بقلم: خديجة قدوار
ما تزال الجزائر تحاول جاهدة التنويع في مصادر دخلها بعيدا عن الريع البترولي، وذلك بالإعتماد على قدراتها الصناعية والفلاحية والخدماتية وحتى السياحية، هذه الأخيرة التي يعتبر مختصون في المجال أنها رافد مهم في الاقتصاد الوطني، ويؤكد خبراء لجريدة “المستثمر ” أن الجزائر قطب سياحي بإمتياز وأنه لابد من ترقية الاستثمارات في مجال السياحة.
الخبير الاقتصادي هارون عمر لـ”المستثمر “:
الجزائر قطب سياحي بإمتياز والجزائريون يرغبون في إكتشاف بلادهم
أكد الخبير الاقتصادي هارون عمر، أن الجزائر قطب سياحي بإمتياز وأن السياحة الداخلية رافد مهم ، مشيرا إلى وجود رغبة من الجزائريين في إكتشاف بلادهم واكتشاف السياحة الداخلية، ويرى أنه لابد من مشروع وطني من خلال وزارة السياحة لرفع الثقافة السياحة لدى الجزائريين.
وأفاد الخبير الاقتصادي في تصريح خص به جريدة “المستثمر ” أن “يعلم الجميع أن الجزائر قطب سياحي بإمتياز سواء تعلق الأمر بالسياحة الشاطئية أو السياحة الصحراوية أو السياحة الحموية أو حتى الدينية، والمشكل الأساسي في السياحة بالجزائر أو عدم توفر المرافق اللازمة لإستقبال الحجم الهائل من المصطافين وخاصة ما تعلق الأمر بالسياحة الصيفية، وعدد سكان الجزائر 45 مليون جزائري وإذا أراد الثلث منه فقط أي 15 مليون جزائري أن يقوم بعملية السياحة فسنجد أنفسنا أمام حجم مهول من السياح .. وإذا أردنا تعريف السياحة بالنسبة للمنظمة العالمية للسياحة والتي تعتبر أن أي إنتقال بين نقطتين بمسافة 80 كم فيعتبر سائحا ومنه فإن حجم التنقلات داخل الجزائر من الجزائريين كبير جدا “.
وتابع المتحدث ” نفترض خروج 2 أو 3 مليون جزائري خارج الجزائر أو نفترض خروج 5 ملايين من الجزائر فهذا يعني أن السياحة الداخلية تستقبل حوالي 10 ملايين سائح فصليا – السياحة في الصيف-“، واستطرد قائلا ” لا يمكن أن نقول أن السياحة الداخلية فاشلة ولا يمكن أن نقول أننا نملك سياحة لكن الحقيقة أن المنتوج السياحي ضعيف مقارنة بمتطلبات الجزائريين خاصة أن هناك دائما مقارنة في الجزائر بين المنتوج السياحي الموجود في الجزائر وبين نظيره الموجود في دول العالم بحيث أن نقص عدد الاستثمارات في هذا المجال حولنا إلى دولة المنتوج السياحي بها منخفض الجودة ومرتفع التكلفة مقارنة بدول أخرى على غرار الجارة تونس”.
السياحة الداخلية رافد مهم
وأردف الخبير الإقتصادي” تبقى السياحة الداخلية رافد مهم.. والعديد من الجزائريين يستغلون هذا النوع من السياحة بل أن الجزائري الآن يمارس مزيجا من السياحة الداخلية والسياحة الخارجية .. أغلب الجزائريين حتى وإن قضوا عطلة قصيرة خارج الجزائر ربما لات تتعدى الأسبوع ربما 10 أيام فإنهم يواصلون بسياحة داخلية ومنه فأغلبية الذين يقومون بالسياحة الخارجية يقومون بالسياحة الداخلية في نفس الوقت لأنهم بمرد عودتهم إلى بيوتهم لن يمكثوا في بيوتهم دون الخروج إلى الخارج”.
لابد من ترقية الاستثمارات
ويرى المتحدث ذاته أنه “لابد من ترقية الاستثمارات في مجال السياحة، وأظن أن هذا الأمر سيكون من خلال قانون الاستثمار الذي تمت المصادقة عليه منذ أيام فقط والذي سيكون رافد مهم من روافد تطوير الاستثمار السياحي، خاصة في إطار إعادة النظر في كيفية منح العقار الاقتصادي من بينها العقار السياحي بحيث أن رئيس الجمهورية نظم هذه العملية من خلال الآلية أو من خلال الوكالة الوطنية التي تنزع المشاكل التي كانت موجودة في العقار السياحي والتي كانت من أهم الشاكل التي جعلت الاستثمار متوقف منذ 2018 و2019 إلى الآن “.
رغبة في إكتشاف السياحة الداخلية
وأوضح هارون عمر” هناك رغبة من الجزائريين في إكتشاف بلادهم واكتشاف السياحة الداخلية .. لذا لابد من وجود مشروع وطني من خلال وزارة السياحة لرفع الثقافة السياحة لدى الجزائريين وهناك نتكلم خاصة عن الوكالات السياحية التي كانت سابقا تعتمد على مداخيل الحج والعمرة في تطوير مداخيلها ولكن مع تراجع هذا المورد أظن أن السياحة الفصلية والسياحة بمختلف أنواعها هي الرافد الأساسي” .
