إعداد سمية جيدل
تعرف تربية المائيات في الجزائر نشاطا غير مسبوق، خلال الفترة الأخيرة من خلال العديد من المشاريع الهامة التي تسعى الدولة اليها في مجال الصيد البحري من أجل النهوض بالقطاع ، ليكون من بين القطاعات الهامة الداعمة للإقتصاد، خاصة وأن الجزائر تزخر بثروة مائية تضم العديد من أنواع الأسماك، الهامة والمنقرضة في بعض الدول ،على غرار الجمبري وسمك البلطي الأحمر،والدنيس ،ودئب البحر ،والتيلابيا الحمراء.
وهذا ما جعلها ترفع التحدي من أجل النهوض بالقطاع ،وهو ما ظهر جليا من خلال عملية تسويق منتجات تربية المائيات وطنيا من جهة ، ومن جهة أخرى إضافة إقامة مشاريع هامة كالشراكة الأخيرة بين شركة أكوا كونتيننتال الأمريكية ،والشركة الجزائرية لإنتاج أزيد من 1000 طن من الجمبري سنويا. ويعتبر دلك أول استثمار منجز من طرف شركة جزائرية، حيث تعتبر خطوة مهمة من أجل تشجيع الاستثمار في مجال تسويق الأسماك
وزير الصيد البحري، يبدي تفاؤله بمستقبل تسويق الأسماك في الجزائر
ومن جهته أبدي وزير الصيد البحري، هشام سفيان صلواتشي مؤخرا تفاؤله بمستقبل الصيد البحري والمتمثل أساسا في تسويق الأسماك، بالنظر إلى نجاح عملية تسويق منتجات تربية المائيات وطنيا ، كما كشف أن عملية الحملة الوطنية، لجمع وإزاحة السفن المحطمة والمهجورة بـ14 ولاية ساحلية، عبر الوطن والتي إنطلقت مؤخرا ،بحيث تم رفع بـ14 ولاية ساحلية، له انعكاسات إيجابية من خلال توفير أماكن جديدة لرسو السفن لفائدة الصيادين والتي تمكنهم من مزاولة نشاطاتهم في أحسن الظروف ، ووضع المساحات المسترجعة جراء دلك في متناول المستثمرين ، مبرزا أن السفن المنجزة بسواعد جزائرية شاركت هده السنة بنجاح كبير ، بصيد حصة الأسد من التونة ضمن الحملة الدولية والدي ساهم في تحقيق ارتفاع في مداخيل العملة الصعبة جراء تصدير هدا النوع من السمك.
كما كشف وزير الصيد البحري أنه تم تسليم قرارات لفائدة المستثمرين في مزرعتين بحريتين ، لإستغلال عقارين بأرضية ميناء رأس جنات ، ومن بين المشاريع الهامة كشف عن إنجاز مصنع خاص متخصص في صناعة أعلاف أسماك المياه العذبة بقدرة إنتاجية تصل 2250 طن سنويا
أكوا كونتيننتال الأمريكية، توقع مذكرة تفاهم مع الجزائر لإنتاج أزيد من 1000 طن من الجمبري سنويا.
ومن بين المشاريع الهامة التي قامت بها الجزائر مؤخر في مجال تسويق الأسماك توقيع مدكرة تفاهم بين شركة أكوا كونتيننتال الأمريكية، والشركة الجزائرية لإنتاج أزيد من 1000 طن من الجمبري سنويا.
وجاء هذا الاتفاق من أجل تطوير مزرعة تربية الاحياء المائية في ولاية غليزان بشكل مشترك، والتي ستنتج أكثر من ألف طن من الجمبري للاستهلاك المحلي وتصديرها إلى أوروبا.
وتعتبر عملية تسويق الجمبري الأولى من نوعها في الجزائر ،ولم تقتصر عملية تنشيط تسويق الأسماك على هذه الاتفاقية فحسب، بل هناك عدة عمليات إنعاش القطاع على غرار ، تسويق ما يقارب ثمانية أطنان من القاجوج الملكي ، وسمك البلطي الأحمر، بأسعار جد معقولة ،تتلائم والقدرة الشرائية للمواطنين.
مما سمح بكسر أسعار الأسماك بصفة عامة والقضاء على المضاربة ، هذا وتبلغ كمية الدوراد التي تم تسويقها 3 أطنان و 400 كلغ، فيما بلغت كمية البلطي الأحمر التي تم تسويقها 4 أطنان و 500 كلغ، حيث تم بيع سمك القاجوج الملكي والبلطي الأحمر مباشرة من المنتج إلى المستهلك.
وتعتبر هده العملية الأولى من نوعها ،كما انها استطاعت القضاء على تأثير الوسطاء الدين يلعبون دورا بارزا في رفع الأسعار ، وهذا ما ساهم في نشاط القطاع بحيث يبلغ إنتاج الأسماك 5000 طن/سنويا.
