بقلم: ندى عبروس
تولي الجزائر أهمية كبيرة لقطاع السياحة من أجل تنويع اقتصادها ، وللنهوض و الإقلاع بهذا القطاع الحيوي الهام في تحقيق التنمية ، تسعى دائما إلى تقديم منتوجات و عروض مختلفة من خلال الترويج للسياحة عبر المحافل الثقافية و الرياضية و كذا السياسية .
و لعل فعاليات ألعاب البحر الأبيض المتوسط التي جرت بولاية وهران كانت فرصة سانحة للترويج للاستثمار في الجزائر ، و مناسبة لإعطاء دفع قوي للوجهة السياحية الجزائرية للتمكن من استقطاب السياح.
فبعد كل منافسة رياضية هو تسويق لتلك المدينة التي تنظم ذلك المحفل الرياضي ، الذي له توابعه و له مكاسبه السياحية و الاقتصادية.
كما أن هذه التظاهرة الرياضية شهدت على هامشها برنامجا ثقافيا تمثل في لقاءات أدبية، وحفلات موسيقية، وعروضا سينمائية، وكذا معارض تشكيلية وتراثية وأثرية للتعريف بالموروث التاريخي للمدينة .
وتشكّل هذه التظاهرات الرياضية و السياسي فرصةً لإنعاش الإقتصاد الوطني و استقطاب الاستثمارات المحلية و الاجنبية .
ألعاب البحر الأبيض المتوسط .. فرصة للتسويق للجزائر سياحيا و خلق ديناميكية اقتصادية
قال الخبير الاقتصادي ، أحمد الحيدوسي ، في تصريح لجريدة المستثمر ، أن الحكومة تعول على تنويع موارد الخزينة العمومية بعيدا عن قطاع المحروقات ، مشيرا أن القطاع السياحي من بين القطاعات المهمة الذي يدر الكثير على الدول ، و أصبح يطلق عليه بالصناعة السياحة لقدرته على تحريك العديد من القطاعات الأخرى المرافقة له .
حيث أكد الخبير الاقتصادي ، أحمد الحيدوسي ، أن التظاهرات الثقافية و الرياضية الكبرى تساهم في الترويج السياحي للدول و أكثر من ذلك ان مثل هذه التظاهرات التي تجمع العديد من دول العالم تسهم في خلق ديناميكية اقتصادية أولا من حيث الانفاق العام الموجه للبنية التحتية فهو استثمار يخلق طلب و يوفر مناصب عمل ، و ثانيا للترويج للوجهة السياحية للبلد .
و في ذات السياق أوضح المتحدث ذاته أن ألعاب البحر للمتوسط التي يشارك فيها أكثر 3300 رياضي من المستوى العالي ، تعتبر شخصيات عامة مؤثرة ، أكيد أنها توثق يومياتها بالصور على وسائل التواصل الاجتماعي لملايين الاشخاص عبر العالم ما يسمح بإبراز المؤهلات السياحية للجزائر و وهران .
بالإضافة للوفود الاعلامية المرافقة أو حتى الحضور المحلي أو الاجنبي فالكثير من الاجانب كانوا في السابق يحملون أفكار خاطئة عن الجزائر و اندهشوا مما شاهدوه في الجزائر و اكيد سينقلون هذه الانطباعات الايجابية .
اطلاق تطبيق إلكتروني للترويج لمدينة ” وهران ” كوجهة سياحية
أطلقت وزارة السياحة والصناعة التقليدية تزامنا مع الألعاب البحر الأبيض المتوسط المقامة بعاصمة الغرب وهران ، تطبيق إلكتروني ” visit oran ” للتعريف بالمقومات السياحية للمدينة الباهية .
ويحتوي هذا التطبيق, المنشور باللغات العربية والفرنسية والانجليزية, على عشرة أبواب على غرار “باب مدينة وهران” و”الفنادق” و”المطاعم” و” مواقع للزيارة” و”الاكتشاف” و”المسارات السياحية” و”الخدمات” للتعريف بالمعالم والمواقع الأثرية والسياحية والثقافية والتاريخية من خلال زيارة افتراضية للمدينة عبر الصور.
