تعتبر العملة المشفرة أو ما يسمى “البيتكوين” أو “إيثريوم” أو”مونيرو”. عملات يمكن تحميلها عبر الهاتف الذكي وشراء الكثير من السلع بها عبر شبكة الإنترنت. وقد تزايد الحديث في الأعوام الأخيرة عن العملات المشفرة، ومرت أعوام منذ ادعاء مؤيديها أنها ستحدث ثورة إقتصادية ومالية، ويوجد اليوم في العالم حوالي ما يقرب 4100 عملة رقمية , فما هي العملات الرقمية وهل تعتبر سوق حقيقية فعلا أم أنها مجرد فقاعة قابلة للانفجار في أي لحظة ؟
البتكوين……. العملة المشفرة الأبرز في العالم ” صراع من أجل البقاء ”
في تقرير نشرته مجلة “فوربس” الأمريكية، يقول الكاتب ألبرتو أوسيني أن العملة المشفرة ليست أكثر من عملة رقمية قائمة على تقنية “البلوك تشاين” وهي سلسلة من الكتل التي تسمح بتشفير المعاملات، مما يجعلها أكثر أمانا وتنظيمًا، وما يميز هذه العملات أنها لا تخضع للأنظمة المالية والمصرفية التقليدي. وهي بالتأكيد مختلفة عن العملات العادية، ومع ذلك تظل أصولا يمكن شراؤها وإعادة بيعها؛ وفي حالة العملات الافتراضية الأكثر شيوعا, يمكنك استخدامها لإجراء المعاملات تماما مثل النقد الحقيقي.
هذا وقد أطلقت العملة المشفرة الأولى والأكثر شهرة ,”بتكوين” في سنة 2009 والتي صممها ساتوشي ناكاموتو، وهو شخصية لا يعرف أحد عنها شيئًا. ويقول البعض إن “ناكاموتو” في حقيقة الأمر هم مجموعة من الأشخاص استخدموا اسمًا مستعارًا لإخفاء هويتهم، وأن أهم الأسباب الرئيسية في إنشاء البتكوين هو توفيرها لطرق دفع بديلة، وتحرير النظام المالي العالمي.. وتتوفر اليوم في الأسواق الالاف من العملات المشفرة الأخرى. من المترفعة الثمن التي تصل قيمتها الى عشرات الاف الدولارات وأخرى ذات قيمة متدنية.
هذا وقد فتح هذا المجال الآفاق لمجموعة من المستثمرين والمضاربين الجدد، الذين أغرتهم إمكانات العملات المشفرة من حيث الأرباح، والذين اشتروا القليل من عملات البتكوين مقابل بضعة دولارات في وقت مبكر، وانتهى بهم الأمر بإنشاء ثروة صغيرة، في وقت قصير.
الشركات والمواقع العالمية التي تقبل الدفع بالبيتكوين
يزداد الدفع الرقمي اليوم مقابل الخدمات والمنتجات المادية، يتزايد بشكل ملحوظ، رغم التقلبات الحادة التي يعرفها، كما أن هذه التقلبات تعني انخفاضات قوية لقيمة العملة، ما يعني تحقيق مكاسب كبيرة في مرحلة ما
ونستعرض فيما يلي أهم الشركات التي تقبل البيتكوين في نطاق أعمالها، أو إحدى وحداتها التابعة أو منطقة جغرافية ما، وفقا لموقع “ياهو فايننس” وموقع “بيتكوين 99” ووكالة “يورونيوز” والتي تتمثل في . ” مايكروسوفت، ستاربكس، تيسلا , فيزا , باي بال , بيتزا هوت , كينتاكي , تويتش , صب واي , برغر كينغ , وويكيبيديا . أمازون. فيزا.
