بقلم : ندى عبروس
يشهـد عيد الأضحـى ، وفرة كميـات كبيـرة من جلود الأضاحي بمختلـف أنـواعها التي قد يُساء استغلالها بالشكل المناسب، أو إهدارها و رميها في النفايــات للجهل بأهميتها أو إمكانية الاستفادة منها، رغم الحملات التحسيسية كل عام لجمـع هــذه الجلود التي تدخل في العديد من الصناعات .
و هذا ما يدعو إلى ابتكار طريقة لتثميـن هـذه الجلــود المهـدرة وتحويلها لمصدر ثروة من خـلال إستغلالهــا فـي العديـد مـن الصناعــات علــى غــرار إنتاج مادة الجيلاتين التي تدخل فـي الصناعـة الغذائيــة و الصيدلانيــة و كذا الصناعة المواد التجميلية و بالتالـي تحقيق الحفاظ على البيئة من جهة وإنتاج مادة محلية من مواد أولية مجانية من جهة أخرى .
كمـا يساهـم إنتـاج مـادة الجيلاتيـن فـي الدفـع بالاقتصـاد الوطنـي و التقليـص من فاتورة استيراد هذه المادة بالإضافة إلى إمكانية تصديرها إلى الخارج .
شباب يسعون لايجاد حلول ذكية لإعادة تدوير جلود المذابح
قالت صاحبة مشروع مبتكر في صناعة مادة الجيلاتين ، عائشة شعابنة ، في لقاء صحفي ، أن شركتهم هي مؤسسة ناشئة تعمل على إعـادة تدويـر جلـود المـذابح و إستخراج منها مادة الجيلاتين التي تعتبر واحدة من المكونات الغذائية المهمـة .
و أشارت عائشة شعابنة ، إلى أن البعض من المواطنين فـي يـوم عيـد الأضحـى يُلقون جلود الأضاحي في النفايات ، و حتى المذابح الجزائريـة أصبحـت تعانـي من مشكـل فائـض الجلـود ، و تجهـل أين توجهـه و أصبحــت هذه الجلود للأسف الشديد ترمى في النفايات .
وأضافت صاحبة مشروع مبتكر في صناعـة مـادة الجيلاتيـن ، عائشـة شعابنـة أن هذا الأمر ما دفع بهم إلى التفكير فـي حـل مبتكـر لهـذا المشكـل ، وتمكنـوا إلى الوصول لحلول ذكية لإستغلال هذه الجلـود المُهـدرة ، و التـي تعتبـر مادة أساسية في الخارج ، و يمكن إستخدامها في العديد مـن الصناعــات التي تساهم في تنويع الإقتصاد الوطني ، و لهذا فكـر فريقهـا إلـى إعـادة إسترجــاع هذه المـادة الأولية و إستخراج منها مادة الجيلاتين.
إنتاج مادة الجيلاتين .. من مشروع تخرج إلى إقتصاد معرفي
كشفت صاحبة مشروع مبتكر في صناعة مـادة الجيلاتيـن ، عائشة شعابنـة ، في تصريح صحفي ، أن فكرة المؤسسة كانت عبـارة علـى فكـرة مشـروع التخرج لنيل شهادة الماستر في تخصص التغذية وعلوم الغذاء و كان ذلك السنة الماضيـة.
و أوضحت عائشة شعابنة أن فكرة مشروع تخرجها ، كان التفكير فـي مشــروع يمكن تجسيده على الواقع بعد التخرج ، و هذا دعاها إلى التفكير رفقة زميلهـا في رسالة التخرج و الـذي هـو عضـو فـي فريـق المؤسسـة ، إلـى الإستثمـار في هذه المادة ، أيـن تـم القيام بدراسـة علميـة ، مكنتهـم مـن معرفـة كيفيـة إستخراج هذه المادة الأولية .
و بعد التخرج قرر الطالبان أن لا يكون هذا المشروع مخفي بين رفـوف المكتبة يمكـن للطلاب أن يطالعونه و ممكن لا ، وإنما تحويـل هـذا المشـروع إلى إقتصاد معرفـي نابـع مــن المعرفــة التـي إكتسـبــوها مــن الجـامعـة الجزائريـة ، فـكـان أستـاذهم عبد الدايم محمد ، مرافقــا و مشجعا لهم ، لإستغلال هذه المعرفة و الخلق منها اقتصاد وسوق واعد .
مادة الجيلاتين تدخل في العديد من الإستخدامات
أوضحت صاحبة مشروع مبتكر فـي صناعـة مــادة الجيلاتيــن ، عائشة شعابنة أن مــادة الجيـلاتين لديهـا استخدامات عديدة اهمها هي الإستخدامات الغذائية على غرار صناعة الأجبان و العديد من الاغذية التي نتناولوهــا يوميــا ، كمــا أن هذه المادة تدخل في صناعة الصيدلانية على سبيل المثال صناعـة كبسـولات الــدواء وأيضا تدخل مادة الجيلاتين في الإستخدامات المتعلقة بمجال التجميل .
