بقلم محمد الصالح براهمي
يتميز نشاط التعدين في الجزائر بالتنوع الكبير، فهناك أكثر من 30 معدن المستخدمة في مختلف الحاجيات البشرية من بينها: الحديد، الملح، الزنك، الرصاص، الباريت، الرخام، التنغستن، الذهب والمعادن الثمينة كالألماس، والأحجار الكريمة والمعادن النادرة.
يتواجد الحديد في كل من منجمي الونزة وبوخضرة، خانقات الموحد، تمزيرت، بني صاف، أما أكبر منجم من حيث الاحتياطي فيوجد في غار جبيلات الذي اكتشف سنة 1957 شرق تندوف ومنجم مشري عبد العزيز (35 مليار طن من الحديد).
كما يوجد في الهقار173.000 طن من الذهب الخام في منجمي تيراك وأمسماسة واللذان ينتجان 18 غ/طن.
وأما معدن الباريت فيحتوي على احتياط يساوي 40.000 طن والذي يستخرج من منجمي عين ميمون بخنشلة وبوقايد بتيسمسيلت.
وأما الرصاص والزنك فهما يستخرجان من مناجم الشمال أهمها منجم سيدي كمبر في سكيكدة وعين بربار قرب عنابة، ومنجم العابد القريب من الحدود المغربية ووادي زندر بتلمسان وكذلك منجم الونشريس جنوب الشلف وجبل قسطر ب العلمة ومنجم خرزة يوسف بسطيف.
البنتونيت يستخرج من منجمي قريبان من مغنية ومستغانم. والجزائر لديها كمية كبيرة من الملح لكثرة البحيرات والشطوط المالحة وقدر بمليار طن.
الفوسفات.. آفاق جديدة لتنويع الإقتصاد الوطني
أما الفوسفات فهو يتركز بمنجمي جبل العنق والكويف وهو يقدر في الأول بمليار طن وسماكة احتياطه ما بين 5 و30 م.
تملك الجزائرأكبر مصنع لإنتاج الفوسفات في إفريقيا، بالشراكة مع جمهورية الصين الشعبية. في محافظة “تبسة” قرب الحدود التونسية. وتبلغ قيمته الاستثمار نحو 6 مليارات دولار وسيمكن من خلق قرابة 3000 وظيفة منها 1500 وظيفة ثابتة، وتهدف الجزائر إلى جلب ملياري دولار سنوياً من تصدير قرابة 10 ملايين طن سنوياً من الفوسفات من هذا المصنع الواقع فوق “منجم عقلة أحمد”.
وكانت الجزائر قد قررت تحويل بوصلة استغلال الثروات الباطنية نحو الفوسفات، كبديل مكمل للذهب الأسود الذي تراجعت مداخيل البلاد من بيعه بنحو الثلثين منذ تهاوي أسعاره في السوق الدولي. وبحسب التصنيف العالمي للدول المنتجة للفوسفات، فإن الجزائر تحتل المركز السادس عالمياً، وتملك احتياطيات تقدر بنحو ملياري طن، لكنها لم تستغل بشكل كبير تجارياً.
وتراهن الحكومة الجزائرية على تحويل الفوسفات إلى ثاني مصدر للإيرادات المالية بعد الغاز والنفط.
هذا المشروع سيقفز بالجزائر إلى مصاف الدول الكبرى في إنتاج الفوسفات، ويساهم في تقليص التبعية للبترول.
مناجم للفوسفات غرب البلاد التي تم اكتشافها، بحجم استثمارات يفوق ثلاثة مليارات دولار، ما سيرفع صادرات البلاد من الأسمدة
مشروع استغلال الحقل المنجمي بلاد الحدبة.. قفزة نوعية في مجال الفوسفات بالجزائر
موقع الحقل
يقع الحقل المنجمي، بلاد الحدبة، على مسافة 120 كيلومتر جنوب ولاية تبسة، وهو أحد أكبر الحقول في إفريقيا، ولا يبعد عن منجم جبل العنق، إلا بـ20 كيلومترا شرقا، والذي ينتج حاليا نحو مليون طن سنويا، وسيمتد المشروع إلى 4 ملاحق، عبر لعوينات، وادي الكبريت، قالمة، وعنابة، وهذا ما سيمكنه من رفع قدرته الإنتاجية إلى 10 ملايين طن سنويا.
قيمة الاستثمار
تبلغ قيمته الاستثمار نحو 6 مليارات دولار وسيمكن من خلق قرابة 3000 وظيفة منها 1500 وظيفة ثابتة، وتهدف الجزائر إلى جلب ملياري دولار سنوياً من تصدير قرابة 10 ملايين طن سنوياً من الفوسفات من هذا المصنع الواقع فوق منجم عقلة أحمد.
