بقلم: خديجة قدوار
تواصل الحكومة تحضيراتها الاستباقية تحسبا لفتح المعابر الحدودية أمام حركة المسافرين بين الجزائر وتونس هذا الجمعة، وذلك تجسيدا لقرار مشترك لرئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، ونظيره التونسي، قيس سعيد، ووقف ممثل الحكومة وزير الداخلية كمال بلجود رفقة نظيره التونسي على التحضيرات الخاصة بهذا الحدث الهام، ويرى خبراء اقتصاديون أن فتح المعابر الحدودية يعم بالفائدة على البلدين كما أنه يسهم في بعث الحركية الاقتصادية من تجارة وسياحة وغيرها.
الخبير الإقتصادي ،عبد القادر سليماني لـ”المستثمر “: فتح المعابر البرية يساهم في تنشيط الحركة الاقتصادية بقاعدة “رابح رابح”
ويرى الخبير الإقتصادي ،عبد القادر سليماني، أن فتح الحدود بين الجزائر وتونس يعود على المناطق الحدودية الجزائرية بالفائدة من خلال تنشيط الحركية الاقتصادية والتجارية على الحدود حيث أن الفائدة تعم الطرفين بقاعدة “رابح رابح”، مشيرا إلى أن التونسيين يدخلون إلى الجزائر من أجل قضاء حاجياتهم وهذا ما يعود بالفائدة الكبيرة على الاقتصاد الوطني”، ويرى أن تونس تعد الوجهة السياحية المفضلة لدى الجزائريين القادرين على السفر إليها برا.
وأوضح سليماني في تصريح لجريدة “المستثمر ” أن ” البعض يرى أن إعادة فتح الحدود المعابر البرية- في الطارف وتبسة وعنابة وحتى واد سوف – للأفراد والخواص من أجل الدخول إلى تونس للسياحة لها فائدة كبيرة على تونس لكن من له نظرة استراتيجية وإقتصادية كبيرة واسعة يقول أن فتح الفائدة تعم الطرفين”، وقال “أنا زرت الطارف وعنابة الصائفة الماضية وكخبير إقتصادي أن كل المناطق الحدودية تقريبا – تبسة والطراف- أصبحت شبه مشلولة والحركة التجارية بهما منعدمة تقريبا.. نعرف أن العديد من أصحاب الفنادق والمحلات -والسوبر ماركت- والحرفيين والحرة التجارية تقريبا منعدمة”، فالسواح الجزائريون لما يسافرون إلى تونس برا سينشطون الحركة التجارية هنا في الجزائر أكثر قبل دخولهم إلى تونس، وفي العودة كذلك .. مثلا لما يسافر الشخص إلى تونس سيقوم بتعبئة البنزين، ويقوم ربما بكامل العمليات التجارية – يتناول الغداء أو الفطور أو يقتني مشترياته- هنا بالطارف أو تبسة وسوق أهراس ثم يدخل إلى تونس.. إذا هي حركة رابح رابح”.
وأفاد الخبير الاقتصادي” العديد من التونسيين يدخلون إلى الجزائر من أجل قضاء حاجياتها من أسواق العلمة وسطيف وتاجنانت وقسنطينة وكل أسواق الشرق وهذا ما يعود بالفائدة الكبيرة على الاقتصاد الوطني”، وأضاف” فتح الحدود يعود على المناطق الحدودية الجزائرية من أجل تنشيط الحركية الاقتصادية والتجارية في المناطق الحدودية وحتى الولايات الشرقية الداخلية عن طريق دخول التونسيين لقاء لإقتناء ما يلزمهم من الجزائريين وتنشيط المناطق الحدودية لأن الجزائريين لما يدخلون إلى تونس سيخلقون حركية تجارية وإقتصادية على المناطق الحدودية “.
وتحدث الخبير الاقتصادي عن السواح الجزائريين الذين يتوافدون على تونس، حيث قال بهذا الشأن “السياح الجزائريون أهم الأسواق السياحية لتونس”، حيث تعد تونس الوجهات السياحية الثلاث المفضلة لدى الجزائريين القادرين على السفر إليها برا، بما يخفض تكاليف سياحة الأسر قياسا بأعباء الرحلات الجوية، وبلغة الأرقام قال المتحدث ” ..توافد إليها عام 2019 نحو 2.5 مليون سائح شكلوا 25% تقريبا من إجمالي عدد السياح الوافدين”.