و من جهة أخرى ، أعربت عائشة شعابنة ، أن مادة الجيلاتين المنتجة مـن طرف مؤسستهم هي حلال مائة بالمائة ، مشيرة أن المؤسسـة تتعامـل مباشـرة مـع مذبح جزائري و يذبح بطريقة إسلامية حلال ، و هذا يزيل الشك ان الذبيحة هذه ممكن أن تكون مخنوقة ، و يضمنها لنا المذبح أنه يذبـح فـي مذبـح لا يوجـد بـه أشيــاء محرمة ، اما الغنم أو البقر .
و أشـارت المتـحدثـة ذاتهـا أن منتوجهم حلال مائة بالمائة ، و يمكـن للمواطنيــن إستهلاك مادة الجيلاتين بإمطئنان ، و بدون أي مشكل أو خلل فـي هــذا المنتج .
و في سياق أخر قالت عائشة شعابنة أن المذابح الجزائرية ترمي كـل شهـر تقريبا ستة آلاف مــن جلــود البقـر أو الغنـم ، و هذا الأمر للأسـف يدفـع بتلـوث البيئــة بينمــا مؤسستهــم تسترجــع هـذه المـادة الأوليــة و إعادة تدويرها لإستخراج مادة الجيلاتين ، عـوض تركهـا تلـوث المحيـط و بالتالي فالمؤسسة تعمـل مـن الجانـب الإقتصادي و كذا البيئي بالمحافظة على البيئة .
مشروع إنتاج الجيلاتين يساهم في تقليل فاتورة الاستيراد
صرحت صاحبة مشروع مبتكر في صناعة مادة الجيلاتيـن ، عائشـة شعابنــة ، أن مشروع إنتاج مادة الجيلاتين ، إذا تم الإستثمـار فيـه سيساهـم فـي التقليـل مـن فاتورة الاستيراد لهذه المادة ذات الاستخدامـات المتعـددة ، لانـه الجــزائر للاسف الشديد لا تنتج هذه المادة ، بينما هي مستهلكة فقط لمادة الجيلاتين .
و أشارت المتحدثة ذاتها أن الجزائر تستورد مادة الجيلاتين مــن مصـر و تركيــا و ألمانيا ، و التي تكلف خزينة الدولة مبالغ ضخمة ، مؤكدة أن الجزائر بإمكانهــا إنتاج هذه المادة و يكون لدينا منتج جزائري حلال مائة بالمائــة مصنـوع بأيــادي جزائرية وكذلك يقلل من تكلفـة الإستيـراد و يحــول المعرفــة الــى اقتصــاد منتج ومربح ويحافظ على البيئة ايضا.
انتاج الجيلاتين.. مشروع في طريق النجاح رغم العراقيل
بخصوص التحديات التي واجههـا مشـروع إنتـاج مـادة الجيلاتيـن ، قالــت عائشة شعابنة أنهم واجهوا تحدات و لحـد الان مــا يزالـون يواجهونـا ، وهـم مدركيــن بانهم سيوجهون تحديات أخرى في المستقبل، ولكن لابد مـن المثابـرة ويكــون الإنسان مؤمن بمشروعه و يجاهد من أجله .
و أشارت شعابنة إلى أن أبزر التحديات التي واجهتهم هو التسويق للمنتج ، فأول ما تم تصنيع منتجهم وعرضه في السـوق الجزائريــة على الموردين ، تخوفــوا منه من ناحية أنه حلال أو لا .
و كان هذا أبرز مشكل نواجهه لإقناع المستهلك الجزائري ان منتجنا ذو جــودة و بطبيعة الحال منتج حلال ويستحق ان يكون منافس حتى في السوق العالميــة وأن لديه فرص النجاح ويستحق التمويل .
و أضافت صــاحبة مشروع مبتكر في صناعة مادة الجيلاتيــن ، عائشة شعابنـة لنجاح وإستمرارية المشروع المبتكر لابـد مـن التمويل يجـب ان نكـون على قدر المسؤولية وعلى قدر المبلغ الذي نطلبه ، يجب أن نكون اولا لدينا دراسـة شاملــة للمشروع ونكون واثقين بأن المشروع سيكون مشروعـا ناجح ، عند طرحــه في السـوق الجزائريـة ، وكذلك نتمنـى من ان الدولـة الجزائريـة مثـل ما أنـها تـدعم الشباب الجزائري ، تساعد مشروعنا من أجل الحصـول علـى تمويــل للإنطـلاق في عملية الإنتاجية و لما لا التصدير إلى الخارج .
رابط دائم: https://mosta.cc/9dr7m