أرباح المشروع
أكدت الدرسات أن المشروع، سيحقق أرباحا تتراوح ما بين 1.5 و2 مليار دولار، وسيسمح من تسويق الفوسفات محليا وأيضا إلى الأسواق العالمية، من خلال استخراج نحو 1,5 مليون طن سنويا من حمض الفوسفور، ومثله تقريبا من مادة الأمونياك، و4 ملايين طن سنويا من الأسمدة الفوسفاتية والأزوتية، وهو ما سيغلق الباب أولا في وجه المستوردين لمادة تملك الجزائر احتياطيا يبقى لعقود من الأزمان، قدرها الخبراء بملايير الأطنان. وحسب مختصين، فإن توفر هذه المادة في السوق المحلي، سترفع من مؤشر الإنتاج الفلاحي، وتوفر آلاف مناصب الشغل.
تاريخ المشروع
ويعود المشروع إلى سنة 2018، حين يتم عقد شراكة جزائرية صينيةللإشراف على الانطلاقة الفعلية، لمشروع استغلال وإنتاج مادة الفوسفات، بالمنطقة الحدودية، بلاد الحدبة، شرق بئر العاتر، بجنوب ولاية تبسة، وقد خصص لهذا المشروع الضخم أكثر من 6 ملايير دولار.
وكانت التقديرات حينها بأن المشروع سيمكن من إنتاج 10ملايين طنا سنويا، مما سيسمح بتحقيق الاكتفاء الذاتي في الأسمدة الزراعية، والتحاق الجزائر بقائمة أكبر الدول المنتجة للفوسفات عالميا.
كما أن هذا المشروع الضخم، قدّر بأنه سيحقق أرباحا تتراوح ما بين 1.5 و2 مليار دولار، وسيسمح من تسويق الفوسفات محليا وأيضا إلى الأسواق العالمية، من خلال استخراج نحو 1,5مليون طن سنويا من حمض الفوسفور، ومثله تقريبا من مادة الأمونياك، و4 ملايين طن سنويا من الأسمدة الفوسفاتية والأزوتية، وهو ما سيغلق الباب أولا في وجه المستوردين لمادة تملك الجزائر احتياطيا يبقى لعقود من الأزمان، قدرها الخبراء بملايير الأطنان.
كما سيشغل أكثر من 4 آلاف منصب شغل، ما سيقلل من الحركات الاحتجاجية خاصة بالمناطق الحدودية، التي يشتكي شبابها من البطالة.
وقدّر كذلك أن ولاية عنابة المجاورة لتبسة، ستستفيد هي كذلك من نسبة 5 بالمائة من الأرباح مقابل شحن المادة من الميناء.
ولكن رغم الأرقام الواعدة جدا، إلا أن المشروع لم يرى النور، وتعطّلت الإنطلاقة الفعلية له إسنوات عديدة، إلا أن تم إحياؤه مؤخرا.
عودة مشروع الفوسفات للواجهة

بتاريخ 9 أوت 2021، أعلنت وزارة الطاقة والمناجم الجزائرية توقيع عقد لتنفيذ مشروع لتحويل الفوسفات شرقي البلاد، بتكلفة 396 مليون دولار.
وأشار بيان الوزارة الوصية حينها إلى أن المشروع (المصنع) سيجري تنفيذه في منطقة بئر العاتر بولاية تبسة الحدودية مع تونس شرقي البلاد، ويتمثل في التحويل الكيميائي للفوسفات.
وسينتج المصنع عند استلامه أحادي وثنائي كالسيوم الفوسفات، الذي يعتبر من العناصر الأساسية لأعلاف المواشي والدواجن، إضافة إلى سماد زراعي، وحمض الفوسفور وحمض الكبريت اللذين يدخلان في إنتاج أسمدة كيماوية.
ووفق البيان، سيتم تنفيذ المشروع من طرف مجمعين حكوميين هما، مناجم الجزائر وشركة “أسميدال” لإنتاج الأسمدة، فرع “سوناطراك” الحكومية للمحروقات.
وحسب البيان تبلغ التكلفة الإجمالية لهذا الاستثمار 396 مليون دولار، وتتوقع الحكومة مبيعات سنوية عند استلامه بـ 173 مليون دولار.
وقالت الوزارة إن المشروع سيوفر 700 وظيفة خلال مرحلة الإنجاز، و300 وظيفة عمل مباشرة في مرحلة الاستغلال.
ويتواجد احتياطي من مادة الفوسفات بمنطقة بئر العاتر بولاية تبسة الحدودية مع تونس يقدر بـ 2 مليار طن، وفق بيان وزارة الطاقة الجزائرية.
ويتاريخ 22 مارس 2022، أعلنت سوناطراك أن الجزائر والصين وقعتا اتفاقا لاستثمار 7 مليارات دولار لإنتاج 5.4 مليون طن من المخصبات الزراعية سنويا بمنطقة تبسة شرق البلاد.
