مختلف أقسام شعبة الزيتون من أشجار وتجهيزات الإنتاج، وسلسلة التوضيب والتحويل والتغليف.. يشارك فيه 55 عارض جزائري و 40عارض أجنبي يمثلون كبرى الدول المنتجة من أجل مواكبة ديناميكية شعبة الزيتون بالجزائر، بعد تنفيذ عدة برامج لتطوير وتنمية هذه الشعبة.
بالإضافة إلى تعزيز العمل التنسيقي بين مختلف المتدخلين في هذه الشعبة من منتجين ومحولين ومستهلكين ومكلفين بمراقبة الجودة وغيرهم، كما يذكر أن الصالون فرصة لتنظييم المهنيين .
طبعة ثالثة تأتي بعد توقف دام سنتين بسبب الجائحة، ما الذي سيميزها؟
صحيح، عدنا من جديد بعد انقطاع دام سنتين عرف فيه القطاع تطورات كثيرة منها التتويجات الكثيرة للعديد من الاسماء الجزائرية بمختلف بلدان العالم، ومطالب من قبل المستثمرين و المتعاملين بضرورة عودة المعرض الذي سوف لن يكون هذه المرة معرض لتقديم المنتوج بل فضاء للتعرف على آخر التطورات التكنولوجية في القطاع و الآلات العصرية المعمول بها عالميا التعرف عن قرب على آخر التطورات الحاصلة في القطاع .
يعني هذا أن الصالون قد اكتسب التجربة الكافية لانتقاله من فرصة لعرض المنتوج إلى موعد لتقييم القطاع و طرح سبل الارتقاء
أعتقد أن تجربتي في النسختين الماضيتين وقبلها طبعات أخرى بتونس، سمحت بالتفكير في كل مرة بمعالجة على الأقل جانب مهم من جوانب هذه الشعبة الاستراتيجية بالوقوف فيما تم تحقيقه خلال السنة ثم البحث فيما يجب التخطيط له على المدى البعيد.
و من بين النقاط التي سيتم معالجتها خلال هذه الطبعة هو موضوع التعليب، فبعدما توصلنا الى اتفاق يقضي ضرورة استعمال القارورات ذات اللون الغامق المتماشي و المعايير الصحية للمنتوج، نصطدم بتوقف استيراد هذه القارورات، ليتم البحث عن شركة محلية تتكفل بالإنتاج، حيث سيكون الصالون فرصة للتوصل الى اتفاق مع الشركة التي ستتبنى المشروع و التي أبدت موافقتها على أن يصل حجم الطلب 7 ملايين قارورة في العام، و هو ما سيتم تأكيده خلال فترة المعرض بعد لقاء كافة الأطراف المعنية .
و بما أنه معرض تجاري دولي، إرتأينا فيه تسليط الضوء على شريحة النسوة اللائي قطعن اشواطا بعيدة في هذه الشعبة، و تخصيص يوما كاملا لها لا يفي حقها في ما بذلته في سبيل خدمة الزيتون من غرس و جني و بحث و تسويق..، هذا اليوم الذي يحضره عبد اللطيف غديرة المسؤول الأول عن قطاع الزيتون في العالم، تشارك فيه حوالي 100 إمرأة ناشطة من فلاحات، تاجرات و اطارات بمداخلات خبراء من القارات الاربع رغبة منا في ابراز الدور القوي الذي تلعبه نساء الجزائر في شعبة الزيتون.
تحدثت عن تجربتك في بلدان أوربية و كنت منظما لصالون تونس للزيتون لسنوات، ما المانع في أن تصبح الجزائر في مصاف هذه الدول انتاجا و تصديرا؟
نحن للأسف تأخرنا في النهوض بمجال الزيتون و مشتقاته، لأننا اعتمدنا كثيرا على البترول و أهملنا مجالات أخرى منها قاع الزيتون، و اعتقد أنه الوقت لإعادة النظر و تدارك الأمر فمازال امامنا الامكانيات الكبيرة التي تنعم بها أرض الجزائر و اعطاء الأهمية اللازمة لهذه الشجرة المباركة التي تدر بالكثير حتى في المناطق الصحراوية
طيب ما نوعية المساعدات التي يحتاجها القطاع؟
أولا لابد من التوعية في كل من طرق استخراج الزيت و تصنيعه ثم كيفية تخزينه و ضبط القوانين الصارمة للمنتجين و المصدرين.
