اعتبر البروفيسور والمحلل الاقتصادي محمد حيمران، في تصريح لجريدة “المستثمر”، أن قرار استيراد أضاحي العيد يمثل خطوة حكيمة ومدروسة، تحمل أبعادًا اقتصادية ودينية واجتماعية مهمة. وأوضح أن اختيار رومانيا كمصدر للاستيراد لم يكن عشوائيًا، بل تم بناءً على جودة ماشيتها، واحترامها الكامل لشروط الصحة وسلامة الشعيرة الدينية، بما يتماشى مع تقاليد عيد الأضحى المبارك في الجزائر.
وأشار إلى أن هذا القرار يُعدّ رسالة واضحة إلى المضاربين وسماسرة المناسبات، مفادها أن شعائر الجزائريين خط أحمر، كما أنه سيساهم في ضبط السوق واستقرار الأسعار مستقبلًا.
الكباش الرومانية: جودة عالية، أسعار مناسبة، واحترام للشعيرة
يرى حيمران أن الأضاحي الرومانية تستوفي المعايير المطلوبة، مثل الوزن المثالي (بين 30 و40 كغ بدون صوف)، والجودة الصحية، والأهم احترامها لشروط الذبح الشرعي. كما أن تكلفة الشحن المنخفضة بسبب قرب المسافة، جعلت سعر الأضحية لا يتجاوز 40 ألف دينار جزائري، مما يجعلها في متناول معظم المواطنين، خلافًا للسنوات السابقة.
لماذا وقع الاختيار على رومانيا؟
وفقًا لحيمران، الجزائر كانت أمام عدة بدائل مثل البرازيل، لكن وقع الاختيار على رومانيا نظرًا لمطابقة ماشيتها للصفات المطلوبة في الأضحية مثل: وجود قرون، اللون الأبيض والأسود، الخلو من العيوب، الكثافة الإنتاجية، والسعر التنافسي. وهو ما يجعل من هذه الشراكة قاعدة لآفاق مستقبلية في مجال استيراد اللحوم والمواشي.
أثر الأضاحي المستوردة على الأسعار المحلية
أوضح الخبير أن الكباش المستوردة بأسعارها التنافسية ستؤثر بشكل مباشر على أسعار الماشية المحلية، ما سيؤدي إلى انخفاض الأسعار، بخلاف ما كان عليه الحال في الأعياد السابقة، حيث شهدت الأسواق ارتفاعًا كبيرًا.
أسباب غلاء الماشية المحلية
أرجع حيمران أسباب الغلاء إلى عدة عوامل، أبرزها ندرة الأعلاف، وظاهرة الجفاف التي ضربت الجزائر وشمال إفريقيا خلال السنوات الأخيرة. كما أشار إلى دور المضاربين الذين يستغلون المناسبات لتحقيق أرباح غير شرعية من خلال شراء الماشية مسبقًا وإعادة بيعها بأسعار مرتفعة.
توقعات السوق بعد العيد
توقع حيمران أن تعرف أسعار الماشية المحلية انخفاضًا واستقرارًا خلال فترة العيد بفعل الوفرة والمنافسة، لكنها ستعود إلى الارتفاع تدريجيًا بعد العيد، خاصة مع زيادة الطلب على اللحوم. ولفت إلى أن هذا الارتفاع سيختلف من ولاية لأخرى حسب العرض والطلب وحالة المربين.
بقلم. كريم مولود
رابط دائم: https://mosta.cc/r0p6k