بقلم : سمية جيدل
اتسمت العلاقات الجزائرية القطرية في الفترة الأخيرة بتوقيع اتفاقيات على العديد من الاستثمارات الهامة في المجالات المختلفة وعلى رأسها الشق الاقتصادي حيث تفوقت دولة قطر على جميع الدول في مجال الاستثمار في الجزائر بنسبة 74 بالمئة من مجموع الاستثمارات وهذا راجع في الأساس الى العلاقات المتميزة بين البلدين من جهة والى الإصلاحات الأخيرة التي عرفتها الجزائر من جهة أخرى وأهمها فتح المجال أمام المستثمرين الأجانب وهذا ما شجع على الاستثمار أكثر في ظل الإمكانيات الطبيعية والطاقوية التي تتوفر عليها لتستقطب دولة من أهم الدول العربية لتجسيد مشاريع هامة على أرضها عن طريق ضخ استثمارات بمليارات الدولارات وعلى رأسها المستشفى الجزائري القطري الألماني لصناعة الحديد والصلب “بلارة” بولاية جيجل وغيرها من المشاريع في مختلف المجالات الاقتصادية والتجارية والصناعية والزراعية والسياحية والطاقوية والمناجم والصحة والرياضة والنقل البحري والثقافة والاعلام والصيد البحري كما أن هناك عشرات من الشركات القطرية الجزائرية التي تبدي اهتمامها بالاستثمار في الجزائر والتي من المنتظر أن يزيد عددها خلال الفترة القادمة لاسيما في مجال الصناعات الصغيرة والمتوسطة
وحقق حجم التبادل التجاري بين البلدين نمو قدر بنسبة 12 بالمئة في السنة الفارطة حيث بلغت قيمته حوالي 148 مليون ريال مقابل 132 مليون ريال في العام 2020 لينتظر ارتفاعه مع زيادة الاستثمارات بين البلدين خاصة في ظل حرص المستثمرين ورجال الاعمال القطريين على تعزيز التعاون مع الجزائر لضخ استثمارات ناجحة في مجالات كثيرة ومختلفة لتطوير العلاقات نحو أفاق واسعة واعتبرت الزيارة التي قام بها أمير قطر الى الجزائر سنة 2020 انطلاقة جديدة للعلاقة بين البلدين لتتحسن الأمور أكثر مع زيارة رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون لدولة قطر خلال شهر فيفري الفارط حيث ساهمت بشكل كبير في توطيد العلاقات وفتح المجال للاستثمار والتعاون خاصة وأن دولة قطر تعد وجهة استثمارية جاذبة لجميع الاستثمارات بأنواعها وذلك بفضل البنية التحتية المتطورة التي تمتلكها ووفرة الفرص في أغلب القطاعات سواء في قطر أو الجزائر مما يعزز التبادل التجاري بين البلدين ويعود بالفائدة على اقتصادهما حسب ماصرح به رئيس غرفة قطر الشيخ خليفة بن جاسم بن محمد ال ثاني كما أبدت رابطة رجال الأعمال القطريين اهتماما بالغا بزيادة التواجد الاستثماري القطري في الجزائر في ظل توفر مناخ الاستثمار من عقارات صناعية وزراعية وسياحية فماهي الانعكاسات الإيجابية للجزائر من وراء هذه الاستثمارات؟ وأي القطاعات الأكثر جاذبية للاستثمار القطري في الجزائر؟
استثمارات قطرية رائدة نحو أفاق واسعة :
المستشفى الجزائري القطري الألماني
