بعد تعليق معاهدة الصداقة الجزائرية الإسبانية، يوم الأربعاء ، كان من الممكن أن ينقاد تعاون شركة النفط الجزائرية العملاقة سوناطراك مع شريكها الإسباني إلى وضع غير ملائم، خاصة للإسبان.
وبحسب مصادر مطلعة على ملف الطاقة ، فإن الطرف الإسباني لا يجعل المهمة سهلة لسوناطراك ويواصل ممارسة سياسة الاندفاع المتهور برفضه مرارًا وتكرارًا مواءمة سعر الغاز الذي تسلمه الجزائر مع سعر النفط، وفق ما يقتضيه العقد الذي يربط سوناطراك بالإسبان.
هذا الموقف الذي وصفه الخبراء بأنه “غير مسؤول” ، يثير حفيظة الجانب الجزائري الذي يوشك على إرسال خطاب نهائي في شكل إنذار إلى الإسبان.
وتعتقد هذه المصادر أن الشريك الإسباني يجب أن يلتزم بأسرع ما يمكن بالمتطلبات التعاقدية لسوناطراك ، وإلا فإن الطرف الجزائري سينتقل إلى المرحلة النهائية مما قد يؤدي إلى ضرر لا يمكن إصلاحه.
خاصة وأن بعض الشركات متعددة الجنسيات التي تشغل خط أنابيب الغاز قد قبلت مبدأ زيادة الأسعار، والذي يعتبره عناد حكومة سانشيز بمثابة عقوبة.
ويتضح من الوضع المتوتر السائد بين الجزائر ومدريد أنه في ظل عدم وجود رد فعل سريع من الجانب الإسباني ، ستضطر سوناطراك إلى اتخاذ قرارات قد تؤدي إلى وضع حتمي، قد يصل حد قطع التموين بالغاز، مع الشريك الإسباني التاريخي.
غضب شعبي وسياسي كبير في اسبانيا ضد سياسات سانشيز
لحكومة الإسبانية بعد أن تلقت صفعة كبيرة من الجزائر حاولت الاستنجاد بالاتحاد الأوروبي من أجل الضغط على الجزائر للتراجع عن قراراتها، لكنها تفاجأت برد الاتحاد الأوروبي الذي أكد أنه لا يمكن أن يتبنى انتقاما تجاريا ضد الجزائر
ووفق محللين للوضع، فإن “البرلمان الإسباني والاحزاب الإسبانية والرأي العام في البلاد سيثور ضد حكومة سانشيز وسيضغط من أجل الاطاحة بها، لانه يدرك جيدا بأن الأزمة القادمة التي سيشهدها العالم هي أزمة الطاقة والخوف كل الخوف من تصعيد جزائري آخر سيمس عقود الغاز هذه المرة”.
كما أنه، وفق آراء خبراء سياسيين واقتصاديين، فإن “الاتحاد الأوروبي بكل قوته، وكذلك باقي الأطراف، يدركون أن جزائر اليوم ليست جزائر الأمس حتى الرئيس الفنزويلي صرح عند زيارته للجزائر بأن الرئيس تبون استطاع استعادة هيبة الجزائر.
إذ أن “الجميع يدرك قيمة الجزائر ودورها المحوري وثقلها فيما هو قادم الا بعض الجزائريين المغرر بهم المغيبيين والذين لم يفهموا بعد التغير الكبير الذي يحدث في العالم”.
فسياسة الند للند التي انتهجها الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، يقول خبراء، جعلت الجميع يدفع الثمن ،أخطأ المغرب فدفع الثمن غال، أخطأت إسبانيا فدفعت الثمن، حاولت فرنسا التدخل في الشؤون الجزائرية معتقدة انها تتعامل مع جزائر الأمس فتفاجأت برد دبلوماسي و تصريحات قوية من الرئيس تبون جعلت الرئاسة الفرنسية تتودد لإعادة المياه لمجاريها”.
وهي السياسة التي تعيدنا إلى العصر الذهبي للسياسة الجزائرية وعصر الثقل الدبلوماسي، في فترة حكم الزعيم الراحل هواري بومدين، عندما كان صدى قرارات الجزائر يدوي في مختلف بقاع المعمورة.
رابط دائم: https://mosta.cc/owq8g