يُعتبر الجراد الصحراوي من أخطر الآفات الزراعية التي تهدد الأمن الغذائي في الجزائر وفي العديد من دول العالم. هذه الحشرة، التي تنتشر بسرعة كبيرة، يمكن أن تدمر محاصيل ضخمة وتُعرّض الأمن الغذائي للخطر. لذلك، تلتزم الجزائر بتطوير استراتيجيات فعالة لمكافحة الجراد وحماية القطاع الزراعي.

الجراد الصحراوي في الجزائر: تحديات كبيرة أمام الأمن الغذائي
يتأثر انتشار الجراد الصحراوي بالعوامل المناخية مثل الرياح والأمطار، التي تساعد في انتقاله من منطقة إلى أخرى. ومنطقة الجنوب الجزائري، بما في ذلك الهقار وعين صالح والمنيعة، تعتبر مناطق تكاثر رئيسية للجراد، حيث يتكاثر في فترة الخريف بعد هطول الأمطار. وقد أصبح هذا التهديد يلقى اهتمامًا واسعًا، خاصة على منصات التواصل الاجتماعي.
حميد بن ساعد، الأمين العام لوزارة الفلاحة والتنمية الريفية والصيد البحري، أشار إلى أن الجراد الصحراوي يُعد من أخطر الآفات الزراعية في العالم. ولفت إلى أن مكافحة هذه الآفة تتطلب تنسيقًا بين مختلف الهيئات الحكومية.
خطة شاملة لمكافحة الجراد الصحراوي
في مواجهة هذه التحديات، وضعت الجزائر خطة شاملة لمكافحة الجراد الصحراوي، والتي تقوم على التنسيق بين مختلف الوزارات والجهات المعنية. منذ عام 1967، تم تطوير استراتيجيات علمية وقانونية للتعامل مع الجراد، بالإضافة إلى تعزيز التعاون مع دول الجوار مثل النيجر ومالي، التي تُعد مصدرًا رئيسيًا للجراد.
التنسيق بين القطاعات الحكومية: اللجنة الوطنية لمكافحة الجراد
لتنفيذ هذه الاستراتيجيات بشكل فعال، تم تشكيل اللجنة الوطنية لمكافحة الجراد الصحراوي. تضم هذه اللجنة ممثلين عن وزارات الفلاحة، الداخلية، الطاقة، النقل والبيئة. من خلال هذه اللجنة، يتم تنسيق العمل بين الوزارات المعنية وضمان استخدام جميع الإمكانيات المتاحة لمكافحة الجراد.
التعاون مع الجيش الوطني الشعبي
من ضمن جهود مكافحة الجراد، تم التنسيق مع الجيش الوطني الشعبي، الذي يشارك في عمليات المراقبة والاستكشاف. حيث تُستخدم الطائرات المروحية لمراقبة الحدود الجزائرية ورصد أي تحركات للجراد من النيجر ومالي. كما أُرسل الجيش فرقًا ميدانية متخصصة لمكافحة الجراد في المناطق الحدودية.
الإجراءات الميدانية لمكافحة الجراد
تتمثل الإجراءات الميدانية في رش المبيدات الزراعية على المناطق المتضررة، حيث يتم استهداف أكثر من 50 ألف هكتار في ولايتي اليزي وورقلة. كما تعتمد الجزائر على المبيدات البيولوجية التي لا تضر بالمحاصيل الزراعية ولا تلوث البيئة.
استعدادات موسم الحصاد: جهود للحفاظ على الإنتاج الزراعي
مع اقتراب موسم الحصاد، تواصل وزارة الفلاحة التحضيرات لضمان نجاح الموسم الزراعي. يتم توفير المعدات الحديثة والفريق المدرب لضمان حصاد المحاصيل بشكل فعال وآمن. كما يتم تدريب المزارعين على استخدام المبيدات وطرق مكافحة الجراد الحديثة.
استراتيجيات مستقبلية لتطوير الزراعة
في إطار تطوير الزراعة في المناطق الصحراوية، تسعى الجزائر إلى تعزيز إنتاج المحاصيل الزراعية وزيادة الرقعة الزراعية. يهدف هذا التوجه إلى تقليل الاعتماد على الاستيراد وتعزيز الاكتفاء الذاتي في البلاد.
رابط دائم: https://mosta.cc/u15xj