لابد أن نعلم أن الضوء و الهواء من أعداء الزيت النافع و لذا وجب الابتعاد كل البعد عن وضعه و تخزينه في قارورات البلاستيك ، بل اعتماد قارورات الفولاذ المقاوم للصدأ، كما يتعين تصحيح بعض المفاهيم الخائطة كأن يكون زيت الزيتون القديم أحسن جودة و نفعا للصحة أو أن منتوج جهة أحسن من منتوج جهة أخرى، و الصحيح أن هذا المنتوج كل ما طال تخزينه كل ما فقد فوائده و ان تعدى الثلاث سنوات يصبح غير صالح للاستهلاك، ثم أن هذه الشجرة ذات فوائد عظيمة أينما غرست، لتبقى طرق التصنيع من تصنع الفارق، عليه وجب تنبيه أصحاب المعاصر بضرورة اعتماد المعايير الدولية في العصر، حيث اكتشفنا زيوت بعض المعاصر تعدت فيها نسبة الحموضة 10بالمئة، في حين تؤكد معايير الجودة أن لا تتعدى نسبة الحموضة 0.8 بالمئة.
ما هي الاستراتيجية المعمول بها بعد الحرائق الماضية التي دمرت 7898شجرة، و تسببت في ارتفاع أسعار زيت الزيتون؟
فعلا تسببت الحرائق في تدمير أشجار عمرها أكثر 1000سنة توارثتها العائلات لزمن طويل و كانت مورد عيشها، فهي كارثة بالنسبة لهذه العائلات و المناطق التي تضررت، لكن على مستوى الاقتصاد الوطني فتشير الاحصائيات إلى أن ما تم حرقه لا يمثل سوى 1 بالمائة من مجموع الاشجار الموزعة عبر كل التراب الوطني، و عليه بالنظر إلى هذا الرقم نتأكد أن الحرائق لم تلحق ضررا كبيرا على الإقتصاد الوطني في هذا المجال، و أن التهاب اسعار الزيتون و مشتقاته عقب الحرائق الماضية غير مبرر، و كانت فرصة لبعض التجار للتلاعب و زيادة الأسعار.
و هنا نسأل عن ضرورة التنظيم و الهيكلة ؟
الهيكلة أمر ضروري لكن للأسف نفتقر لسوق خاص بهذه الشعبة كما هو الحال مثلا في تونس اين استطاعوا عبر هذه السوق ضبط الأسعار و التحكم فيها، و الصالون سيكون فرصة جد مواتية لطرح هذا الانشغال، و انشغالات أخرى كالدعوة لإعادة بعث المشاريع المعطلة كمشروع المليون هكتار الذي ينتظر منه فوائد كبيرة اذا ما تم اعادة بعثه و هو الوقت المناسب بالنظر للتطورات الحاصلة في القطاع خلال الخمس سنوات الأخيرة، كما وجب ضبط الاحصائيات حتى نعرف مكانتنا الفعلية وسط البلدان المنتجة للزيتون و مشتقاته، ما يمكنّنا من تحديد استراتيجية بعيدة المدى و برنامج مستقبلي للوصول الى الكمية اللازمة و العمل على تحسين التصنيع بما يفتح المجال للتصدير نحو آسيا خاصة أين يكثر الطلب عليها و أوربا، و هذا ليس بالأمر الصعب اذا علمنا ان المنتوج الجزائري في هذه الشعبة يفوق 270 ألف طن سنويا و أثبتت الدراسات أن معدل استهلاك هذه المادة تقدر بحوالي 6 لتر سنويا لكل فرد جزائري، وهي أرقام تثبت أننا في نفس مرتبة تونس انتاجا، كل أن هذه الأمور تحفز على توسيع زراعة الزيتون عبر كافة مناطق البلاد، مما يسمح بتعزيز الإنتاج الوطني الذي يشهد قفزات نوعية لجعل الجزائر واحدة من الدول المنتجة الرائدة في تصنيع زيت الزيتون و فرض مكانتها في السوق الدولية.
رابط دائم: https://mosta.cc/wdv1h