بقلم: ندى عبروس
دشن وزير الصناعة الصيدلانية ، الدكتور عبد الرحمان جمال لطفي بن باحمد ، بداية الشهر الجاري ، أول وحدة لإنتاج قلم الأنسولين في الجزائر.
و حسب بيان لوزارة الصناعة الصيدلانية فإن تدشين هذه الوحدة جاء في إطار الاحتفال بالذكرى الستين لاسترجاع السيادة الوطنية .
و أضاف ذات البيان أن إنتاج الأنسولين هو استثمار جزائري مائة بالمائة ، و أن هذا الإنتاج من الأنسولين Glargine المسمّى Glarus ” مكافئ Lantus ” بنمط كامل، سيسمح باستبدال مباشر للواردات بحوالي 120 مليون أورو.
حيث أن القدرة الإنتاجية لهذه الوحدة تزيد عن 10 ملايين علبة من 5 أقلام لا يعاد استعمالها ، و تنتج 50 مليون وحدة بيع ، أي ضعف الاستهلاك الجزائري السنوي لهذا النوع من الأنسولين ، وبالتالي التمكن من التصدير نحو الخارج.
وحدة انتاج قلم الانسولين محليا تفتح أفاق جديدة في المجال الصناعة الصيدلانية
قال طبيب مختص في الصيدلة، سمير والي ، في تصريحات صحفية أن تدشين اول وحدة لإنتاج قلم الانسولين هو بمثابة ثورة كبيرة في مجال الصناعة الصيدلانية لأنه بالخبرات الجزائرية وبتحقيق اول مصنع لصناعة هذه المادة الحيوية لأن اصل الأنسولين الذي يستعمل هو مادة حيوية بيولوجية وليست مادة كيميائية لذلك هو تطور ملحوظ في الصناعة الصيدلانية الوطنية الذي يفتح لنا ابواب وأفاق جديدة في المجال الصيدلاني والمجال الاكتفاء الذاتي والتطبيبي في الجزائر .
وأشار سمير والي إلى أن هذا المصنع يعد مفخرة للجزائر لأنه بسواعد جزائرية ،و سيكون التصنيع من البداية الى النهاية بأيادي وبخبرة جزائرية ، مشيرا ان هذا الشيء الذي يطمئن ويجعلنا نفتخر بهذا الانجاز و نأمل ان يكون هناك ادوية اخرى حيوية مماثلة التي ستصنع وطنيا لتحقيق الاكتفاء الذاتي وكذلك تقدم قيمة مضافة للصناعة الصيدلانية الوطنية.
نسبة الأمان ، الجودة ، و الفعالية أهم ركائز الأدوية المماثلة
أكد الدكتور سمير والي ، في تصريح صحفي أن وحدة انتاج قلم الأنسولين محليا ، ستقدم إضافة ونقلة نوعية ، لأنها ستسهل على المواطن الجزائري اقتناء مادة الأنسولين مصنعة محليا وبتكنولوجيا جديدة.
مشيرا إلى أن الأنسولين هي من المواد المماثلة الحيوية و ليست ادوية كيميائية لان الادوية كيميائية هي ادوية بسيطة تصنع في المصانع الكيميائية ، و يمكن صنعها و تعليبها اما البدائل الحيوية هي تنتج من أجسام حية يمكن أن تكون من الإنسان أو من حيوان او حتى من بكتيريا تعدل وراثيا .
و في ذات السياق ، قال المتحدث ذاته أن هذا المصنع سينتج مادة الأنسولين من بكتيريا معدلة جينيا وهذا ما يجعل المادة الاولية متوفرة، موضحا أن البدائل الحيوي للأدوية الحيوية ، لن تكون مطابقة مائة بالمائة في الأصل ، لكنها مماثلة للأدوية التي كانت مستوردة ، مشيرا إلى أنها تكون مماثلة لها في نسبة الأمان امنة بنفس الدرجة وكذلك في نسبة الجودة ، وكذا في نسبة الفعالية .
