بقلم مصطفى زبدي، رئيس المنظمة الجزائرية لحماية و ارشاد المستهلك و محيطه
قد يطول الشرح و النقاش حول مستوى الثقافه الاستهلاكيه للمواطن الجزائري،فمنهم من يرى انها ضعيفه وانها سبب في كثير من الاختلالات الموجوده في السوق ،ومنهم من يرى انها مقبوله وقد تحسنت على ما كانت عليه في السنوات الماضيه ولكن تبقى قابله للتطور والرقي.
ونرى انه لا يمكن الحكم في واقع الثقافة الاستهلاكيه اذا لم نعد الى الوراء لأجل المقارنة والمقاربه والنظر في المتغيرات…. أما النظر والمقارنه مع الثقافة الاستهلاكية الاجنبيه فهو امر مقبول ولكن سيمكننا من ترتيب مستوانا بين الأمم ولا يمكنه ان يظهر مدى تطور هذه الثقافه المكتسبة.
لا يمكن لاحد ان ينكر ان المواطن الجزائري اصبح يبحث عن مكونات الأغذية خاصة مع تطور الصناعه الغذائيه، ولا يمكن ان ينكر أحدا ان أداة المقاطعه اصبحت فعاله منذ سنوات في واقع السوق واصبحت مؤثره بعد ان كانت مفقوده ولا يسمع بها احد، وما هذه الا امثله بسيطه لأجل تبيان ان هنالك تغير و تطور و اجتهاد في كسب معارف استهلاكية جديدة.
كما انه لا يمكن انكار ما قامت به جمعيات حمايه المستهلك عموما والمنظمة الجزائرية لحمايه المستهلك خصوصا في هذا الشأن حيث كان له أثر كبير ، رغم قلة الوسائل و الإمكانيات.
ومن مؤشرات الثقافة الاستهلاكية هو البحث عن الحق المهضوم وطلب تفسيرات عن المعاملات التجاريه بشتى أنواعها لكون في فترة ما ،كان الغالبية يعتقد بان الإستهلاك منحصر في الاكل والشرب وهذا ما وقفنا عليه مع بداية نشاط منظمتنا، حيث كانت غالبية الشكاوي منحصرة حول منتوجات الأكل والشرب في غالبيتها، الى أن بدات تتوسع الى المجالات الإستهلاكية الأخرى والتي لم يكن غالبيه المستهلكين يعلمون أنها مصنفة ضمنها، فأصبحت الشكاوي تتنوع و مست مجال النقل ،التربيه ، السياحه وحتى التامين … وهي مؤشرات مهمة على الوعي الذي وصلنا إليه ولو أنه يبقى بعيدا عن تطلعاتنا وعن ما يجب أن نكون عليه في مصاف الدول المتقدمه.
إن الثقافه الإستهلاكية الرشيدة ستمكن المتعامل الاقتصادي من الحفاظ على نوعيه سلعته أو خدمته، وان يحسنها ويطورها كما انها تدفع بالمنافسة الشريفة بين المتعاملين لكون الزبون لن يأخذ إلا ما يرضيه و يقتنع به.
ولأجل تسريع وتيرة كسب هذه الثقافة فإننا نرى ان إدخال برنامج الثقافة الإستهلاكية في الأطوار الإبتدائية أمر مستحب لما له من عواقب جيدة على الاقتصاد والمنتوج بصفه عامه،كما أن فتح المجال للتنظيمات والجمعيات الناشطة في هذا المجال مع التسهيل في مهامها اصبح من الضروريات لأجل الإسراع في كسب المواطن الجزائري لهاته المعلومات والمعطيات التي تسمح له بالدفاع عن مصالحه الماديه والمعنويه وتسهيل المعاملات التجاريه مع تهذيبها واخلقتها.
رابط دائم: https://mosta.cc/jysxv