ويعد هذا المشروع في المجال الصحي من أبرز المشاريع الاستثمارية لدولة قطر في الجزائر حيث يحوي المستشفى على 400 سرير تم تصميمه وفق معايير دولية بالإضافة الى خدمات صحية والمتمثلة في التكفل بالحلات المرضية والعمليات الجرحية خاصة المستعصية كما يتميز بطابع معماري مميز والذي سيساهم في تطوير المنظومة الصحية في الجزائر
مصنع الحديد والصلب “بلارة” بولاية جيجل
وتم انطلاقه رسميا من طرف عبد المجيد تبون رئيس الجمهورية وأمير دولة قطر تميم بن حمد ويهدف من خلال توسيعه الى انتاج أربعة الاف طن سنويا من الحديد والصلب أفاق سنة 2024 كما يتوقع أن يوفر ألفين منصب شغل وتسجيل فائض عشرين بالمئة هذه السنة والتي توجه للتصدير لاحقا
“أوريدو ” القطرية للاتصالات أكبر الشركات المستثمرة في الجزائر
وتعتبر “اوريدو” القطرية للاتصالات من أهم الشركات القطرية المستثمرة في الجزائر حيث أنها تمتلك قرابة 13 مليون مشترك جزائري
شركات جزائرية بشراكة قطرية في قطر
وحسب الشيخ خليفة بن جاسم بن محمد ال ثاني فإنه يوجد العشرات من الشركات الجزائرية التي تستثمر في السوق القطري بالشراكة مع شركات قطرية في قطاعات متنوعة كالتجارة والمقاولات والخدمات والأزياء والمفروشات والديكور والتعليم حيث أن 169 شركة جزائرية تعمل في دولة قطر من بينهما شركتان مملوكتان بالكامل للجانب الجزائري
استثمار في مجال النقل والصناعات الصغيرة والمتوسطة
أبدى العديد من رجال الأعمال القطريين رغبتهم للاستثمار في الجزائر وبالتحديد في ولاية وهران لاسيما في مجال النقل والصناعات الصغيرة والمتوسطة إضافة الى استثمارات في مجال السياحة بشراكة جزائرية قطرية أو مئة بالمئة قطرية حسب ماصرح به الشيخ فيصل القاسم رئيس الرابطة القطرية من خلال زيارته الى الولاية مع وفد هام من المتعاملين الاقتصاديين القطريين
استثمارات في مجال السياحة والصيد البحري..
كما أبدى رجال الأعمال القطريين اهتمام كبير وواسع للاستثمار السياحي في ولاية وهران عن طريق انشاء منتجعات سياحية كبرى في الخليج الوهراني إضافة الى انتاج الحليب والزيت كما أبدو اهتمامهم بالاستثمار في الصيد البحري الذي تتميز به الولاية متفائلين بنجاح هذ الاستثمار بعد طمأنت الرابطة القطرية بتوفير الدعم لإنجاح الاستثمارات الأجنبية
اللوجستيك والأسمدة
وهناك اهتمامات استثمارية عديدة من الجانب القطري من بينها بناء مدينة لوجستية للتخزين في ولاية بومرداس لتعزيز قطاع التجارة فضلا عن مشروعات مشتركة في البتروكيماويات أبرزها انشاء مصنع للأسمدة الفوسفاتية بولاية سوق أهراس ومشروع لاستغلال الذهب في جنوب الجزائر وإطلاق خط بحري بين البلدين ومن المتوقع أن يبحث الجانبان مشاريع أخرى بين شركة توزيع الوقود وقطر للبترول بعد اقتراح القطريين إقامة محطات وقود على طول الطريق السريع الذي يربط شرق الجزائر بغربها على مسافة 1261 كلم
توسيع نطاق التعاون في قطاع الزراعة والنقل البحري والتنقيب ..