وعاد سليماني للحديث عن مسالة غلق الحدود في إطار الإجراءات الإحترازية التي اتخذتها الجزائر والرامية للتصدي لجائحة كورونا التي ضربت العالم بأسره، لافتا بالقول” الحدود البرية مغلقة منذ 16 مارس2020 بسبب كورونا، فيما كانت تفتح معابر برية محددة في مواعيد محددة لإجلاء الطلبة والرعايا الجزائريين أو التونسيين العالقين، مع تطبيق التدابير الصحية الضرورية”.
وبالمقابل يؤكد المتحدث أن ” إعادة فتح الحدود تسمح للفنادق والمنتجعات السياحية بإعادة فتح أبوابها واستغلال 50% من طاقتها وفقا للبروتوكولات الصحية، غير أن ذلك غير كاف “، ويرى أن إعادة فتح الحدود ستخلق دينامية جديدة في القطاع، وتابع” التعافي يحتاج إلى استعادة كل الوجهات بما يستقطب سنويا ما لا يقل عن 3 ملايين سائح”.
الوكالات السياحة تسابق الزمن لاستكمال الترتيبات
تسابق الوكالات السياحة الزمن لاستكمال الترتيبات الخاصة بتنقل المواطنين إلى تونس، عقب القرار الأخير القاضي بفتح المعابر الحدودية بين الجزائر وتونس هذه الأخيرة- تونس- التي تعد الوجهة الأولى للسواح الجزائريين خاصة لقرب المسافة بين البلدين، من جانبها بدأت الفنادق بتونس تعد العدة لاستقبال السواح في أحسن الظروف، وبدوره يرى رئيس الجمعية الوطنية لوكالات السياحة والأسفار، محمد أمين برجم، أنه يمكن للسياحة أن تساهم في الدخل الوطني وخلق مناصب شغل وجلب العملة الصعبة، وقال في تصريح سابق لـ”المستثمر” أن ” بدأت تتنفس الصعداء خاصة مع الفتح التدريجي لجميع خطوط الطيران، والعودة التدريجية لجميع الرحلات مؤخرا، وتابع” فتح الحدود مع الجارة تونس إبتداءا من 15 جويلية .. كل هذا سيساهم في عودة المياه إلى مجاريها وعودة النشاط لما كان عليه سابقا ولو أن أسعار تذاكر الطيران لا زالت إرتفاعا محسوسا بسبب قلة الرحلات خاصة بما يتعلق بالجهات المطلوبة الكثير لدى السواح” .
ارتفاع أسعار الرحلات السياحية نحو تونس!!
وتشير تقارير إعلامية إلى وجود ارتفاع في أسعار الرحلات السياحية إلى تونس، وذلك مباشرة عقب الإعلان عن فتح المعابر الحدودية بين البلدية والتي ستكون بصفة رسمية بداية من هذا الجمعة حيث وصلت الأسعار إلى زيادات قدرت نسبتها بـ 100 بالمئة، وفي هذا السياق قال فؤاد الواد رئيس الديوان الوطني التونسي للسياحة في الجزائر، في تصريح إعلامي أن بلاده بصدد ضبط جميع الإجراءات واتخاذ كافة التدابير من أجل استقبال السّياح الجزائريين تحسّبا لفتح الحدود البرية بين البلدين المرتقب يوم 15 جويلية الجاري، مشيرا إلى أن تونس هي الوجهة رقم واحد للسائح الجزائري بحكم العلاقات الاجتماعية والثقافية والدينية التي تربط البلدين والشعبين وبحكم مقوّمات السياحة التونسية التي تجمع بين معادلة جودة الخدمة والسعر المعقول وهو ما يناسب العائلات الجزائرية متوسطة الدخل، مشيرا إلى أن94 بالمائة من الجزائريين يفضلون الدخول إلى تونس عبر الحدود البرية، ولهذا تعرف مختلف المعابر الحدودية تحضيرات مكثفة لتوفير أحسن الخدمات للسائحين الذين يقصدون البلاد.
