بقلم: ندى عبروس
نظمت المدرسة العليا للفلاحة ، اليوم الأربعاء ، يوما دراسي علمي و تقني حول أفاق تنمية الزراعة الدقيقة في الجزائر ، و هذا في إطار مشروع لإنشاء و تحضير عروض تكوينية جديدة في مجال الزراعة الدقيقة .
بحيث يندرج موضوع هذا اليوم الدراسي ضمن التحديات التي يفرضها الأمن الغذائي و ما يستوجب على الفلاحة الجزائرية لتحسين أدائها للوصول إلى نمو إقتصادي بيئي و إجتماعي في آن واحد ، و كذا المساهمة الفعالة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة .
و يعد هذا الحدث العلمي و التقني فرصة لعرض مدى تقدم هذا المشروع ، و تكثيف التبادلات مع الشركاء الاقتصاديين و الاجتماعيين للمدرسة الوطنية العليا للفلاحة ، و نشر الوعي بين أصحاب المصلحة بشأن تحديات و آفاق تطوير الزراعة الدقيقة في الجزائر.
كما أنه تم على هامش هذا الحدث ، توقيع اتفاقية شراكة بين المدرسة الوطنية العليا للفلاحة و فرع للشركة الوطنية لإنتاج بذور الحبوب ” SAPSEC ”
و الهدف من هذه الإتفاقية هو الوصول إلى مجال التعاون و تكوين الطلبة لأخذ خبرة أكثر في الميدان .
استخدام الذكاء الصناعي في الزراعة الدقيقة لتحقيق إنتاجية عالية
كشف منسق مشروعPASENSO-CUPAGIS بالمدرسة الوطنية العليا للفلاحة
الدكتور عبد القادر لعريبي ، لجريدة المستثمر ، أن المدرسة هي عضو في هذا المشروع بحيث يهدف هذا الأخير إلى إضافة تكوين جديد السنة المقبلة في المدرسة ، و يخص هذا في إختصاص جديد في الزراعة الدقيقة .
وأضاف الدكتور عبد القادر لعريبي أن الزراعة الدقيقة ، تعني إستخدام التكنولوجيات الحديثة في الزراعة مثل الأقمار الصناعية و الذكاء الإصناعي و الهدف من ذلك تحقيق الإكتفاء الذاتي ، و للوصول إلى هذا الهدف يجب أن يكون للطلبة المستوى المطلوب من ناحية العلمية و من الناحية التقنية و كذا من الناحية الحقلية .
و تقريبا كل الجامعات في الدول المتقدمة أدخلت تقنية جديدة في التكوين بمجال الزراعة ، و هي تقنية الذكاء الإصناعي ، بغرض تحقيق إنتاجية عالية من الحبوب .
خاصة أن مادة الحبوب تعد محصول إستراتيجي للجزائر ، و بالتالي الذكاء الإصطناعي له دور كبير في تنمية الزراعة و المحافظة على البيئة و له عدة أهداف من بينها هدف إقتصادي و بيئي و كذا زراعي، تمكن هذه الأهداف من إستدامة الإنتاج و كذا الزراعة .
و أشار المتحدث ذاته إلى أن دمج التكنولوجيات في الزراعة ستساعد الفلاحين ، هذه الدراسات و البحوث لابد من أن التقرب من الفلاحين و لا يمكن أن يكون ذلك إلا من خلال حملات تحسيسية، كون المرحلة التحسيسية للفلاحين هي مرحلة مهمة لغرض الوصول للأهداف .
دمج التقنيات الحديثة في الفلاحة لرفع الأنظمة الإنتاجية في الجزائر
أكد أستاذ بالمدرسة الوطنية العليا للفلاحة ، الدكتور كريم العباسي ، في تصريح لجريدة المستثمر ، أن إدماج الزراعة الدقيقة في الجزائر هي حل من الحلول التي يمكن عن طريقها الرفع من الإنتاج و كذا أنظمة الإنتاجية في الجزائر .
و عند الحديث الزراعة الدقيقة لابد من النظر إليها من جانبها التكنولوجي و هذا بالفكر المرتبط أساسا بكيفية خلق و إدماج حلول تكنولوجية التي وجدت في ميدان خارج مجال الفلاحة و إستشمارها بشكل مباشر من أجل الغاية و هي رفع الإنتاج الفلاحي و السيطرة عليه بمختلف مكوناته .
