بقلم محمد الصالح براهمي
تبنى رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، ومنذ وصوله لرئاسة الجمهورية، سياسة جديدة أساسها الشباب وإقتصاد الغد، إذ رافع ومنذ يوم تنصيبه لكون الوقت قد حان للطاقات الشبانية الجزائرية لتحمل المشعل وتقود الجزائر نحو مستقبل آمن واكثر استقرار، وهذا عبر تشبيب الإدارة، والإعتماد على توليفة مكونة من نواة شابة، ودرع من ذوي الخبرة.
وهي التوليفة التي أريد لها أن تشكل “الجزائر الجديدة”، بعيدا عن ممارسات النظام البائد من إصرار على سياسات تجاوزها الزمن وتهميش للقدرات والثروة الفعلية للجزائر، ألا وهي شبابه، والذي يمثل النسبة الغالبة من السكان.
البداية من أول حكومة.. وأصغر وزير في التاريخ على رأس أحدث قطاع

رئيس الجمهورية شرع بشكل مباشر ودون مقدمات في تطبيق مشروع تشبيب الدولة الجزائرية، بداية بوضع ثقته في أصغر وزير في تاريخ الجزائر، ألا وهو الوزير المنتدب المكلف بالمؤسسات الناشئة، باسين المهدي وليد.
واعتمد ياسين وليد، منذ توليه الوزارة، على طاقم شاب، من أصحاب الخبرة في ميدان المؤسسات الناشئة، ليحقق في فترة 26 شهرا، أي منذ اختياره ضمن حكومة جراد الأولى، إنجازات عديدة، منحت دفعة تاريخية غير مسبوقة لقطاع المؤسسات الناشئة، ودفعت الرئيس تبون لتجديد الثقة في شخص الوزير ياسين وليد، رغم إخضاع التشكيل الحكومي لعديد التغييرات.
وتميزت المشهد الإقتصادي الجزائري، خلال تلك الفترة، بظهور الآلاف من المؤسسات الناشئة وحاضنات المؤسسات، ما ضمن مئات الآلاف من مناصب الشغل للشباب، وحقق مداخيل لا بأس بها للإقتصاد الوطني، خاصة إذا وضعنا بعين الإعتبار الظروف التي ميزتها، سواء محليا أو على المستوى العالمي.
وخلال إشرافه سنة 2020، على أول منتدى وطني للمؤسسات الناشئة، كان رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون قد شدد على ضرورة الإعتماد على مشاريع الشباب ضمن مخطط شامل للنهوض بالإقتصاد الوطني، وضرورة “تعزيز النظام البيئي للإبتكار” و”ضمان ميكانيزمات تمويل ملائمة لإبعاد الشباب عن بيروقراطية البنوك” وهذا لتمكين الشباب، وفق رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، من خلق مؤسسات ناشئة تمكنهم من الولوج إلى السسوق العالمية ورفع تحدي إنشاء اقتصاد أساسه المعرفة لدعم الإقتصاد الوطني بمداخيل خارج المحروقات.
وهي التوجيهات التي وصلت للوزير المنتدب وطاقمه الوزاري بكل وضوح، وكانت قبل كل شيء رسالة تطمين لهم بأن جهودهم ستلقى صداها لدى أعلى هرم السلطة وأن قطاعهم ينال قسطا هاما من الإهتمام، ليسعوا إلى تجسيد ذلك عبر خلق آليات وميكانزيمات عدة ساهمت في تحقيق إنطلاقة هائلة في مجال لم يسلك عليه الضوء سابقا، وإنشاء المئات من المؤسسات الناشئة، التي ساهمت بشكل كبير في تقليص آثار الأزمة الصحية العالمية على الإقتصاد، بل وانتهزت الفرصة للبروز بشكل كبير واثبات نجاعتها.
المؤسسات المصغرة: تحرير للشباب وتكريس للفعالية في الإستثمار