خطة تسويقية محكمة، لدعم تسويق الأسماك وتنويع مصادر الدخل خارج المحروقات
هذا ورفعت الدولة الجزائرية التحدي ، من خلال تحسين تنويع المصادر ، ويتجلى دلك من خلال دعم مشاريع تربية المائيات البحرية والقارية ، لضمان تنوع مصادر الدخل خارج إطار المحروقات ،خاصة في ظل انخفاض الثروة السمكية في حوض البحر الأبيض المتوسط بحيث تتناقض المنتوجات البحرية يوم بعد يوم ، بفعل عدة تغييرات أهمها التلوث والطلب المتزايد.
هذا ما جعل الجزائر تلجأ إلى التفكير في توفير منتجات جديدة ، بنفس القيمة الغذائية ،تلبي احتياجات المستهلك بسعر منخفض نوع ما ، وتحرك عجلة التنمية.
كما عمدت إلى تطوير شعبة تربية المائيات ، ويظهر ذلك في أرقام الإنتاج التي ترتفع من سنة إلى أخرى وعدد المشاريع المنجزة في هدا المجال.
وكان رشيد عنان المدير المركزي لتنمية وتربية المائيات بوزارة الصيد البحري ، قد قدم إحصائيات من ديسمبر الفارط إلى غاية اليوم ، والتي تشير إلى تسجيل إنتاج 5134 طن من تربية المائيات، منها 2755 طن تربية مائيات بحرية تشمل أسماك القجوج الملكي (دوراد) وذئب البحر والمحريات والرخويات، و 2399 طن من أسماك المياه العذبة تشمل الصيد القاري في السدود والمسطحات المائية، بما فيها الصيد الحرفي والترفيهي، وتتمثل في عدة أصناف أهمها السمك البلطي الذي بدأ مؤخرا يأخذ حيزا كبيرا ضمن أصناف المياه العذبة، نظرا لرواجه وجودته وذوقه المستساغ لدى المستهلك والذي لقي قبولا لديه، كما توجد أصناف أخرى من أسماك المياه العذبة، تم توسيع الاستثمار فيها بهدف الصناعات التحويلية.
إنجاز 101 مشروع في تربية المائيات، منه 62 مشروعا بحريا و 39 مشروعا خاصا بتربية المائيات في المياه العذبة، إضافة إلى تسجيل 60 مستغلا للسدود في إطار الصيد القاري.
وقامت الجزائر مؤخرا بإستثمارات ومشاريع كبيرة في مجال تربية المائيات وتسويق الأسماك، حيث تم تسجيل ، إنجاز 101 مشروع في تربية المائيات، منه 62 مشروعا بحريا و 39 مشروعا خاصا بتربية المائيات في المياه العذبة، إضافة إلى تسجيل 60 مستغلا للسدود في إطار الصيد القاري. والهدف من هده الإنجازات ، هو رفع إنتاج تربية المائيات إلى 50 ألف طن، نهاية 2024 عبر تطوير وترقية الاستثمارات في مختلف شعب تربية المائيات والأصناف، من خلال التركيز ،على نوعين من السمك القاجوج الملكي والبلطي الأحمر (تيلابيا)، لأن هذين الصنفين الجزائر تتحكم حاليا بصفة كاملة في كل التقنيات الإنتاج من التفريخ إلى التسمين.
وتوجد عدة مؤسسات اقتصادية ناجحة، من شأنها أن تكون أنموذجا للمستثمرين الآخرين وتكون قاطرة تساهم في تسريع وتيرة الاستثمار أيضا عبر توسيع مشاريعهم بالنسبة لأسماك المياه العذبة، يتم التحكم في إنتاج السمك البلطي وسلاسل الإنتاج من إنتاج الأعلاف الصناعية محليا و إنتاج صغار الأسماك وبنوعية جيدة، حيث تجدر الإشارة، إلى أنه تم إطلاق مؤخرا مشروع بعين وسارة، بولاية الجلفة وقد أنتج لحد الآن أكثر من 1.5 مليون صغار السمك البلطي وحيد الجنس ذو النوعية الجيدة، بشراكة جزائرية -هولندية عبر نقل الخبرة التقنية.
أما بالنسبة لأسماك المياه البحرية حاليا هناك جهود للتحكم في سلال القيمة، من صناعة الأعلاف الصناعية وإنتاج صغار الأسماك، غير أن هذه الشعبة لسمك القجوج الملكي (الدوراد) وذئب البحر يتم التحكم في سلسلة التوريد، بحيث توجد عدة إمكانيات لجلب احتياجات المستثمرين، خاصة مع الشراكة الإيطالية.
و التي ترتقي يوما بعد اليوم عبر نقل التقنيات والدراسات والخبرة للمختصين الايطاليين تحت غطاء مشاريع التعاون بين الجزائر والاتحاد الأوروبي، ثم تطورت إلى المزارع الجزائرية التي وردت الأقفاص العائمة من إيطاليا ونسبة كبيرة من صغار الأسماك، التي نستزرعها فضلا عن دول أخرى في أوروبا.
