بقلم: خديجة قدوار
يرى رئيس الجمعية الوطنية لوكالات السياحة والأسفار، محمد أمين برجم، أن ألعاب البحر الأبيض المتوسط، وهران- 2022 والتي أسدلت ستارها أمس كانت فرصة كبيرة مكنت السلطات العمومية من أجل إبراز وجه الجزائر الجديد لما تتمتع به من مؤهلات سياحية كبيرة، مشيرا إلى أنه يمكن للسياحة أن تساهم في الدخل الوطني وخلق مناصب شغل وجلب العملة الصعبة.
وقال رئيس الجمعية في تصريح لجريدة “المستثمر ” بخصوص الأحداث الكبرى والمواعيد الهامة التي احتضنتها وتحتضنها الجزائر على غرار ألعاب البحر الأبيض المتوسط التي أقيمت بولاية وهران والترويج السياحي أنه ” تعد الأحداث الكبرى أو كما يسمى من بين أهم المحطات التي يجب على الدول استغلالها من أجل الترويج السياحي والأحداث .. نجد في هذا المجال كل ما يتعلق بكأس العالم الألعاب الأولمبية والشبه الأولمبية، وألعاب البحر الأبيض المتوسط التي كانت مؤخرا في مدينة وهران” .
الجزائريون شعب مضياف
وتابع المتحدث ” ألعاب البحر الأبيض المتوسط التي عرفتها ولاية وهران كان لها عدة أبعاد، فيما يخص البعد السياحي كانت فرصة كبيرة مكنت السلطات العمومية من أجل إبراز وجه الجزائر الجديد، والذي يجهله الكثير من المستهلكين السياحيين على الأقل في حوض البحر الأبيض .. الكثير منهم كانت لديه أفكار مسبقة، وأفكار تتعلق بالجزائر “، وقال إنه في ولاية وهران بدى الشعب الجزائري من بين أفضل الشعوب، مشيرا إلى أن الجزائريين شعب مضياف وهذا قل ما نجده في حوض البحر الأبيض المتوسط، وأضاف ” رأينا ذلك من خلال تفاعل الجمهور في جميع الرياضات مع جميع الجنسيات وتشجيعها وكذا الكرم الكبير الذي يتمتع به الجزائري”.
ألعاب البحر المتوسط فرصة لإبراز المؤهلات السياحية
وأوضح رئيس الجمعية الوطنية لوكالات السياحة أن ” ألعاب البحر الأبيض المتوسط كانت فرصة لجميع الرياضيين من أجل تبرز لهم الجزائر أو منطقة وهران لما تتمتع به من مؤهلات سياحية كبيرة جدا يمكنها أن تنافس الوجهات العالمية، ونحن الآن في حوض البحر الأبيض المتوسط هذا الأخير الذي يعرف أكبر عدد من السواح في العالم ويستقطب ممكن 80 بالمئة من سواح العالم يقصدون هذه المنطقة، السواح الآن يبحثون عن فرص جديدة ووجهات جديدة لأن الوجهات التقليدية يمل منها الزائر حينما يزورها مرة أو مرتين أو ثلاثة مرات بالتالي يبحث عن وجهات جديدة ، والآن الفرصة مواتية جدا للجزائر لكي تبرز كوجهة سياحية بإمتياز ، وخاصة أن الجزائر تملك بعض أنواع السياحة التي لا يمكن أن تكون – بالحديث عن ألعاب البحر الأبيض المتوسط- إلا في الجزائر، على غرار السياحة الصحراوية ، ونجد كذلك السياحة الثقافية والسياحة بالشواطئ وغيرها”.
المساهمة في الدخل الوطني وخلق فرص لتشغيل
أما بخصوص دور السياحة في إنعاش الاقتصاد الوطني وخلق التنمية فأكد المتحدث ذاته أن ” السياحة هي قطاع أفقي .. وعندما يكون لديك سياحة متطورة سيكون لديك بنك متطور، وشبكة نقل متطورة، وشبكة اتصال متطورة ، وجميع القطاعات المتعلقة بطريقة مباشرة أو غير مباشرة أو غير مباشرة بالسياحة تكون شبكة الطرقات والمواصلات كلها سترتفع”، وتابع رئيس الجمعية ” يمكن للسياحة أن تساهم في الدخل الوطني، ولما نتكلم عن مصادر دخل ممتازة نتكلم عن التشغيل”، مشيرا إلى قطاع السياحة يساهم في خلق مناصب شغل وبالتالي القضاء على البطالة حين قال ” كل منصب في السياحة يفتح على الأقل ثلاثة أو أربعة مناصب شغل بطريقة غير مباشرة “، وأعطى مثالا عن ذلك في قوله” ونتكلم عن فندق لما يفتح سيقوم بتوظيف موظفين كما أنه سيساهم في خلق التنمية للمنطقة”، كما أنه سيجلب جميع المهن التي لها علاقة بالقطاع السياحي .