كما أن قطاع المؤسسات المصغرة هو الآخر نال قسطا كبيرا من الإهتمام، ضمن تكريس النموذج الإقتصادي الجديد، خاصة وأن النموذج المتبنى سابقا ضمن ما سمي بـ”الوكالة الوطنية لتشغيل الشباب أونساج” قد أثبت الواقع الإقتصادي عدم فعاليته، بل وأدى إلى تحويل المئات من الشباب من “شباب بطال” إلى “شباب بطال متابع قضائيا”، لكن الإرادة السياسية لأعلى هرم السلطة، والمتمثل في رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، والذي وضع ثقته في وزير شاب آخر، وهو الوزير المنتدب لدى الوزير الأول، المكلف بالمؤسسات المصغرة نسيم ضيافات، أدت إلى تغيير ذلك الواقع ولو جزئيا.
البداية كانت بإعادة إحياء ملف دعم المؤسسات المصغرة، ولكن بصيغة جديدة، أساسها الفاعلية والمردودية الإقتصادية، لتتحول الوكالة الوطنية لتشغيل الشباب أونساج، إلى الوكالة الوطنية لدعم وتنمية المقاولاتية أناد، لتكرس عقلية جديدة في التعامل مع دعم المؤسسات المصغرة، مبنية على متابعة المشاريع وضمان سيرورتها بالشكل الملائم، بالإضافة إلى تحرير الشباب من آثار نموذج الدعم السابق وإعادة إحياء المؤسسات المصغرة التي لم تتمكن، دون متابعة، من الإستمرار في النشاط نظرا لظروف السوق وغياب الإرادة السياسية حينها في بناء اقتصاد حقيقي.
الوكالة الوطنية لدعم وتنمية المقاولاتية كرست سياسة خاصة هدفها الرئيسي الوقوف بالمؤسسات المصغرة ومتابعتها إلى أن تحقق النجاح المطلوب، عبر عدة عروض وامتيازات متنوعة، حددت على أساس مميزات كل مشروع والإمكانيات المتوفرة لأجله، والمردودية المتوقعة منه.
قسم آخر جد مهم وحساس من عمل الوكالة هو مساعدة المؤسسات المتعثرة عبر إعادة تمويلها بآليات جديدة تكفل عودتها للنشاط، وهو الملف الذي تم لأجل معالجته تخصيص إجتماعات أسبوعية دورية لإطارات الوكالة والوزارة المنتدبة.
الرئيس تبون: الوزراء الشابون يؤدون ما عليهم

إنجازات الوزيرين الشابين أكسبتهما الثقة التامة للرئيس تبون، الذي جدد الثقة فيهما، إذ أن الإثنان يتواجدان ضمن الطاقم الحكومي منذ اول حكومة اختارها الرئيس، يوم 2 جانفي 2020.
كما أن من أبرز دلائل ثقة الرئيس تبون الكاملة في الوزيران، أنهما لطالما سجلا حضورهما خلال الوفود التي رافقت الرئيس في خرجاته وزياراته لعديد الدول، بداية من مصر فالكويت ومؤخرا تركيا، وهي الزيارات التي تخللتها جملة من الإتفاقيات التي شملت قطاعا المؤسسات الناشئة والمؤسسات المصغرة.
التشبيب يشمل باقي الإطارات
وبنجاح نموذج الإعتماد على الوزيران ياسين وليد ونسيم ضيافات ضمن قطاعين مهمين، تم استنساخ النموذج فيما يتعلق بإطارات الوزارات، بداية من الوزارة الأولى، والتي سجل الشباب حضورهم في مختلف إداراتها، خاصة ما تعلق بخلية الإعلام،وصولا إلى باقي الوزارات، إذ لا يخلو مقر أي من الوزارات، من نسبة تقارب النصف أو تتجاوزه من الشباب .
موبيليس: نموذج آخر لنجاعة القيادة الشابة

تم، بتاريخ 3 اكتوبر 2021، تعيين خالد زرات رئيسا مدير عام لمجمع إتصالات الجزائر ، وشوقي بوخزاني رئيسا مديرا عاما لشركة موبيليس ، وذلك تبعا لاجتماعات الجمعية العامة ومجلس إدارة مجمع اتصالات الجزائر و مؤسسة موبيليس.
ويعد شوقي بوخزاني الرئيس المدير العام لمؤسسة ” موبيليس ” من الكفاءات الشابة في القطاع، وهو من مواليد 1982.
وتحصل شوقي بوخزاني على شهادة مهندس دولة في معالجة الإشارة من المدرسة العسكرية المتعددة التقنيات في الجزائر العاصمة وشهادة الدراسات العليا في الاتصالات السلكية واللاسلكية وأمن شبكات الكمبيوتر، وحاز على شهادة الاحتراف في إدارة المشاريع الممنوحة من معهد إدارة المشاريع في الولايات المتحدة الأمريكي، وشهادات أخرى في الجودة من بريطانيا.
كما تدرج المسؤول الأول عن موبيليس في عدة مناصب نوعية في الشركة خلال السنوات الماضية وتولى منصب مدير المعلومات ومدير قسم التطوير والهندسة الرئيسية ومستشار لدى رئيس مجلس الإدارة.
كما كان إطارا سابقا في الدرك الوطني، وأشرف على عديد الإنجازات المتعلقة بنظام المعلومات والإتصالات، أبرزها مشروع “طريقي”.
وفي غضون ستة أشهر على رأس متعامل الهاتف النقال موبيليس، تمكن شوقي بوخزاني من ضخ دماء جديدة في الشركة، إذ عرفت قفزة نوعية غير مسبوقة، سواء من ناحية تحسن اداءها أو من ناحية العروض التي أصبحت تقدمها الشركة.
وظهر على الشركة، المدعمة بتشكيلة من الشباب في مناصب مسؤولية عدة، صبغة شبابية جديدة، لتكون عند حسن ظن الزبون.
الوكالة الوطنية للنشر والإشهار: مديرة شابة ونقلة نوعية

