بقلم ندى عبروس
تعمل الجزائر على تطبيق الخطة الإقتصادية الجديدة التي أعلن عنها رئيس الجمهورية ، السيد عبد المجيد تبون ، و التي تهدف إلى إنعاش الإقتصاد الوطني و إيجاد بدائل إقتصادية و تنمية العديد من القطاعات خارج قطاع المحروقات ، حتى تخلص الإقتصاد الوطني من التبعية للذهب الأسود كمصدر دخل وحيد .
و يعد قطاع الفلاحة من بين أهم القطاعات الإستراتيجية المهمة، التي تعول عليها الحكومة لإنعاش إقتصاد البلاد و تنويع مداخيلها ، كما أنها تولي اهتمام و دعم لهذا القطاع ، من خلال تنمية الفلاحة الصحراوية في العديد من المناطق الجنوبية، و استيراد العتاد المختص و المستعمل في الفلاحة بالمناطق الصحراوية .
كما ان الجزائر تسعى إلى تحقيق الإكتفاء الذاتي في العديد من المحاصيل الزراعية، وكذا تقليص فاتورة الاستيراد.
شباب يختارون البطالة عن العمل في مجال الفلاحة
يعاني قطاع الفلاحة بمختلف مجالاته ، في السنوات الأخيرة ، نقصا حادا في اليد العاملة ، في ظروف العزوف الذي يشهده القطاع ، فقد اختار العديد من الشباب اللجوء إلى البطالة على العمل في هذا الميدان الإستراتيجي ، معتبرين هذا المجال ، مجالا يهين من قيمة أصحاب الشهادات الجامعية .
حيث يرى الأمين العام للإتحاد العام للفلاحين الجزائريين ، السيد عبد اللطيف ديلمي ، أن من الأسباب التي تدفع بالشباب للعزوف عن العمل في مجال الفلاحة، هي أنه عمل متعب و شاق و يتطلب مجهودا عضليا كبير، وأنه لابد من تقديم التحفيز و الدعم من طرف الدولة لخدمة هذا القطاع ، مؤكدا أنه من الضروري ضمان مستمر في التغطية الاجتماعية للشباب العامل في هذا القطاع من أجل تحفيزهم على العمل فيه .
كما قال الخبير الاقتصادي ، نبيل جمعة ، في تصريح صحفي بهذا الشأن، أن المشكل الأساسي راجع للبيروقراطية الإدارية ، و يجب أن تكون هناك ديمقراطية في تقديم عقد الامتياز ، خاصة من له شهادة أو دراية في قطاع الفلاحة ، و أن يكون عقد الامتياز لأكثر من عشرين سنة ، و عدم فرض شروط معرقلة لخدمة الأرض .
توقعات بإنتاج وافر و قياسي من الحبوب خلال هذا الموسم
انطلق موسم الحصاد و الدرس لهذه السنة في العديد من الولايات ، وسط تفاؤل الفلاحين بإنتاج وفير و ارتفاع المحصول مقارنة بالسنوات الماضية .
حيث توقع وزير الفلاحة و التنمية الريفية ، السيد عبد الحفيظ هني ، ان الانتاج هذا الموسم سيكون وفير و قياسي مقارنة بالسنوات الستة الماضية , مشيرا الى ان الظروف المناخية المناسبة، والتي استمرت حتى شهر ماي الجاري، قد ساعدت على ذلك .
وبخصوص إنجاح حملة الحصاد لهذا الموسم ، فقد قال وزير الفلاحة و التنمية الريفية ، السيد عبد الحفيظ هني ، خلال اجتماع وطني مع تعاونيات الحبوب من أجل تأطير حملة الحصاد و الدرس لموسم 2021 – 2022 ، أن كل الوسائل قد جندت منذ ثلاثة اشهر لإنجاح هذه الحملة ، التي انطلقت على مستوى المناطق الجنوبية للبلاد منذ حوالي عشرين يوما و انها مستمرة في باقي ولايات الوطن .
كما أشار وزير الفلاحة و التنمية الريفية الى الإمكانيات التي وفرتها الدولة لدعم عمليات التخزين الذي يؤطره الديوان الجزائري المهني للحبوب من خلال تعاونياته المعتمدة عبر الوطن و تجنيده لكل الوسائل اللوجستية من آلات حصاد، و وسائل نقل المنتوج و هياكل تخزين الحبوب التي تسهر على سير عملية الحصاد و الدرس حتى نهايتها و تسهيل مهام الفلاحين اثناء تسليم منتجاتهم للتعاونيات.