كما أبدت دولة قطر اهتمامها بالاستثمار الفلاحي في الجزائر في ظل ماتتوفر عليه الجزائر من إمكانيات هائلة في هذا المجال إضافة الى فتح الاستثمار الأجنبي الذي سهل الأمور وبرز هذا الاهتمام من خلال لقاء وزير الفلاحة والتنمية الريفية عبد الحفيظ هني بنظيره السفير القطري في الجزائر علي النعمة كما أبدى البلدين اهتمامها بفرص الشراكة في مجال الصناعات الكيميائية والتحويلية والغذائية والميكانيكية كما ستفتح الجزائر وقطر خطا بحريا لنقل البضائع والأفراد بينهما لأول مرة
استثمار هادف في مجال البحث العلمي والتكنولوجيا 2022- 2025)
وتم التطرق لهذا الاستثمار من خلال اتفاقية البرنامج التنفيذي الثاني في مجال التعليم والبحث العلمي والتكنولوجي حيث تم توقيعها خلال الزيارة الأخيرة لرئيس الجمهورية عبد المجيد تبون لدولة قطر لتجسيد تعاون تربوي وعلمي بين الحكومتين للأعوام الدراسية (2022- 2025)
أمين بوطالبي رئيس المركز العربي الإفريقي لتطوير الاستثمار لـ”المستثمر”:
الشراكة الجزائرية القطرية من أهم الشراكات في السنوات الأخيرة
أكد أمين بوطالبي رئيس المركز العربي الإفريقي لتطوير الاستثمار لـ”المستثمر” أن الشراكة القطرية الجزائرية تعد من أهم الشراكات التي حظيت في السنوات الأخيرة بتطور ملحوظ أهمها مصنع الحديد والصلب “بلارة” الجزائري والقطري وبعد زيارة أمير قطر الى الجزائر خلال السنة الفارطة وزيارة رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون الأخيرة لقطر كان اللقاءان قد أثمر العديد من الاتفاقيات منها في المجال السياحي والفلاحي والصحي وبداية العلاقات كانت ناجحة لأنه كانت هناك اتفاقية حول الطاقة والصحة وهذا الشراكات تعد من أهم الإنجازات التي تحقق أرباح مهمة للطرفين وتحقق مناصب الشغل ونقل التكنولوجيا فالشراكة الجزائرية القطرية في المستشفى انجاز كبير ومهم بالنسبة للدولتين خاصة وأن الجزائر الان يمكن أن تروج للسياحة بكل أنواعها كما كشف أمين بوطالبي أنه لو تم التحقيق بالأرقام نجد أن العلاقة بين البلدين تتراوح بين خمسة عشر الى مليون دولار في السنوات الماضية في حين إرتقت الى ما يفوق سبعة مئة مليون دولار في ضرف سنتين من خلال بناء شراكة استراتيجية من خلال اتفاقية رابح رابح وننتظر أيضا تحقيق شراكة المجمع الفندقي في وهران والمنتجعات السياحية وغيرها من المجالات التي تستهوي المستثمرين القطريين منها الصناعة الصيدلانية والتحويلية والاستثمار العقاري والفلاحي وكل هذا يعتبر إضافة للدولتين
جلول سلامة الخبير الاقتصادي لـ”المستثمر”:
قطر وجدت في الجزائر المناخ الاستثماري المناسب
أكد جلول سلامة الخبير الاقتصادي ومستشار مؤسسات وريادة الأعمال لـ”المستثمر” أنه فيما يخص العلاقات الجزائرية والقطرية هناك توافق كبير بين الطرفين في الجانب الاقتصادي وهذا لتوثيق علاقتهما الاقتصادية وخاصة من خلال تجهيز مصنع “بلارة” للحديد والصلب واطلاق مشروع توافقي جديد في ميدان الصحة والمتمثل في بناء المستشفى الجزائري القطري الألماني إضافة الى تجسيد ملعب رياضي مبرزا أن هذا التقارب بين البلدين يسير في سكته الصحيحة والمنتظرة من خلال تعميق التعاملات الاقتصادية ورأينا هذا التعميق من خلال زيادة الاستثمار في القدرة الإنتاجية لمصنع “بلارة” من اثنان مليون طن للحديد سنويا الى أربعة مليون طن وذلك بزيادة