عزّزت الجزائر حضورها في مشهد الطاقة العربي من خلال الأداء المتميز لمصفاة سكيكدة لتكرير البترول المكثف. ووفقًا لتقرير نشرته منصة “الطاقة” المتخصصة في شؤون الطاقة العالمية، تحتل هذه المصفاة موقعًا بين أكبر 10 محطات تكرير نفط عربية، بقدرة إنتاجية تبلغ 355,000 برميل يوميًا.
موقع استراتيجي يعزز دور الجزائر في شمال إفريقيا
تقع المصفاة على الساحل الجزائري، مما يمنحها موقعًا استراتيجيًا هامًا. تلعب دورًا فعالًا في دعم سياسة الجزائر الطاقوية، خصوصًا مع تزايد الحاجة الداخلية للمشتقات النفطية.
علاوة على ذلك، تساعد المصفاة على تعزيز صادرات الجزائر من المنتجات النفطية نحو الأسواق الخارجية، مما يزيد من رصيد البلاد في السوق الطاقوية الإقليمية.
الجزائر تبرز بين عمالقة الخليج
تحتل سكيكدة المركز العاشر في قائمة تضم أضخم مصافي الخليج. على سبيل المثال، تقود مصفاة الرويس القطرية القائمة بإنتاج يصل إلى 837,000 برميل يوميًا.
في المقابل، تأتي مصفاة الزور الكويتية في المرتبة الثانية بـ 615,000 برميل يوميًا، تليها رأس تنورة السعودية بـ 550,000 برميل.
بفضل هذه المصافي، بلغ إجمالي التكرير العربي 4.9 مليون برميل يوميًا. وساهم هذا الرقم في رفع الإنتاج العام في الشرق الأوسط إلى 8.2 مليون برميل يوميًا مع نهاية عام 2024.
سوناطراك تعزز قدراتها من خلال سكيكدة
أطلقت شركة سوناطراك مصفاة سكيكدة سنة 2009، ووضعتها ضمن خطتها الوطنية لتعزيز الأمن الطاقوي.
أكد المدير حسان بوعظم أن المنشأة تعالج 5 ملايين طن من الكوندونسات سنويًا، وهي كميات تستخرج من منطقة حوض الحمراء في ورقلة.
وأوضح أن هذا الإنتاج المنتظم يمكّن الشركة من الوفاء بالتزاماتها التعاقدية نحو زبائنها داخل الجزائر وخارجها.
جودة عالمية تعزز الثقة
طبّقت المصفاة تقنية التقطير الجوي في عملياتها التكريرية. وتمكنت من الحصول على شهادة ISO 9001 في عام 2015، والتي تعكس التزامها الصارم بمعايير الجودة.
وعلى هذا الأساس، أكد بوعظم أن سكيكدة تُعد المنشأة الوحيدة في الجزائر التي تعالج البترول المكثف الخفيف بتقنيات عالمية المستوى.
دعم السوق المحلية وتقوية الاكتفاء الذاتي
تنتج المصفاة سنويًا حوالي مليون طن من المنتجات البترولية المخصصة للسوق المحلية. وتشمل هذه المنتجات: غاز البوتان و الكيروزان و المازوت نتيجة لذلك، تساهم المصفاة في تقليص واردات الجزائر من هذه المنتجات وتعزيز الاكتفاء الذاتي، مما ينعكس إيجابيًا على الميزان التجاري الوطني.
بقلم.كريم مولود
رابط دائم: https://mosta.cc/ucwqp