تكتسي العلاقات الجزائرية التونسية طابعا خاصا واستثنائيا من حيث عمق روابط الأخوة التي تجمع البلدين، ويظل مستوى العلاقات الثنائية متميزا بين البلدين لا سيما على المستوى الاقتصادي حيث تعتبر تونس ثاني شريك اقتصادي للجزائر في افريقيا، كما تربط الجزائر وتونس علاقات أخوية على المستوى السياسي، منذ فترة طويلة، مع الحرص على تعزيزها اقتصاديا وفق المصالح المشتركة، فآخر الإحصائيات تشير إلى أن تونس تعتبر أهم الشركاء الاقتصاديين للجزائر، في العديد من قطاعات التبادل بينهما على غرار الطاقة والاستثمار والأشغال العمومية والموارد المائية وتنمية المناطق الحدودية وغيرها.
ضرورة المضي نحو آفاق جديدة
سبق و أن أكد الوزير الأول, أيمن بن عبد الرحمان, خلال زيارته إلى تونس على استراتيجية العلاقات بين الجزائر وتونس, وضرورة المضي بها نحو آفاق جديدة وفق ما سطره رئيسا البلدين
و قال بن عبد الرحمان حينها في تصريح عقب استقباله من قبل رئيس الجمهورية التونسية, قيس سعيد, بقصر قرطاج الرئاسي : “أكدنا على استراتيجية العلاقات وضرورة المضي بها نحو آفاق جديدة وفق ما سطره قائدا البلدين, ونحن كحكومة نعمل على تكريس هذه التوجهات, حتى ننتقل بالعلاقات إلى الآفاق المسطرة لها بالاندماج والتكاملية, خاصة من استراتيجية في التعاملات وفي تعميق كل مجالات التبادلات بين البلدين الشقيقين وبين الشعب الواحد الجزائري والتونسي”.
يأتي هذا ليؤكد أن الجزائر و تونس عازمتان على إدخال مزيد من الديناميكية على آليات تعاونهما، لاسيما في مجالات التنمية والاندماج الاقتصادي وتنمية المناطق الحدودية لتستجيب لتحديات ومتطلبات المرحلة بما يخدم مصلحة الشعبين الشقيقين.
كما يعمل الجانبان على استئناف انعقاد اجتماعات اللجان المشتركة لدفع التعاون والعمل على تحقيق هذا التكامل الاقتصادي كمحرك للعمل والاندماج وتوحيد الفضاء المغاربي لصالح شعوب المنطقة..
اجتماع اللجنة المشتركة الجزائرية-التونسية للتعاون في مجال الطاقة والمناجم
في هذا الصدد شهد شهر ماي المنصرم عقد اجتماع اللجنة المشتركة الجزائرية-التونسية للتعاون في مجال الطاقة والمناجم، برئاسة الوزير عرقاب ونظيرته التونسية، نائلة نويرة القنجي
أكد بيان لوزارة الطاقة أن الطرفين بحثا العلاقات الثنائية التي توصف بـ “التاريخية والعميقة” وسبل تعزيزها وتطويرها خاصة في مجالات الطاقة والمناجم، كما ناقش الطرفان تطورات المشاريع والعقود الجارية وفرص التعاون بين الشركات في قطاع الطاقة والمناجم في البلدين، وفي تصريح للصحافة أكد عرقاب أن الاجتماع كان مناسبة للوقوف على مستوى التعاون في القطاع، وحوصلة كل ما تم انجازه منذ الاجتماع الأول للجنة المنعقد بتونس في 2018.
كما أكد عرقاب أن الجزائر، وبتعليمات من رئيس الجمهورية، “ترافق وتساند” دولة تونس، لافتا في هذا الإطار إلى التنسيق مع الطرف التونسي لتحديد احتياجاته الطاقوية اللازمة قصد توفيرها من أجل أن تمر الصائفة في أحسن الظروف.
من جهتها، اعتبرت وزير الصناعة والطاقة والمناجم التونسية، أن انعقاد اللجنة المشتركة من جديد يمثل “فرصة لإعادة التأكيد على جودة العلاقات ما بين البلدين”، مؤكدة أن “الإرادة والعزيمة لا تزالان راسختان لتثبيت العلاقة الثنائية في الطاقة والمناجم”.
كما عبرت عن ارتياحها لاستقبالها من طرف الوزير الأول الذي “جدد عزمه للعمل سويا لتطوير العلاقات في هذه المجالات الحيوية”، مشيرة أن المحادثات التي جرت بين الوفدين الجزائري والتونسي ستسمح بتطوير الشراكة وليس فقط المبادلات التجارية،
وأكدت القنجي إرادة الجانب التونسي في تعزيز التعاون في مجال الكهرباء من خلال تطوير الربط الكهربائي وتوسعته ليمتد إلى ليبيا.
أما بخصوص الغاز الطبيعي، ذكرت الوزيرة بالظرف العالمي الذي عقد الأوضاع الاقتصادية في تونس من ناحية تموين السوق المحلي، مؤكدة أن الجزائر كانت دائما سندا ودعما لتونس لتجاوز مثل هذه الأزمات.
تونس حاضرة في الطبعة الـ 53 لمعرض الجزائر الدولي ب20 شركة
قال مسؤول الجناح التونسي على مستوى معرض الجزائر الدولي وهاب مناصر، أن مشاركة بلده تونس في هذا الحدث الاقتصادي الكبير يهدف إلى ربط المزيد من العلاقات الاقتصادية مع مختلف الفاعلين الاقتصاديين الجزائريين، و رفع المبادلات التجارية البينية و العمل على استقطاب الشراكات في إطار رابح-رابح.
مؤكدا على أن قوة الشراكات الاقتصادية بين الجزائر و تونس
تدل على مستوى العلاقات الثنائية المتميزة، مشيرا إلى مشاركة 20 شركة تونسية بمعرض الجزائر الدولي الذي دأبت بلده حضوره منذ أكثر من أربع عقود، قائلا في هذا الصدد لجريدة “المستثمر”: “نحن متواجدين في هذا الحدث الاقتصادي الهام منذ أكثر من أربع عقود، وهو ما يدل على متانة الروابط الاقتصادية بين تونس و الجزائر البلد الشقيق و الاستراتيجي، نأمل نحن التونسيين دائما في تعزيز التبادلات التجارية و فتح الحدود البرية لتسهيل المبادلات التجارية و تعزيز تواجدنا داخل السوق الجزائرية بفتح المزيد من النقاط الاقتصادية بالأراضي الجزائرية بحيث تصبح شراكة مندمجة و فاعلة”، كما رحب بكل الفاعلين الاقتصادين الجزائريين للعمل و الاستثمار في جميع القطاعات بالشكل الذي يمكّن من رسم خطط مستقبلية للنهوض باقتصاد البلدين .
من جانبه قال رئيس البعثة التجارية التونسية بالجزائر أنيس بن الحاج زكري، أن كل الأبواب مفتوحة أمام الجزائريين للعمل سويا في مختلف القطاعات بهدف تفعيل شراكات دائمة و استراتيجية من أجل ولوج الأسواق الافريقية بقوة مستقبلا.
متوقعا أن يكون توافد السواح الجزائريين نحو تونس هذه السنة أكثر مما كان عليه قبل جائحة كورونا، كاشفا أن تونس استغلت فترة الجائحة لتحسين قطاع الخدمات و تطوير الفنادق بالشكل الذي يرضي السائح الأجنبي عموما و الجزائري خصوصا.
رابط دائم: https://mosta.cc/pp5em