خلق الثروة والتنمية المستدامة
وتحدث محمد أمين برجم عن العملة الصعبة ، وقال بهذا الخصوص” فيما يخص دخل العملة الصعبة ، نتكلم مثلا عن الجالية الجزائرية المقيمة بالخارج والتي يمكنها أن تساهم بكثرة خاصة وأن الجيل الثاني أو الثالث الموجودين بالخارج فرصة كبيرة لأن تستفيد منهم بلدهم وكذلك يقضون عطلهم في أوطانهم في بلدهم الجزائر.. قطاع السياحة يمكنه أن يلعب دورا كبيرا في خلق الثروة والتنمية المستدامة في الجزائر”.
وكالات السياحة والأسفار بدأت تتنفس الصعداء
وفي رده على سؤال بخصوص الغلق الذي عرفته الوكالات السياحية بسبب تفشي فيروس كورونا والإنفراج بعدها ، أفاد المتحدث ” وكالات السياحة و الأسفار بدأت تتنفس الصعداء خاصة خمع الفتح التدريجي لجميع خطوط الطيران ، والعودة التدريجية لجميع الرحلات مؤخرا، وتابع” فتح الحدود مع الجارة تونس إبتداءا من 15 جويلية .. كل هذا سيساهم في عودة المياه إلى مجاريها وعودة النشاط لما كان عليه سابقا ولو أن أسعار تذاكر الطيران لا زالت إرتفاعا محسوسا بسبب قلة الرحلات خاصة بما يتعلق بالجهات المطلوبة الكثير لدى السواح” .
رهان أمام الوكالات السياحية
وتابع المتحدث ” الحمد لله الوكالات تستعيد عافيتها بشكل تديريجي .. “، أما ما تعلق بموسم الاصطياف فأكد أن “موسم الاصطياف نحضر له منذ أشهر وليس في وقت قصير جدا، بما أن جميع الحدود البرية كانت مغلقة بريا- مع الجارة تونس- التي تعرف الملايين من الجزائريين الذي يتوافدون على عليها وحتى الطيران كان قليلا ، إتجهت جميع الوكالات تقريبا على برمجة رحلات داخليا هنا عرفت الجزائر ظهور العديد من البرامج السياحية في المدن .. مثل مدينة وهران التي عرفت استضافة ألعاب البحر الأبيض المتوسط ، وعرفت كذلك العديد من البرامج السياحية التي تزامنت مع هذه الأحداث، الآن هناك برامج داخلية لمن يريد أن يقضي إجازته بالجزائر ، وكذلك ستكون برامج بالنسبة للوجهات الخارجية “. وأكد برجم “الرهان الآن أمام مستغلي الفنادق والوكالات السياحية من أجل عرض أسعار تنافس بقية الوجهات”.
وكالات السياحة والأسفار أصبح نشاطها يرتكز بشكل كلي على الرقمنة
في حين تحدث رئيس الجمعية عن رقمنة القطاع وقال أن ” الرقمنة أمر جد مهم.. تذاكر الطيران كلها إلكترونية، تنظيم عمليات العمرة أو الحج أصبح بطريقة إلكترونية بالمئة .. وكالات السياحة و الأسفار أصبح نشاطها يرتكز بشكل كلي على الرقمنة”.
ضيوف الألعاب المتوسطية يكتشفون الجزائر من عاصمة الغرب
قام ضيوف الألعاب المتوسطية بولاية وهران بإكتشاف الأماكن السياحية بالجزائر إنطلاقا من عاصمة الغرب الجزائري ، حيث خرجت الوفود المشاركة فيلا جولات سياحية بالمنطقة على غرار ساحة أول نوفمبر ومن ثم إلى حلبة مصارعة الثيران، ولتخطب المعالم التاريخية بالمنطقة قلوب السواح، ويرى مراقبون أن نجاح الجزائر في إحتضان الألعاب الأولمبية ليس نجاحا رياضيا فحسب بل نجاح سياسي وإقتصادي محض.
رابط دائم: https://mosta.cc/issz4