أكد الخبير الاقتصادي هواري تيغرسي في تصريح خاص لجريدة “المستثمر” أن قرار رئيس الجمهورية باستيراد المواشي من دول مثل إسبانيا ورومانيا، وربما من دول أخرى مستقبلاً، يعد خطوة استراتيجية هامة تهدف إلى تخفيف العبء عن المواطنين. جاء ذلك في ظل الارتفاع الكبير الذي شهدته أسعار الأضاحي خلال السنوات الماضية، مما أثر على قدرة المواطنين على شراء الأضحية.
وأوضح تيغرسي أن الأضحية تعد من الطقوس الهامة في المجتمع الجزائري، ومن الضروري توفيرها بأسعار معقولة. وأضاف أن نجاح هذه العملية لا يعتمد فقط على الاستيراد، بل يتطلب خطة توزيع محكمة تشمل كافة القطاعات مثل الفلاحة والصحة والجماعات المحلية.
وأشار إلى أن المشروع الوطني الذي يستهدف استيراد نحو مليون رأس من الماشية يمثل تحديًا حقيقيًا. يتطلب تنسيقًا فعالًا بين المؤسسات الحكومية المختلفة ووزارة الفلاحة لضمان توفير الأضاحي وتنظيم العملية بكفاءة عالية.
وشدد على ضرورة الحفاظ على السلالات الوطنية من الأغنام، مع التأكيد على أن استيراد المواشي يجب أن يكون مكملًا للإنتاج المحلي، ولا يؤثر على التوازن الفلاحي المحلي. واعتبر أن نجاح هذه المبادرة سيسهم في تخفيف الضغط على السوق الوطنية ويوفر للمواطنين بديلاً اقتصاديًا لشراء الأضاحي، خاصة بعد الأزمات السابقة التي شهدت ارتفاعًا غير معقول في الأسعار.
وفي ختام حديثه، نوه تيغرسي إلى أهمية الدور الذي ستلعبه البلديات والجماعات المحلية في ضمان نجاح هذه المبادرة. وشدد على أن المسؤولية تقع على عاتق الجميع لضمان وصول الأضاحي إلى مستحقيها في ظروف منظمة وآمنة، من خلال آلية توزيع شفافة.
رابط دائم: https://mosta.cc/ll3cs