و في هذا الإطار افاد الوزير انه تم تخصيص 610 صومعة و مركز للتخزين، مشيرا ان قدرات التخزين الإجمالية تقدر بـ 44,5 مليون قنطار و ان نقاط جمع المحاصيل تبلغ 505 نقطة تم تجهيزها بكل الوسائل الازمة.
كما أضاف السيد هني ان قطاعه ، قد خصص رواق أخضر لجمع الشعير على مستوى نقاط الجمع، موضحا ان عملية حصاد الشعير ستكون هذه السنة و لأول مرة على عاتق تعاونيات الحبوب و البقول الجافة بهدف تشجيع و تحفيز الفلاحين لدفع كل إنتاجهم للتعاونيات.
و في هذا الصدد، اكد الوزير ان الديوان هو الذي سيتكفل بتوزيع الشعير الموجه لتغذية الانعام المدعم من طرف الدولة, مضيفا ان هذا الاجراء الجديد يهدف الى دعم الموالين و المربين للحفاظ على الثروة الحيوانية للبلاد .
و من جهة أخرى ، فقد اعتبر وزير الفلاحة و التنمية الريفية ان الجزائر ملزمة بتوفير كل الجهود لضمان أمنها الغذائي الغذائي لهذه المادة الاستراتيجية التي تدخل في غذاء المواطنين ، بالنظر للأزمة التي سببتها الأزمة الأوكرانية ، خاصة في شعبة الحبوب، والتي شهدت ارتفاعا في الأسعار في السوق الدولية نتيجة الطلب المتزايد عليها جراء الضغوطات الجيوسياسة الراهنة.
و في ذات السياق ، أكد الوزير بأن استراتيجية الدولة ترمي الى تقليص حجم الاستيراد بعشرة ملايين قنطار و تعويضه بالإنتاج المحلي من خلال توسيع المساحات المستغلة بالنسبة لإنتاج الحبوب ، و خاصة في المناطق الجنوبية للبلاد ، مشيرا أن هذا هو الهدف الأساسي بالنسبة لبرنامج التطوير هذه الشعبة الهامة جدا ، و الذي سيسمح بتقليص فاتورة الاستيراد.
رئيس الغرفة الفلاحية لولاية غرادية : المنيعة تمول أكثر من 12 ولاية ببذور القمح الصلب
قال رئيس الغرفة الفلاحية لولاية غرداية ، رابح أولاد هدار، في تصريحات إعلامية ، أن مؤشرات موسم الحصاد لهذه السنة إيجابية ، مشيرا أنه تم تسجيل نسبة 12 بالمائة تطور على الموسم الفارط .
و أضاف رابح أولاد هدار ، أن الظروف الدولية المتعلقة بالأزمة الأوكرانية ، كانت سببا لإستيقاظ من السبات الذي كنا نعيشه ، بعدما كنا نعتمد على السوق الدولية فقط .
و قد إعتبر رئيس الغرفة الفلاحية لولاية غرداية ، أن النسبة المسجلة هي نسبة غير مرضية و أنهم يطمحون إلى نسبة أكبر ، مضيفا أن النسبة المراد جمعها ستتجاوز نصف مليون قنطار بالنسبة لولاية المنيعة على سبيل المثال من شتى الحبوب خاصة القمح الصلب.
و أشار السيد رابح أولاد هدار ، في ذات التصريح أن قطب إنتاج المنيعة يعول عليه في تحقيق الإكتفاء الذاتي للبذور ذات النوعية الجيدة ، مؤكدا أن ولاية المنيعة تمول أكثرمن 12 ولاية ببذور القمح الصلب .
و من جهة أخرى أكد رئيس الغرفة الفلاحية لولاية غرداية ، السيد رابح أولاد هدار ، أن الشعبة الإستراتيجية الهامة تحظى بإهتمام كبير من قبل السلطات العليا ، و متابعة حثيثة ليس من قطاع الفلاحة فقط ، بل الوزارة الداخلية و حتى السلطات المحلية تراقب هذه الحملة، و هذا الأمر الجديد هو بمثابة دعم معنوي سيحفز المنتجين و الفلاحين على العمل أكثر .
و بخصوص الفلاحة الصحراوية و زراعة الحبوب ، فقد قال المتحدث ذاته أن تكلفة الانتاج عالية جدا في الجنوب ، مشيرا إلى ارتفاع الأسعار التي شهدتها الأسمدة و الأدوية هذا الموسم مقارنة بالمواسم الفارطة .
و أضاف السيد رابح أولاد هدار أن قضية إرتفاع أسعار الأسمدة شكل عبء على بعض المنتجين ، لكن كل المؤشرات تبشر بالخير، خاصة عند الإرادة السياسية بمراجعة سعر القمح لاسيما القمح الصلب و القمح اللين و قمح الشعير ، وهذا ما أعطى للفلاحين دفع معنوي و سيكون له نتائج إيجابية خاصة الموسم المقبل .