مواقع التواصل الإجتماعي تتفاعل مع القرار
تفاعلت مواقع التواصل الإجتماعي مع قرار فتح الحدود البرية بين الجزائر وتونس، سواء تعلق الأمر برواد الفضاء الأزرق أو الصفحات الرسمية لهيئات رسمية، وفي هذا الصدد نشرت الصفحة الرسمية لوزارة السياحة في تونس أنه تم تنظيم إجتماع تنسيقي لمتابعة سير الموسم السياحي، وقالت ” أشرف وزير السياحة محمد المعز بلحسين، يوم الاثنين 11 جويلية 2022 على اجتماع تنسيقي مع الجامعات المهنية في القطاع السياحي لمتابعة سير الموسم السياحي ونشاط الصناعات التقليدية وكذلك الاستعداد لاستقبال الأشقاء الجزائريين ببلادنا وذلك بعد أن تم الاعلان عن فتح الحدود البرية كليا بين الجزائر وتونس انطلاقا من يوم 15 جويلية الجاري”، وتابع المصدر ” تم التأكيد خلال الاجتماع على أهمية توفير خدمات ذات جودة تستجيب لتطلعات وخصوصيات جميع الحرفاء مع ضمان التأمين الذاتي والصحي بالمؤسسات والمواقع السياحية”.
توقعات بتوافد كبير للسياح الجزائريين
يتوقع مراقبون توافد عدد كبير من السياح الجزائريين إلى تونس ، خاصة عقب الإعلان عن فتح المعابر الحدودية بين البلدين، وتعد تونس الوجهة رقم واحد بالنسبة للجزائريين سيما ما تعلق بالولايات الشرقية الحدودية نظرا لقرب المسافة، ورغم ارتفاع الأسعار إلا أن أغلب الجزائريون يتهافتون على الوكالات لسياحية لحجز الفنادق وبالمنتجعات وغيرها.
فتح 9 معابر حدودية هذا الجمعة
وتجسيدا لقرار رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، والقاضي بفتح الحدود مع الجارة تونس، كشف مثل الحكومة وزير الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية كمال بلجود، عن فتح 9 معابر حدودية بين الجزائر وتونس بداية من الجمعة القادم، وذكر بلجود أن ” القرار الذي انتظره الشعبان لما يزيد عن 27 شهراً، سيُعيد بعث حركة التنقل عبر المراكز التسعة بولايات الطارف، سوق أهراس، تبسة والوادي” ، داعياً المواطنين لاستغلالها تفاديا للاكتظاظ المسجل خاصة على مستوى معبر أم الطبول.
انسيابية حركة التنقل
من جهته أكد وزير الداخلية التونسي أنّ الحدود البرية لم تغلق بشكل تام، حيث نوّه إلى أنّ الإجراءات الوقائية التي فُرضت قبل سنتين بسبب تمدّد جائحة كورونا، أدت إلى تراجع عدد المسافرين بنسبة 75٪ منذ 2020 مثلما بينتها إحصائيات شرطة الحدود والجمارك الجزائرية خلال عرض تم تقديمه بالمعبر الحدودي بأم الطبول، وبعد الجولة التي قادت وفدي البلدين مشيا على الأقدام بالمعبر الحدودي التونسي “ملولة”، قال شرف الدين توفيق إنّ بلاده وفّرت جميع الضروريات لاستقبال الجزائريين في بلدهم الثاني، مع نزع كل العوائق خاصة على مستوى الأماكن السياحية لتسهيل وانسيابية حركة التنقل.
ويشار أنه وقف وزير الداخلية رفقة نظيره التونسي على التحضيرات الخاصة بإعادة فتح الحدود البرية بين الجزائر وتونس، وبالمناسبة أكد كمال بلجود، من ولاية الطارف بأن كافة التدابير اللازمة اتخذت لضمان دخول التونسيين إلى الجزائر والجزائريين إلى تونس في “ظروف جيدة” بداية من 15 جويلية المقبل، وتدخل زيارة وفدي البلدين لهذا المركز الحدودي في إطار معاينتهما للترتيبات الجارية على المعابر الحدودية البرية لإعادة فتحها أمام حركة المسافرين تجسيدا لقرار مشترك لرئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، ونظيره التونسي، قيس سعيد، لإعادة فتح الحدود البرية بين البلدين بداية من 15 جويلية الجاري.
رابط دائم: https://mosta.cc/dcqru