اضطرابات بسوق العملات المشفرة اليوم.. و البيتكوين تفقد نصف قيمتها والمستثمرون متخوفون
خسرت عملة البيتكوين خلال العام الجاري أكثرمن نصف قيمتها، وهوت إلى ما دون 18 ألف دولار، وهو أدنى مستوى على مدى 18 شهرا, وسجلت أكبر ثمانية عملات رقمية خسائر كبيرة تصل إلى 1,6 تريليون دولار, وسط اضطرابات شديدة في أسواق هذه العملات , وهذا ما دفع بتناقص الكثير من المستثمرين في هذه العملات خوفا منهم بالمخاطرة بثرواتهم سواء كانت صغيرة أو كبيرة , وتعد هذه الموجة من الخسائر الكبرى الأطول من نوعها على الإطلاق, بسبب أزمة كوفيد العالمية الأخيرة, ارتفاع التضخم العالمي, والحرب الأوكرانية الروسية , التي عصفت بالعملات الرقمية في الآونة الأخيرة والتي هوت في مطلع الأسبوع الماضي إلى 800 مليار دولار، مقارنة مع 3.2 تريليونات دولار في منتصف نوفمبر من العام الماضي. ويرى المتشككون الأكثر تطرفا في العملات المشفرة إن “البيتكوين” سينخفض إلى ما يصل إلى 10,000 دولار خلال بقية عام 2022
عبد الرحمن هادف…. التعاملات الرقمية في الجزائر بحاجة الى تأطير ومرافقة من أجل حماية المواطن من التلاعبات
قال المستشار في التنمية الاقتصادية والرئيس السابق لغرفة التجارة والصناعة لولاية المدية ,في تصريحات لجريدة المستثمر, أن العالم اليوم يعرف ثورة حقيقية في المجال الإلكتروني , وفي ضل الانتعاش الذي تعرفه التعاملات الرقمية اليوم , وظهور ما يسمى بالتجارة الالكترونية والدفع الالكتروني , ولهذا قامت السلطات العمومية باتخاذ اتخذت إجراءات استباقية بمنع التعامل بهذا النوع من العملات المشفرة من خلال قانون المالية 2018 , المادة 117 الذي دخل حيز التطبيق, والذي يمنع شراء العملة الافتراضية وبيعها وحيازتها , موضحة أن العملة الافتراضية “هي تلك التي يستعملها مستخدمو الأنترنيت عبر الشبكة العنكبوتية، والتي تتميز بغياب الدعامة المادية كالقطع والأوراق النقدية، وعمليات الدفع بالصك أو بالبطاقة البنكية . فإن مخالفي هذا الأمر يعاقبون وفق القوانين السارية المفعول حسبما أفادت به الجريدة الرسمية. وتتميز عملة “بتكوين” بسهولة استخدامها وبعدم الحاجة إلى وسيط، كما أنها لا تستند إلى أي من البنوك المركزية، وهي تتداول فقط عبر الإنترنت دون وجود فيزيائي لها، كما يمكن استخدامها في الشراء الإلكتروني. والتي ، تسارعت التحذيرات من التعامل بها سواء على مستوى المؤسسات المادية, أو المعنوية , حتى وضع اطر قانونية , من أجل حماية الأشخاص والمواطنين من التلاعبات والتحايلات التي تحدث يوميا خلف الشاشات الرقمية المختلفة , كما يعمل البنك المركزي الجزائري من خلال ورشة مفتوحة على إصدار عملة مركزية و العمل على تأطير صناعة الدفع الرقمي التي تحتاج الى تأطير محكم
ومن جانبنا، يقول الخبير الاقتصادي، نطالب منظمة هيئة حماية المستهلك , ومنظمات المجتمع المدني , بالقيام بحملات توعية لفائدة المواطنين من خطر هذا النوع من التعاملات الرقمية , وكذا العمل بصفة شمولية على احتواء ما يسمى “الفجوة الرقمية” والتي بات من الضروري إدراجها وفق الإستراتيجية الوطنية للتحول الرقمي و التي تعمل السلطات العمومية على تجسيدها على أرض الواقع , من خلال التوعية, العمل الجواري ,وكذا وضع محتوى رقمي جزائري يراعي خصوصية المواطن الجزائري , من أجل حمايته خاصة الذي يجهل خبايا هذا العالم من عمليات الاحتيال والتلاعبات من جهات مجهولة .
رابط دائم: https://mosta.cc/1ee52