بقلم : مليكة . ب
تحدث رئيس المجلس الوطني المهني لفرع النباتات العطرية و الطبية و الزيوت الأساسية للنباتات العطرية زيدان منور لجريدة المستثمر، يقول ان لهذه الشعبة مستقبل واعد في الجزائر، علما أن الجزائر تتوفر على رصيد هام من النباتات الطبية و العطرية بما في ذلك العديد من النباتات المتوطنة التي يمكننا استخدامها لأغراض عديدة كالطب البديل و العطور و التجميل و حفظ الأغذية و استخراج النباتات الخام و الزيوت الأساسية، قائلا ان هناك ما لا يقل عن 400 منتج ينشطون في السوق الوطنية، مبرزا أهمية مساهمة هذه الشعبة في تعزيز الإقتصاد الوطني وفي الصادرات خارج المحروقات، و بالمقابل أعرب محدث المستثمر عن عدم ارتياحه لانعدام إستراتيجية وتنظيم للممارسات التجارية اللازمة في تنمية هذه الشعبة الناشئة، والتي تم تحديدها كعامل في التنمية الفلاحية، داعيا لضرورة اعتماد مخابر مختصة من اجل مراقبة شروط جودة الزيوت الاساسية المستوردة التي تغزو السوق الوطنية، فقد اكد منور ان غياب تنظيم هذا الفرع فتح المجال واسعا أمام الواردات العشوائية، معتبرا النتائج المسجلة من خلال مشاريع مصغرة للشباب المزارعين و التي أطلقت خلال السنوات الأخيرة عبر مختلف المستثمرات الفلاحية، تؤهل لإمكانية إيجاد بدائل اقتصادية مناسبة و مستدامة، خاصة مع ملائمة المناخ لزراعة هذا النوع من النباتات الطبية والعطرية التي تتطلب مراعاة النمط البيولوجي ذلك بالابتعاد عن استخدام المبيدات والأسمدة الكيماوية والاكتفاء بكل ما هو عضوي سواء في تغذية التربة أو في حماية النباتات من الأمراض والأعشاب والحشرات الضارة.
المجال الذي بات يستهوي كثيرا الشباب الجامعي و حاملي الشهادات سيما في مجالات تخصص الكيمياء و العلوم الزراعية و البيولوجيا ممن وجدوا في هذه الشعبة ضالتهم في انشاء مؤسسات مصغرة و المساهمة في الاقتصاد الوطني، وضعت له الوزارة الوصية إستراتيجية تهدف إلى تعزيز ديناميكية تنمية وتطوير الشعبة، ودعم المؤهلات الفلاحية لكل منطقة.حيث تقوم هذه الإستراتيجية على استحداث جمعيات مختصة ومجالس مهنية للنباتات العطرية و الطبية في كل ولاية من أجل تشجيع الإستثمار في هذه الشعبة خاصة و ان الجزائر تهتم في المرحلة الحالية بإنتاج كل ما هو مادة خام، وفي نفس الوقت تعمل على تطوير الصّناعات التحويلية.
النّباتات العطرية والطبية محل اهتمام المستثمرين
أحصت الجزائر سنة 2016 ثلاثة معامل لإنتاج الزّيوت الطبية والعطرية، كان تنشط في ظروف صعبة، في حين توقّفت أخرى بسبب انعدام الطلب. اليوم وبفضل جهود المنتسبين لهذه الشعبة الفلاحية والاستراتيجية المسطّرة، يحصي البلد أزيد من 100 معمل مصنف في إطار الصّناعات التقليدية والحرف، والصّناعة التحويلية.
ويؤكّد الخبير لدى الأمم المتحدة البروفيسور جابو، في تصريحات سابقة أنّ الهدف اليوم هو إثبات ملاءمة هذه الشّعبة مع كل الأقاليم المناخية والتنوع الجيولوجي في الجزائر، فزراعة النّباتات الطبية والعطرية لا تتطلّب كميات كبيرة من الماء عكس الزّراعات الأخرى، وللبرهنة على ذلك تمّ إطلاق مشاريع تجريبية على الصّعيد الوطني كلّلت كلّها بالنّجاح، سواء على مستوى السّهوب الغربية أو في الصّحراء الجزائرية، هذه الأخيرة أعطت نتائج جد مبهرة عكس المفهوم السّائد سابقاً حول نجاح هذه الزّراعة في الشمال فقط.
أغلى زيت في العالم من التين الشوكي
لا شك أن شهرة زيت الصبار، أو زيت التين الشوكي، أثرت بشكل إيجابي على إنتاجه، فبعد أن كان مجرد فاكهة صيفية أصبح اليوم عبارة عن صناعة ومصدر دخل مهم، يستخدم حاليا في أكثر من أربعين مستحضرا تجميليا لتنقية البشرة، فيما تستخدم أوراقه في صناعة المساحيق والصابون والخل بنكهة زهور التين الشوكي، فهو غني بمضادات الأكسدة والأحماض الدهنية الأساسية التي تتغلغل في البشرة وتُغذيها من الداخل. يساعد أيضا على التخلص من الشوائب والتئام الجروح ، ولا تقتصر مزاياه على البشرة، بل تشمل أيضا استعمالات أخرى حسب ما وضح لنا المستثمر “محمود عمير”، الذي نجح في استخلاص أغلى زيت في العالم من بذرة التين الشوكي، التي تعد بمثابة كنز بالنظر إلى فوائدها العديدة، وللإشارة، فان زراعة التين الشوكي تعتبر زراعة بديلة في المناطق الجافة وشبه الجافة، على غرار ولاية تبسة وسوق أهراس التي تعد من بين الولايات الرائدة في إنتاج التين الشوكي التي تزيد مساحة حقولها عن 10 آلاف هكتار، بحيث ينتج الهكتار الواحد من التين الشوكي ما بين 120 قنطار إلى 200 قنطار..
الشعبة بحاجة الى ديناميكية أكبر
يرى مسؤولو كلية البيولوجيا و علوم الطبيعة بجامعة غرداية بأن تنمية و تطوير هذه الشعبة يمكن أن تساهم وبقوة في الإقتصاد الوطني و في الصادرات خارج المحروقات، مشيرين لقدرة النباتات العطرية و الطبية على التكيف مع الظروف المناخية و التنمية في الأراضي الوعرة أو قليلة الخصوبة إلى جانب مكافحتها للتصحر،و يرى المختصون أن النباتات العطرية و الطبية ستشهد ازدهارا كبيرا مستقبلا، اذا ما تم تنظيمها، و تجسدت المتابعة الصارمة لها، من أجل ضمان النجاح و تحقيق الأهداف المرجوة في هذه الشعبة الناشئة لاسيما من خلال تشجيع الإستثمارات و ضمان التكوين لفائدة الفلاحين، و المهتمين بهذا الفرع الهام.
رابط دائم: https://mosta.cc/f5xfy