ثقة الرئيس تبون في الإطارات الشابة لتسيير المؤسسات الجزائرية ذات الأهمية الإستراتيجية تتكرّس أكثر، 24 ساعة بعد تعيين بوخزاني على رأس موبيليس، يتم تعيين السيدة سهام درارجة على رأس الوكالة الوطنية للنشر والإشهار.
وخلّف تعيين درارجة على رأس الوكالة ردود فعل متباينة، لكن سرعان ما تدارك المشككون في قرار السلطات العليا للبلاد موقفهم، عندما راقبوا اداء المعنية.
وورثت درارجة ملفات شائكة عدة، لم تعرف حلولا منذ سنوات، بداية بفوضى الإشهار المقدم للجرائد، وانتهاء بملف تمكين الجرائد الإلكترونية من الإستفادة من الإشهار العمومي ودعمها لمواصلة تقديم منتوج صحفي لائق.
ولكن، رغم كل العقبات التي واجهتها، إلا أن الملفين المذكورين عرفا في فترة تتجاوز 6 أشهر بقليل تقدما لم تحققه الوكالة منذ سنوات طويلة، أذ بدأت عملية منح الإشهار للجرائد المطبوعة تتّسم بالشفافية تدريجيا، كما أن ملف منح الإشهار العمومي للجرائد الإلكترونية بدأ يعرف إنفراجا، مع ورود معلومات عن قرب الإعلان عن قائمة أولى للجرائد الإلكترونية التي استوفت الشروط.
من جهة أخرى، عرفت الوكالة الوطنية للنشر والإشهار نقلة نوعية في أغلب نشاطاتها، لتسجّل حضورا مميزا في المعارض المقامة في الفترة الأخيرة، خاصة في صالون الجزائر الدولي للكتاب، أين برز جناح الوكالة كونه من بين أفضل الأجنحة سواء تنظيما أو حضورا من خلال نوعية الكتب المعروضة، والندوات المقامة طوال فترته.
كما منحت القيادات الشابة للوكالة وكذلك لمتعامل الهاتف النقال موبيليس ديناميكية جديدة، سمحت بتحقيق شراكة نوعية أبرزها إنتاج ومضات إشهارية خاصة بموبيليس، تكفلت بإنجازها الوكالة الوطنية للنشر والإشهار، وفق معايير عالمية.
دون نسيان الإشارة للهوية البصرية الجديدة للوكالة، والتي اعطتها صورة حديثة تواكب تطورات العصر، برؤية شابة
مديرة صيدال فطوم أقاسم: مجهودات استحقت تكريم رئيس الجمهورية
لا يمكن الحديث عن وضع الثقة في الإطارات الشابة، دون التطرق إلى الرئيسة المديرة العام للمجمع الصيدلي العمومي، صيدال، وهو أكبر وأهم شركة في مجال الصيدلة بالجزائر.
وشهرين فقط بعد توليه رئاسة الجمهورية، عيّن الرئيس تبون، بتاريخ 11 فيفري 2020، فطوم أقاسم على رأس المجمع، لتنطلق عملية إصلاح وعصرنة شاملة للمجمع، ضخت فيه روحا جديدا برؤية معاصرة.
وهو ما أكسب المديرة العامة اعتراف رئيس الجمهورية، ليتم تكريمها يوم السبت 4 ديسمبر 2021 بوسام عشير، والذي يرمز إلى اعتراف الدولة للجزائريين ، مهما كانت مجالات خبرتهم ، لإنجازاتهم في مصلحة الوطن.
الرئيس تبون يحمي الإطارات الشابة
رابط دائم: https://mosta.cc/3n3bg