في زمن تتسارع فيه وتيرة التطورات التجارية والصناعية، يبرز قطاع مواد التجميل والعطور كأحد أبرز المجالات التي تشهد تحولًا ملحوظًا في الجزائر. يعكس صعود الوعي لدى المستهلكين برغبتهم في دعم المنتجات المحلية، مما يعزز ثقافة الابتكار والإبداع بين الحرفيين المحليين.ومع تراجع الإغراق بالمنتجات الأجنبية، تتيح هذه الديناميكية فرصًا جديدة للتنافس والنمو.
و بهذا الصدد صرح عضو بمنظمة حماية المستهلك حبيب حاج بكوش في حديث خاص مع جريدة المستثمر أن هناك تطور في قطاع مواد التجميل و العطور، أين بدء بالصناعة التقليدية خاصة وأن المستهلك الجزائري أصبح كباقي المستهلكين عبر العالم يبحث عن مواد التجميل مصنوعة من قبل الحرفيين ،ولكن باقي المنتجات التجميلية و العطور في البداية كانت فيه اغراق للسوق الجزائري بالمنتجات الصناعية الأجنبية ولهذا كان يصعب خلق منافسة ولاسيما المستهلك الجزائري كان في البداية لا يثق في المنتجات الجزائرية ولكن منذ أن أتم الغلق شيئا فشيئا للإستراد سمح للمتعاملين الاقتصاديين الخروج للسوق بكل أريحية و أصبح المستهلك الجزائري يكتشف المنتجات الجزائرية من جديد بعدما كان لا يعرف إلا المنتجات الأجنبية ولا يثق في المنتجات الجزائرية هذا عامل من العوامل الذي سمح للمستهلك الجزائري معرفة تواجد المنتجات الجزائرية والسماح للمتعامل الاقتصادي للخروج للسوق ويوزع منتجاته بعدما كان أمام منافسة غير نزيهة من قبل المنتجات الأجنبية ومن قبل المتعاملين الاقتصاديين الذين كانوا يدخلون منتجاتهم بإغراق السوق بأموال ضخمة والذي كان يعرقل الإنتاج الوطني.
و أشار حاج بكوش إلى أن هناك تحديات كبيرة تواجه الصناعة المحلية إذ في البداية يجب مواكبة المتعامل الاقتصادي الجزائري، خاصة بعد تطور القطاع في العالم بالإضافة إلى وجود دول رائدة في هذا المجال لديها شبكات و مصداقية في السوق فلابد أن يتأقلم اليوم المتعامل الاقتصادي الجزائري مع مجال التسويق فهو ليس فقط إشهار كما تعودنا على سماعه و إنما هو علم بحد ذاته وقطاع التجميل له ميزات في مجال التسويق الخاصة به و الذي يختلف تمام عن التسويق في الصناعة الغذائية مثلا وهذا ما يفتقر إليه المتعامل الاقتصادي الجزائري في هذا المجال، مشيرا في السياق ذاته إلى الثقافة القانونية التي لابد على المتعامل الاقتصادي الجزائري لاسيما في هذا المجال إذا أراد أن يبقى في السوق وأن يصدر في السوق الدولي أن يحترم القوانين في الملكية الصناعية التي يمكن أن تكلف الكثير لمن لا يحترمها في السوق الدولي لهذا لا بد على المتعامل الاقتصادي الجزائري أن يكف عن ثقافة التقليد يجب أن يبدع في إنشاء علامة تجارية وكذلك في بناء صورته التجارية الخاصة به بالإضافة إلى التطابق مع جودة المنتجات الغربية خاصة و أن المستهلك في السوق الدولي لديه خيار فإذا كان المنتوج الأجنبي أحسن فالمنتج الجزائري لن يكون له صدى وعليه لابد أن نفكر في مواكبة التطورات في مجال المعايير للمنتجات.
و أضاف حبيب حاج بكوش أن قطاع التجميل هو قطاع ذات طابع خاص ولا يرتبط تصديره بتحقيق الاكتفاء الذاتي وإنما يرتبط بصورته التجارية ومدى تكوين السمعة لان منتجات التجميل للرفاهية وليست لاشباع الحاجيات الطبيعية لهذا يرتبط نجاحه بمدى تكوين سمعة جيدة يمكننا أن نعرف مدى نجاحنا في المستقبل في هذا المجال يوم سنسمع أن المنتجات الجزائرية تقارن بمنتجات أجنبية.
رابط دائم: https://mosta.cc/7iaj5