توفير تموين خاص بالولايات الساحلية
من جهة أخرى قال الخبير أنه يمكن الحديث عن تموين الولايات الساحلية بمختلف المواد الغذائية خاصة أننا في الجزائر نركز على -سياحة المنازل- بحيث أن المواطنين الذين يقيمون على مستوى الشواطئ يقومون بكراء منازلهم لمختلف الوافدين من الولايات الداخلية ، وهذا النوع من السياحة يتطلب توفير تموين خاص للولايات حيث يسمح بتوفر المواد الغذائية والسلع خلال المرحلة التي يكون فيها عدد المصطافين مرتفع بالولايات الساحلية ، ومن غير المعقول يبقى نفس التمويل للولايات ما عدى توافد مليون أو مليوني زائر إضافي في اليوم وهذا رقم مهول جدا يجب أن نعيد النظر في هذه النقطة خاصة بالنسبة للموردين “.
مدير التهيئة السياحية بوزارة السياحة، ترغيني:
مؤهلات طبيعية وسياحية.. وقطاع السياحة من بين الأولويات
من جانبه أكد ،عبد الحميد ترغيني، مدير التهيئة السياحية والمحافظة على العقار السياحي بوزارة السياحة والصناعة التقليدية ، أنه يتم العمل على الانتقال بقطاع السياحة إلى بر الأمان، مؤكدا على أهمية خلق الظروف الملائمة للنهوض بالقطاع، مشيرا إلى أنه يجب أن تكون هناك مناخ استثماري ملائم لبناء المؤسسات الفندقية وكل المشاريع والمرافق السياحية الضرورية للوطن.
وقال ترغيني خلال فعاليات اليوم المفتوح الذي نظمه التلفزيون العمومي حول قطاع السياحة والصناعة التقليدية بالقول “الجزائر منذ الاستقلال عملت على بناء وجهة سياحية التي كانت في السبعينات، وكانت الجزائر مقصد سياحي عالمي خاصة في البحر الأبيض المتوسط، وهذه الوجهة السياحية كانت مرغوبة كثيرا خاصة من البلدان الأوروبية.. ونحن حاليا نعمل على بناء مقصد سياحي للوجهة الجزائرية أو بالأحرى لاسترجاع هذا المقصد الذي كان في السبعينات “، وتابع ” لبلوغ هذا الهدف يجب أن تكون هناك ظروف ملائمة أولا نذكر أن هناك طبيعة هائلة وخزان كبير من المؤهلات الطبيعية السياحية.. ويجب علينا أن نثمنها وأن نجعل منها منتوج سياحي”.
واستطرد المتحدث “شريط ساحلي .. صحراء شاسعة الكثير من المقومات الطبيعية السياحية التي يمكنها أن تصبح منتوجا سياحيا بإمتياز”، وأضاف ” العنصر الثاني وهو ما يصنعه الانسان يجب أن نثمن هذه القدرات وأن نبني قاعدة أساسية في الاستثمار وفي البنية التحتية .. نحتاج أن تكون بنية تحتية لكل القطر الوطني الذي يعتبر قارة بأكملها والعنصر الثالث والأساسي يقتضي أن تكون هناك نظرة استشرافية أو استراتيجية أو خطة عملياتية للنهوض بهذا لقطاع”، وقال” في هذا المجال نشكر رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، عن طريق تعليماته وتوجيهاته وضع قطاع السياحة من بين الأولويات التي يجب أن ننجزها في الأعوام القادمة وتوجيهاته، سمحت لنا بوضع مخطط حكومة نسعى من خلاله إلى إنجاز العمليات التي من شأنها أن تنهض بهذا القطاع وتأخذ به إلى بر الأمان”.
يجب أن يكون هناك مناخ استثماري ملائم
وتابع مدير التهيئة السياحية ” من بين العمليات الكبرى أو المؤشرات الكبرى أننا في قطاع السياحة نريد أن نثمن ما هو موجود كما تعلمون أن هناك حافظة للمؤسسات السياحية موجودة حاليا يجب تعزيزها وأن نثمن ما هو موجود وأن نرفع من جودته والخدمات الموجودة حاليا.. كذلك يجب أن تكون هناك مناخ استثماري ملائم لبناء المؤسسات الفندقية وكل المشاريع والمرافق السياحية الضرورية للوطن، وهذا الأمر هو في استمرار وفي تحسن سنة بعد سنة”، مشيرا إلى أهمية الترويج للوجهة الجزائرية وتثمينها، وقال ” هذا عمل كبير في الداخل وفي الخارج يتطلب مجهود كبير وتجانس كل الفاعلين والمستثمرين، وكذلك الوكالات السياحية لها دور في هذا المجال .. يجب أن تكون هناك شراكة فعلية بين كل القطاعات لأن قطاع السياحة وحده لا يمكنه بناء هذه الوجهة ويتطلب مشاركة ومواكبة هذه الديناميكية من طرف كل القطاعات حتى يكون هناك تنمية مستدامة لكل القطر الوطني وتنمية متوازنة لكل شبر من هذا الوطن”.