ووفق بيان لمجمع أسميدال، التابع لمجمع سوناطراك، فقد تم التوقيع على اتفاقية لإنشاء شركة ذات أسهم خاضعة للقانون الجزائري، بهدف “الشروع في الأنشطة الأولية المتعلقة بتطوير مشروع الفوسفات المدمج”.
وأطلق على الشركة التي سيكون للجزائر فيها نسبة 56 بالمائة من رأس مال، مقابل 44 بالمئة للشركات الصينية، تسمية “الشركة الجزائرية الصينية للأسمدة ACFC”.
وأكد البيان أن مشروع الفوسفات، الذي يمثل استثمارا يقدر بحوالي 7 مليارات دولار، “يعتبر أول مشروع مدمج في الجزائر في مجال الاستغلال المنجمي وإنتاج الأسمدة”.
وسيشمل المشروع “تطوير واستغلال منجم الفوسفات في بلاد الحدبة بمنطقة جبل العنق بولاية تبسة، والتحويل الكيميائي للفوسفات بوادي الكبريت بولاية سوق أهراس، وصناعة الأسمدة بحجر السود بولاية سكيكدة، إلى جانب المنشآت المينائية المخصصة المتواجدة بميناء عنابة”.
وتستهدف الشركة “إنتاج 5.4 مليون طن من الأسمدة سنويا”، فيما سيوفر المشروع “نحو 12 ألف منصب شغل خلال مرحلة الإنجاز، و حوالي 000 6 منصب عمل مباشر و000 24 منصب شغل غير مباشر في مرحلة الاستغلال”.
حكار: مشروع الفوسفات المدمج سيجعل الجزائر من بين أهم الدول المصدرة للأسمدة

وعلى هامش التوقيع، أكد المدير العام لمجمع سوناطراك، توفيق حكار أن مشروع الفوسفات المدمج سيجعل من الجزائر إحدى الدول الرئيسية المصدرة للأسمدة.
وفي كلمة القاها بمناسبة مراسم توقيع اتفاقية لإنشاء شركة ذات أسهم، جزائرية صينية ، خاضعة للقانون الجزائري، بغية الشروع في أنشطة تطوير مشروع الفوسفات المدمج ،قال السيد حكار ان ” هذا المشروع سيسمح للجزائر بأن تكون احدى الدول الرئيسية في العالم في تصدير الأسمدة. حاليا الجزائر تنتج ما يقرب من 3 مليون طن من اليوريا. و بهذا المشروع ستنتج الجزائر أكثر من 6 ملايين طن من المنتجات الفوسفاتية سنويا”.
وأضاف بأن هذا المشروع، الذي يجمع المجمعين الجزائريين، أسمدال، (شركة فرعية لسوناطراك) والمجمع الصناعي مناجم الجزائر من جهة، والشركتين الصينيتين ووهان للهندسة WUHUAN و يونان تيان ان TIAN’AN من جهة أخرى، “مهم جدا ” من حيث الاستثمار الذي يصل إلى 7 مليار دولار و سيشمل أربع(4) ولايات في شرق الجزائر.
إلى جانب ذلك، يقول السيد حكار، فان هذا المشروع ، يشمل ايضا مشاريع البنية التحتية ذات الصلة اللازمة لمواكبة مشروع الفوسفات المدمج، و التي تقدر قيمتها بـ 5 الى 6 مليار دولار.
كما أوضح ان “المشروع سيحشد الكثير من الموارد المالية و البشرية و التقنية وسيكون له آثار اجتماعية و اقتصادية بالخصوص في شرق البلاد، باعتباره يمس اربع ولايات، و بطريقة غير مباشرة سبع ولايات”.
واعتبر ان الاتفاقية الموقعة تمثل ” مرحلة اولى قبل قدر كبير من العمل لاطلاق الاشغال”.
من جانبه، قال الرئيس المدير العام لمجمع أسميدال، محمد الطاهر هواين، إن “الشركتين الصينيتين لديهما خبرة كبيرة في مجال التكنولوجيا وإنتاج الأسمدة والاستغلال المنجمي و الفوسفات”.
وأوضح أن الشركة الجزائرية الصينية للأسمدة ستجري في البداية جميع الدراسات الاقتصادية والتقنية. بعد ذلك سيتم توجيه جزء من الإنتاج نحو السوق المحلية وجزء كبير نحو التصدير مما “سيجعل الجزائر أحد اهم المنتجين والمصدرين للأسمدة الفوسفاتية على المستوى الدولي”.
كما أكد السيد هواين أن “هذا المشروع سيستخدم أحدث التقنيات لإنتاج كبير من المكونات الايكولوجية بتكلفة أقل من خلال استعادة جميع التصريفات لصالح قطاعات أخرى مثل الأشغال العمومية والبناء والطاقات المتجددة”.
رابط دائم: https://mosta.cc/kzatf