والي : الخبرة الجزائرية مؤهلة و تستطيع مماثلت الكفاءات الأجنبية
أكد الطبيب المختص في الصيدلة ، سمير والي ، أن الخبرة الجزائرية مؤهلة في مختلف المجالات وليست في الصناعة الصيدلانية فقط ، موضحا أن الجزائر لديها كفاءات ، و إذا تم توفير كل الإمكانيات سنكون من الرواد في هذه المجالات.
و أشار المتحدث ذاته إلى أن الجزائري ليس لديه أي عقدة نقص انه لا يستطيع أن يماثل الكفاءات الأجنبية ، مؤكدا أن هناك بعض الاحتكاك مع الخبرات الأجنبية التي تمكنهم من نقل التكنولوجيا لصنع المواد التي نحتاجها .
و في هذا الصدد قال سمير والي أن هناك بعض الأدوية ستكون من الأدوية الفعالية الجديدة ، موضحا ان هناك رغبة في فتح هذا المجال للصيادلة والمختصين الجزائريين ، من أجل توظيف معلوماتهم وبحوثهم العلمية في ارض الواقع، وهذا للمساهمة في تحسين صحة المواطنين بتوفير ادوية جديدة ذات فعالية ، و كذا تقليص على الدولة فاتورة الاستيراد الادوية ، لكن يتطلب هذا وجود المثيل للأدوية المستوردة في السوق الجزائرية لان صحة المواطن ليس لها ثمن و لا يمكن الاستغناء على أدوية فعالة من أجل التقليص من الاستيراد .
إنتاج الأنسولين محليا سيوفر على الدولة أموال ضخمة
صرح الدكتور سمير والي أنه مع تطور النمط المعيشي للجزائريين و تغير العادات الغذائية لوحظ ان هناك ارتفاع مستمر في عدد الاصابات بداء السكري ، مشيرا إلى أن هذا المصنع لديه قدرة انتاجية التي تمكن من تغطي السوق الوطنية لما لا حتى التصدير نحو الخارج .
و بخصوص فاتورة استيراد الأنسولين ، قال المتحدث ذاته أن هذا المصنع جاء في وقته لان فاتورة استيراد الانسولين في ارتفاع مستمر سنويا و هي تكلف الدولة أموال طائلة ، و أنه سوف يتم استبدال مباشر للواردات بقيمة 120 مليون دولار في حالة الانتاج في المرحلة الاولى في السنة الاولى فقط من دخول هذا المشروع حيز الانتاج .
موضحا أن هذا المبلغ المعتبر يمكن توفيره لاستعماله في أدوية أخرى او استيراد الادوية الجديدة و باهضة الثمن ، التي لم يكن في استطاعتنا استورادها من قبل من أجل توفير علاجات مضادة للسرطان او علاجات أخرى ، هذه الاموال التي ستوفرها مادة الانسولين المصنعة محليا ستفتح أبواب واسعة على وزارة الصناعة الصيدلانية في استيراد أدوية أخرى او تقليص فاتورة الادوية ، خاصة في الوقت الراهن الذي تسعى الحكومة الى تقليص فاتورة الاستيراد ، لذلك اول شيء ركزنا عليه هو النوعية و الجودة و كذلك فعالية المطابقة ، و لا يمكننا أن نقدم للمواطن دواء يضره أو يؤدي به للهلاك أو الخطر .
و في هذا الشأن أكد الدكتور سمير والي أن المنتوج لا بد ان يمر على مخابر الجودة و يكون بنفس الفعالية و نسبة الامان للمنتوج المستورد ، ثم يصل الى الصيدلي ، و بالتالي هذا الأخير لديه مكان للتخزين و طريقة معينة لصرف هذا الدواء و لكن الصيدلي حاليا يواجه مشكل هو انه ليس لديه الحق ان يستبدل دواء مستورد بدواء مصنع محليا ، و في هذا الأمر نطالب من وزارة الصحة انها تسرع في اصدار قوانين ملائمة حتى تمكن الصيدلي الجزائري ان يصرف هذا الدواء في امان و التسويق لهذا المنتج .
و نتمنى ان هذا المنتوج الوطني يكون هو الاساسي عند الصيدلي الجزائري و هذا فخر لنا ان نصرف هذا الدواء و نعتز بالصناعة الصيدلانية الجزائرية و لما وصلت له
رابط دائم: https://mosta.cc/yplp7