تيغرسي : لا يوجد ترويج أحسن من الترويج الرياضي للبلد المحتضن للتظاهرة الرياضية
أكد الخبير الاقتصادي ، الهواري تيغرسي ، في تصريح لجريدة المستثمر ، أن ألعاب البحر الأبيض المتوسط أعطت نظرة جميلة ليس فقط بالنسبة للدول المشاركة و انما جميع دول العالم ، وهذا من أجل تسويق لصورة الجزائر سياحيا و اقتصاديا .
و أضاف الخبير الاقتصادي ، الهواري تيغرسي ، أنه لا يوجد ترويج أحسن من الترويج الرياضي للبلد المحتضن للتظاهرة الرياضية ، عندما نرى 26 دولة حاضرة في هذا العرس الرياضي المتوسطي الذي عرفته الجزائر و سمي من طرف العديد من النخبة الرياضية على أنه مهرجان رياضي نظرا لحفاوة الاستقبال و الامكانيات التي وضعتها الجزائر و حسن التسير و التدبير و كذا نظرا لنوعية الأكل الموجود في الجزائر و الزيارات التي قام بها الوفود في مناطق مختلفة في وهران هذا يمكن من استرجاع الثقة بالنسبة للسائح الجزائري و الأجنبي .
احتفالات ستينية الاستقلال .. رسالة للعالم و مناسبة لاستقطاب الاستثمارات
تعتبر احتفالات الذكرى الستين لاسترجاع السيادة الوطنية ، فرصة لطمأنت الشعب الجزائري و كذا رسالة قوية لأعداء الجزائر ، على أن الجزائر بلد مستقر و له إمكانيات عسكرية تمكنه من حماية شعبه و أراضيه .
و يأتي الاستعراض العسكري بمناسبة عيد الاستقلال ، ترسيخا للتقاليد العسكرية العريقة للجيش الوطني الشعبي ، حيث حضر هذا الاستعراض رؤساء ووفود عدة دول شقيقة وصديقة، لمشاركة الجزائر فرحتها بهذا الحدث المجيد .
و في هذا الصدد قال الخبير الإقتصادي ، الهواري تيغرسي ، أن مثل هذه التظاهرة فرصة للترويج السياحي و كذا استرجاع ثقة المستثمر ، بعدما لاحظنا في المراحل السابقة نظرة الغرب للجزائر كانت جد متشائمة و الاستثمار جد محتشم مشيرا أن التظاهرات السياسية التي ستنعقد في أول نوفمبر للإتحاد العربي سوف تعطي فكر أخر للاستقرار السياسي بالنسبة للجزائر و هذا الامر مهم جدا لأنه سيعطي فكرة انه لا توجد مشاكل في الجزائر ولا توجد أحزاب يمينية أو يسارية بالطريقة المعروفة في الكثير من الدول و كذلك تثبت أنه هناك استقرار اجتماعي بالنسبة لهذه الدولة مما سيعطيها انطلاقة حقيقية للدبلوماسية الاقتصادية .
و أضاف الخبير الاقتصادي ، الهواري تيغرسي ، أن الدبلوماسية الاقتصادية تلعب دورا مهما في هذه المرحلة بعد الترويج الذي كان بامتياز في الجزائر بالنسبة ألعاب البحر الأبيض المتوسط مثل ما قال بعض الخبراء الأمريكيين أنه الجزائر بلد موثوقية و يجب أن نؤكد هذا في كل القرارات لجذب السياح و المستثمرين الأجانب في الجزائر ، و لاستقطاب أيضا الشركات متعددة الجنسيات مثلما كانت في دورة الألعاب البحر الابيض المتوسط ناجحة، أين تم استقطاب الرياضيين ، ويمكن استقطاب كذلك الاقتصاديين و المستثمرين في المراحل القادمة ، ما علينا فقط هو الإصلاح فيما يخص مناخ الاستثمار و أهم القوانين المرتبطة بالاستثمار .
بالنسبة لجلب الاستثمارات ، يوضح الخبير الاقتصادي ، أحمد الحيدوسي ، أن أهم ما يبحث عنه المستثمر هو الاستقرار السياسي و التشريعي و الأمني و الفرص السوقية ، مشيرا ان الدول التي تنظم مثل هذه التظاهرات الرياضية و السياسية و تنجح في تنظيمها تنعم بكل ما يبحث عنه المستثمر ، لذلك ستكون وجهة مفضلة للكثير من رجال الأعمال .
رابط دائم: https://mosta.cc/g2a76