ومنذ فترة تم عقد عدة لقاءات بينية مع الشركاء الايطاليين لإطلاق استثمارات مباشرة عبر الرأس المال المباشر في الجزائر في عدة مجالات ليس فقط تربية المائيات، بل تشمل الصيد البحري، ،صناعة تربية المائيات، تفريخ الأسماك، تسمين التونة الحمراء، وتربية المائيات البحرية كل هذه العوامل ،دفعت الجزائر “إلى التفكير في اختيار هذين الصنفين وتركيز الجهود عليهما دون إهمال الأصناف الأخرى، والشعب الأخرى التي نستمر في تطويرها ولكن هذه العملية تدخل في إطار تركيز الجهود واستغلال الطاقات من أجل تسريع وتيرة نمو القطاع”. وهي تكملة لاستراتيجية قديمة كانت تختصر على الصيد البحري دون غيره من القطاعات حسب ما صرح به رشيد عنان المدير المركزي لتنمية وتربية المائيات بوزارة الصيد البحري
قرارات رئيس الجمهورية، تحفيزات تنعش المشاريع المتوقفة
حركت التحفيزات التي أقرها رئيس الجمهورية في قانون المالية 2022، والمتعلقة بتخفيض قيمة الضريبة على القيمة المضافة من 19 بالمائة إلى 9 بالمائة أي بتخفيض نسبة 10 بالمائة، للمشاريع المتوقفة نتيجة الأزمة المركبة العالمية الاقتصادية والصحية.
وستسمح بتخفيض كلفة إنتاج تربية المائيات البحرية والقارية بنسبة 10 بالمائة، مثلما قال عنان، بالإضافة إلى تخفيض الرسوم الجمركية على المدخلات من صغار الأسماك والأعلاف والعتاد من 35 بالمائة إلى 5 بالمائة، وكل هذا من شأنه أن ينقص تكلفة الإنتاج.
وقد تم ملاحظة هذا الأثر الإيجابي، ، في عملية بيع الأسماك من المنتج إلى المستهلك في شهر رمضان التي يشرف عليها القطاع، والتي لمسنا من خلالها انخفاض محسوس في سعر سمك “دوراد” حيث وصل إلى 1000 دج بالرغم من أنه ليست فترة الإنتاج الواسع، لأن عملية استزراع الأقفاص العائمة ( حوالي 16.3 مليون من الأسماك البحرية) أغلبها كانت، خلال سنة 2021، وهي الآن في طور النمو لم تبلغ بعد مرحلة البلوغ والاستهلاك، بدأت فقط دخول الكميات الأولى للإنتاج أو ما نسميه باكورة الإنتاج، ثم تصل الكميات الأخرى تباعا.
كما أن إنتاج تربية المائيات قد يشهد كميات هائلة إلى غاية نهاية السنة، مع العلم أن دورة إنتاج أسماك المياه العذبة البلطي الأحمر تمتد من 4 إلى 6 أشهر، أي كل العوامل الاقتصادية تتم خلال نفس السنة المالية، معناه شراء المدخلات، اقتناء صغار الأسماك، الاستزراع ثم الجني في نفس السنة، عكس تربية المائيات البحرية التي تمتد دورة إنتاجها 10 أشهر إلى 14 شهرا، وإذا كانت بالنسبة لسمك القاروس، ذئب البحر تمتد إلى 16 شهرا، لهذا نجد الأسماك المستزرعة في السداسي الثاني في السنة الماضية 2021، هي التي يتم تسويقها، خلال سنة 2022، ولهذا أثر تطبيق تخفيضات الرسوم الجمركية بالنسبة لأسماك المياه العذبة على السوق يظهر في نفس السنة، ولكن بالنسبة للأسماك البحرية، سنرى الأثر خلال السنة المقبلة.
من ضمن التحفيزات أيضا التي يقدمها القطاع، لتشجيع إنشاء مزارع تربية المائيات، تقديم قروض استغلال لأصحاب المشاريع التي دخلت المرة الأولى طور الإنتاج من قرض استغلال بالنسبة لأسماك المياه العذبة يتراوح من بين 10 مليون دينار أي مليار سنتيم، إلى 50 مليون دينار، بحسب طاقة الإنتاج وحجم المزرعة، بالنسبة للأسماك البحرية أيضا يصل إلى 170 مليون دينار، أي 17 مليار سنتيم، بحسب طاقة الإنتاج، بالنسبة لإنتاج 600 طن، أو 300 طن نقدم 85 مليون دينار، أي 8.5 مليار سنتيم قرض استثمار دون فائدة لمدة سنتين قابل للتجديد مرة واحدة
إضافة إلى هذه التحفيزات تقدم الوزارة الوصية مرافقة إدارية وتقنية عبر مختلف هياكل القطاع سواء المركزية أو المحلية، أو المؤسسات تحت وصاية القطاع سيما المعهد التجريبي والمركز الوطني للبحث .
رابط دائم: https://mosta.cc/3d8p6