و بخصوص دمج التقنيات الحديثة في الفلاحة ، قال الدكتور كريم العباسي أن التكنولوجيات التي ستستخدم في هذا المجال هي تكنولوجيات الإتصال و كذا تكنولوجيات الحوسبة و الرقمنة ، بالإضافة إلى التكنولوجيا السائدة و هي تكنولوجية المكننة بإعتماد أنظمة ميكانيكية و كذلك أنظمة آلية من أجل رصد و متابعة الإنتاج في الميدان ، وكذلك في بعض العمليات التي تتطلب موارد ، وكذلك تكنولوجيات حديثة من أجل الإستشعار عن بعد من أجل إتخاذ القرارات .
و من بين التكنولوجيات التي يعتمد عليها أساسا في مجال الزراعة الدقيقة هي تكنولوجيات تحديد المواقع الجغرافية و كذا تكنولوجيات الرؤية الحاسوبية ، هذه الرؤية التي تعتمد على إلتقاط الصورة و كذا الحوسبة في كل مجالاتها على غرار الحوسبة السحابية و الحوسبة التي تعتمد على أنظمة متكاملة لإدخال بيانات و تحللها في إطار الذكاء الإصطناعي .
الغرفة الفلاحية لولاية الجزائر و” أناد ” تعتزمان التعاون لدعم المؤسسات الفلاحية المصغرة
قال رئيس الغرفة الفلاحية لولاية الجزائر ، السيد إبراهيم جريبية ، في تصريح لجريدة المستثمر ، أنه ” كمهنيين يجب أن نخرج من الزراعة التقليدية و ننتقل إلى الزراعة العلمية أو ما تعرف بالزراعة الدقيقة ، وهذا من خلال إستعمال كل الوسائل الحديثة .
و لتطوير مجال الفلاحة ، يقول رئيس الغرفة الفلاحية لولاية الجزائر ، أن العنصر الأساسي في هذه العملية هو الإنسان ، و لاحظنا أن العديد من الشباب يتجهون نحو الفلاحة و أغلبيتهم يستثمر في مناطق الجنوب ، و أن مجال الفلاحة هو مجال صعب و له خصوصياته و مناخ خاص .
و أضاف المتحدث ذاته أن الشباب حتى و إن لم يتخرجوا من المعاهد إلا أنهم متقبلين العلم ، خاصة عند العمل بصفة علمية فهذا سيدر عليهم بإنتاج وفير ، لكن العمل بصفة علمية يستدعي مرافقة من طرف المهندسين لهؤلاء الشباب و تأهيلهم في طرق إستعمال الأسمدة و كذا عملية السقي بالتقطير .
و الدولة تبذل مجهودات كبيرة لتطوير مجال الفلاحة ، لكن يبقى الرهان هو الماء ، يجب أن نفكر في طرق و أساليب لإقتصاد الماء خاصة مع التغييرات المناخية ، و لهذا يجب أن نعطيه أهمية كبرى ، و يمكن أيضا التوجه للزراعات المائية التي تقتصد في الماء و لا تتطلب أراضي خصبة .
حيث أكد السيد إبراهيم جريبية أنهم على مستوى الغرفة الفلاحية لولاية الجزائر و في كل الغرف على مستوى جميع الولايات يعملون على تطبيق مهامهم و المتمثلة في الإرشاد و مرافقة الفلاحين ،مشيرا أن الغرفة تعمل كذلك في برنامج طموح مع الوكالة الوطنية لدعم و ترقية المقاولاتية ” أناد ” من أجل تمويل الشباب أصحاب المؤسسات المصغرة التي تنشط في مجال الفلاحة ، وكذا الفلاحين و أبناء الفلاحين .
و بخصوص إختيار المشاريع الفلاحية التي ستمولها وكالة ” أناد ” ، قال رئيس الغرفة الفلاحية لولاية الجزائر ، السيد ابراهيم جريبية ، أن الغرفة تدرس المشاريع التي لها إمكانية كبيرة في أن تنجح، و أصحاب ” المشاريع المبتكرة ” يتم دراسة مشاريعهم بصفة أخرى ، الدولة تولي أهمية كبير للشباب أصحاب هذه المشاريع و لقدم لهم إعانة كبيرة لكن نحن سنرافقهم من أجل معرفة توزيع هذه التمويلات .
رابط دائم: https://mosta.cc/1y2w8