الفلاحين أمام تحدي مضاعفة و رفع مردودية الإنتاج
قال رئيس الغرفة الفلاحية لولاية غرداية ، رابح أولاد هدار ، في تصريح صحفي ، أن الفلاحين أمام تحديين كبيرين ، الأول في توسيع المساحة و مضاعفة الانتاج ، و الثاني في رفع المردودية الإنتاج في الهكتار ، و هذا سواء في الشمال ، و خاصة في الجنوب ، لأن بها كل الظروف المهيئة و المناسبة لإنتاج محاصيل قياسية خاصة في الهكتار ، على غرار الدول التي تستعمل السقي الكلي تصل حتى 80 إلى 100 قنطار في هكتار ، هذا تحدي و ورشة مفتوحة .
و أشار السيد رابح أولاد هدار ، لكسب هذا التحدي لابد من توفير المناخ الملائم للفلاح و مرافقته ، مؤكدا أن هذه المرافقة لا تكون من طرف الوزارة الوصية فقط بل من السلطات المحلية و الإدارات المختلفة ، لأن الفلاح يتعامل مع عدة إدارات ، من بينها أملاك الدولة و إدارة الموارد المائية ، و لهذا يجب من الكل أن يكون واع لهذا التحدي و يسهل للفلاح المهمة ، خاصة من أثبت وجوده و نيته في دفع محصوله للدولة .
و في هذا الصدد ، قال الأمين العام لإتحاد العام للفلاحين الجزائريين ، السيد عبد اللطيف ديلمي ، في تصريح صحفي ، أنه يجب على الوزارة الوصية الإهتمام بالفلاح الجزائري إهتماما كبيرا ، و بهذه الشعبة الإستراتيجية ، من أجل الوصول إلى الهدف المرجو ، و عودة الجزائر إلى مكانتها فيما يخص هذه الشعبة .
و أضاف رئيس الغرفة الفلاحية لولاية غرداية أنه يمكن الوصول إلى 50 بالمائة من الإكتفاء الذاتي ونطمح إلى إلوصول للاكتفاء الذاتي من خلال ما تمتلكه الجزائر من مساحات شاسعة و أراضي مخصصة تقليديا للحبوب في الشمال ، مشيرا أنه لكسب هذا الرهان لابد من تسخير كل الإمكانيات المتاحة .
الجزائر تسعى إلى تعزيز التعاون الفلاحي مع إيطاليا
تعتبر إيطاليا من أهم الزبائن و المستثمرين في الجزائر ، و هذا ما يدعوها إلى استغلال علاقاتها الاقتصادية معها ، من أجل توزيع نشاطها في مجال الزراعة والفلاحة ، خاصة مع تمتلكه الجزائر من مساحات شاسعة و أراضي جاهزة للاستغلال آنيا و أخرى يمكن استصلاحها بملايين الهكتارات إضافة إلى القدرات المائية ، وكذا إمكانية الجزائر على الإستحواذ على احتياطي هام من العملة الصعبة وهذا الشيء يحفز دائما المستثمرين الأجانب.
قال الخبير الاقتصادي ، الدكتور عبد القادر سليماني ، لجريدة المستثمر ، ان إيطاليا من أكبر المصدرين في مواد الفلاحة عالميا ، و لديها محاصيل متعددة في الخضر و الفواكه لأن مناخها متنوع ، مكنها من إحتلال المراتب الكبرى ، كونها تساهم بقوة في الدخل العام الإيطالي ، والذي قد يصل إلى 33 بالمائة من الناتج المحلي الخام .
و أضاف الخبير الإقتصادي عبد القادر سليماني ، ان ايطاليا تمكنت من تحقيق الإكتفاء الذاتي في عدة مجالات على غرار اللحوم و إنتاج الحليب ، مشيرا أن الجزائر بإمكانها الإعتماد على الأسلوب الإيطالي في قطاع الفلاحة خصوصا في زراعة القمح و الحبوب .
و من حيث آلات الحصاد ، فقد قال الخبير الإقتصادي عبد القادر سليماني ، ان ايطاليا لديها مكننة زراعية من الأحسن و الأحدث في العالم ، و ان النموذج الايطالي يمكن الاعتماد عليه خاصة في مجال الزراعة و الفلاحة خاصة في مجال الحبوب و المزارع النموذجية لتربية الأبقار و العجول ، و كذا إنتاج الحليب و الأجبان ، كما هو معروف الأجبان الإيطالية من أجود الأجبان .
رابط دائم: https://mosta.cc/b0ekd