نثمن كل القدرات والمؤهلات السياحية
وأفاد عبد الحميد ترغيني” نثمن كل القدرات والمؤهلات السياحية كالشريط الساحلي ولدينا 280 منبع حموي ومناطق سياحية مصنفة لإحتضان المشاريع السياحية بعدد 249 منطقة سياحية مصنفة في القطر الوطني .. كل هذه المؤهلات أو المكونات يجب أن نجعلها في رؤية استشرافية وخطة مؤكدة كي نصل إلى الهدف المبتغى “.
مدير الاستثمار السياحي بوزارة السياحة..غربي: الدولة تولي أهمية كبيرة لقطاع السياحة
وبدوره ،أمين غربي، مدير الاستثمار السياحي بوزارة السياحة والصناعة التقليدية أن الاستراتيجية التي تم اعتمادها من طرف السلطات العليا للبلاد أتت بأكلها، مشيرا أن الدولة وضعت قطاع السياحة والصناعات التقليدية من بين الأولويات في قانون الاستثمار الجديد.
وقال غربي خلال فعاليات اليوم المفتوح الذي نظمه التلفزيون العمومي حول قطاع السياحة والصناعة التقليدية أن “اليوم إذا تكلمنا عن الاستراتيجية المنتهجة من طرف السلطات العليا في البلاد وعلى رأسها رئيس الجمهورية للنهوض بالقطاع .. الأرقام تبين الاستراتيجية التي تمت اعتمادها من طرف السلطات العليا للبلاد والتي أتت بأكلها”، وتابع” مثلما قلت أن الدولة اليوم وضعت قطاع السياحة والصناعات التقليدية من بين الأولويات في قانون الاستثمار الجديد والنية لتطوير الاقتصاد في الجزائر كانت من خلال سن قانون استثمار جديد والذي سيكون استراتيجية في مجال التنمية الاقتصادية.. المخطط الوطني للتهيئة السياحية أو استراتيجية القطاع في تنمية قطاع السياحة، يعني كل هذه الأمور اليوم ساهمت في تطوير قطاع السياحة من حيث المنشآت السياحية”.
تزايد عدد المؤسسات الفندقية بالجزائر
وأضاف المتحدث” الدولة من خلال القوانين التي سنتها قامت بوضع تحفيزات وإمتيازات وإعفاءات جبائية وشبه جبائية لتطوير الاستثمار .. بلغة الأرقام من 2011 كنا نعتمد حولي 100 مشروع في السنة .. في 2019 حتى 2021 أصبحنا نعتمد على أكثر من 400 مشروع في السنة “، مشيرا إلى تزايد عدد المؤسسات الفندقية بالجزائر والتي دخلت حيز الاستغلال خلال السنوات الأخيرة، وبالتالي تم تحقيق 50 بالمئة خلال ثلاثة سنوات ما لم يتحقق خلال سبعة سنوات من قبل – يقول المتحدث-“.
منذ سبتمبر الماضي.. استقبال 89 مؤسسة فندقية
وأضاف مدير الاستثمار السياحي” استراتيجية القطاع التي تلخصت ضمن مخطط عمل الحكومة الذي تمت المصادقة سبتمبر الماضي .. من سبتمبر الماضي إلى غاية الآن استقبلنا 89 مؤسسة فندقية بطاقة استيعاب تقريبا 10 آلاف .. وبما أننا تكلمنا عن فصل الصيف من بين 89 مؤسسة فندقية لدينا 57 مؤسسة فندقية ساحلية بطاقة استيعاب أكثر من 6 آلاف سرير .. في الماضي كنا نستقبل 50 مؤسسة فندقية”، وأردف “وفي هذه السنة وبتوجيهات من رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون وفي السداسي الأول فقط استقبلنا 53 مؤسسة فندقية .. الدولة الجزائرية وعلى رأسها رئيس الجمهورية الذي أولى أهمية كبيرة للقطاع الاقتصادي وبالخصوص قطاع السياحة هذا ما أدى اليوم إلى أن الست الأشهر الأولى من سنة 2022 تم استغلال ما كان يستغله في ظرف سنة كاملة”.
وأضاف المتحدث “أكثر من 800 مشروع اقتصادي ستدخل حيز الاستغلال و46 مشروع سياحي دخل حيز الاستغلال بهم أكثر من 5 آلاف سرير وأكثر من 2500 منصب شغل .. الحمد الله اليوم من المؤشرات والنتائج المسجلة في قطاع السياحة جد إيجابية وهذا كله لم يأت من العدم بل جاء بتوجيهات السلطة العليا للبلاد وعمل جميع الإدارات”.
رابط دائم: https://mosta.cc/1cni6