الاستثمار الى اثنان مليار دولار للسنتين القادمتين وتحول القدرة البشرية الإنتاجية من 2400 منصب عمل مختلف الى ما سيقارب بداية 2024 الى 4 ألاف منصب عمل وبالنسبة للمشروع الجزائري القطري الألماني كشف جلول سلامة أن هذا المستشفى جاء ليلبي الحاجيات الجزائرية لقطاع الصحة وبناء على التقارب في القمة التي جرت مؤخرا بين الجزائر وقطر ونحن لاحظنا أن التقارب أصبح فعلي قوي منذ وقعت الأزمة القطرية الخليجية وخلال تلك الفترة كانت قطر بحاجة الى متنفس عربي لها ووجدت في الجزائر السند القوي والملتزم والدائم والبيئة والمناخ الاستثماري الذي يبحثون عنه ليعاد عليهم بالربح والفائدة
رابح شارف رئيس اللجنة التقنية لتطوير المهارات في الغرفة الوطنية للتجارة والصناعة لـ”المستثمر”:
قطر شريك استراتيجي وأهم مستثمر خليجي
ومن جهته يرى رابح شارف رئيس اللجنة التقنية لتطوير المهارات في الغرفة الوطنية للتجارة والصناعة في تصريح له لـ” المستثمر” أن العلاقة الجزائرية القطرية اتسمت في الفترة الأخيرة بتجسيد عدة استثمارات مهمة منها المستشفى القطري الجزائري الألماني في المجال الصحي والذي يعد استثمار كبير في هذا المجال إضافة الى مصنع “بلارة” للحديد والصلب والذي يعد من بين الاستثمارات الاستراتيجية ونحن بدورنا كغرفة للتجارة والصناعة نشجع هذا الاستثمار خاصة وأنه جاء في وقت مناسب تزامن مع صدور قانون الاستثمار الجديد والذي يشجع المتعاملين الاقتصاديين على الاستثمار ويعطي عدة تحفيزات كما أكد رابح شارف أن دولة قطر اليوم من بين أول الدول الخليجية التي استثمرت في الجزائر بقيمة كبيرة في عدة مجالات ومع دخول منطقة “لازليكاف” في المنطقة التجارية الحرة الافريقية كل الدول خارج افريقيا وخاصة دول الخليج من صالحها الاستثمار في دولة إفريقية لكي يكون المنتوج افريقي موجه لإثنان مليار نسمة في افريقيا مبرزا أن الجزائر من خلال البحبوحة الاقتصادية التي تشهدها اليوم أصبحت تختار شركائها من بينهم قطر التي تعد شريك استراتيجي من خلال الامضاء معها على عدة اتفاقيات وفيما يخص غرفة التجارة والصناعة هناك مجلس أعمال جزائري قطري والذي بدأ نشاطه والذي يقع على عاتقه جلب المستثمرين القطريين الحقيقين الذين باستطاعتهم جلب إضافة للاقتصاد الوطني كما لاحظنا أن دولة قطر كانت من بين دول الخليج السابقة للاستثمار في الجزائر والتي نتمنى أن تكون استثمارات ناجحة
عبد الهادي مهني رئيس منتدى التجارة والأعمال لـ” المستثمر”:
الشراكة مع قطر ستكسب الجزائر نقل الخبرات
أكد عبد الهادي مهني رئيس منتدى التجارة والأعمال لـ” المستثمر” أن فتح السوق أمام القطريين للاستثمار يعود بالإيجاب مئة بالمئة لصالح الاقتصاد الوطني الجزائري والاستفادة من الخبرات الأجنبية والقطرية إضافة الى توسيع وتنويع كل المنتوجات كما له انعكاس على السوق الجزائرية سواء الداخلية أو التصدير وفتح وتذليل كل العقبات لكل الجزائريين حينما يقومون بشراكة مع قطر يفتح أمامهم السوق الافريقي بقوة نحو التصدير مبرزأن انفتاح القطريين على السوق الأوروبي والأسيوي جعلهم يكسبون خبرة كبيرة في التصنيع والتجارة الدولية لذلك سيكون هناك نقل للخبرات عن طريق الشراكة والاستفادة منها لتصبح الجزائر بوابة حقيقية للسوق الافريقية
رابط دائم: https://mosta.cc/z6huz
تعليق واحد
شكرا على الموضوع الرائع