بقلم مريم علواش
مع اقتراب عيد الاضحى المبارك, تشهد أسواق بيع الكباش في الجزائر ارتفاعا “فاحشا” في سعر الأضاحي، والتي تتراوح بين 60 ألف دينار إلى 70 ألف دينار فما فوق , وهذا ماجعل المواطنين يعيشون حالة قلق وحيرة فيما إذا كان باستطاعتهم أداء السُنّة هذه السَنة أم أنهم سيضطرون الى الاستغناء عنها، خاصة في ظل انخفاض القدرة الشرائية للمواطن في الأونة الخيرة , و غلاء المعيشة على كافة الأصعدة ,و تتمثل أهم العوامل التي تسببت في الارتفاع الغير مسبوق الذي تعرفه سوق المواشي اليوم . مع الإشارة إلى أن وزارة الفلاحة والتجارة قاما باستحداث مجموعة من الإجراءات قصد تمكين المواطن البسيط من الحصول على أضحية العيد بأقل سعر ممكن، وذالك عن طريق “إنشاء أسواق رحمة” في مختلف أنحاء البلاد، وهي عبارة عن فضاءات تشرف عليها السلطات العمومية وتكون مخصصة لبيع الأضاحي بأسعار معقولة .
فادي تميم: لا وجود لإحصاءات رسمية للثروة الحيوانية في الجزائر
قال فادي تميم , ممثل الجمعية الجزائرية لحماية المستهلك , عن الارتفاع الخيالي لأسعار المواشي قبل أيام من حلول عيد الأضحى ,أن مثل هذه الممارسات الغير مشروعة باتت “عادة حميدة” عند بعض التجار, إذ أنه نفس ما شاهدناه في شهر رمضان المنصرم , عند ارتفاع سعر اللحوم، هذا ما بات يؤرق الحياة اليومية للمواطن البسيط , الذي لم يعد يقوى على توفير كل ما تتطلبه الأسرة , خاصة في ظل تدنى القدرة الشرائية , وارتفاع الأسعار
و يضيف ذات المتحدث ” رغم التصريحات الرسمية التي تسعى لتطمين المواطن بعدم ارتفاع الأسعار في , لكن الواقع لا يترجمها في الأسواق خاصة في المناسبات” .
كما أكد تميم أن الجزائر تعاني غياب الوفرة الحيوانية، فقد تم التصريح بتجهيز حوالي 05 مليون رأس في عام 2019 , ما يتوقع ارتفاعها الى 06 مليون أضحية في عام 2022 , و تواصل ارتفاع أسعار المواشي , اليوم في السوق الجزائرية يوضح أنه لا وجود للوفرة التي تتحدث عنها الأرقام المقدمة من قبل الإدارات التابعة لوزارة الفلاحة.
إضافة إلى، يقول ذات المتحدث، استنزاف الثروة الحيوانية عن طريق تهريبها عبر الحدود الشرقية , وكذا ذبح أنثى الغنم والذي يؤثر سلبا على الوفرة في هذا النوع من الثروة الحيوانية . إضافة الى الجفاف الذي شهدته الجزائر مؤخرا
وأكد تميم، أنه والجمعية التي يتواجد على رأسها، يعملون على دق ناقوس الخطر نظرا للظروف المزرية التي ترافق الموال في حياته اليومية، كما أن جمعيته، يواصل المتحدث، دائما ما تنادي بتشجيع ومراقبة الموال ومحاولة مساعدته في إيصال صوته إلى الوزارة قصد محاولة تذليل الصعوبات التي تحول دون وفرة الإنتاج ومن جهتنا طالبنا بأسواق مريحة للموال و كذا أماكن الإقامة بالعاصمة .
وفي سياق آخر، قال المتحدث أن السماسرة يعتبرون سببا أساسيا في ارتفاع أسعار المواشي لأنهم يقومون بإنتهاج طرق غير مشروعة في تسمين الكباش وكذا مضاعفة أسعارها ورفعها والتلاعب بها.
“أسواق الرحمة” لكسر الأسعارالملتهبة
وكان وزيرالتجارة كمال رزيق قد تحدث في وقت سابق عن إنشاء “أسواق رحمة” مختصة في بيع الأضاحي عبرمختلف أنحاء الوطن ، وهي عبارة عن فضاءات تشرف عليها السلطات العمومية مخصصة لبيع الأضاحي بأسعار في متناول المواطن البسيط, أين أسدى من خلالها توجيهات تتعلق بتنظيم أسواق رحمة عبركامل القطر الوطني مخصصة لبيع الماشية بالتنسيق مع المصالح المعنية قبيل حلول عيد الأضحى المبارك”
من جهته قال نائب رئيس فدرالية الموّالين ومربي المواشي ابراهيم عمراني، إن أسعار الأضاحي خلال العام الجاري “ستعرف ارتفاعا في ظل شح الأمطار في المناطق السهبية وكذا ارتفاع أسعارالأعلاف , إضافة إلى التكاليف الباهظة التي باتت ترهق الموّالين اليوم خاصة تكاليف الأعلاف الباهضة وكذا عدم سهولة التنقل إلى العاصمة عند اقتراب موسم عيد الأضحى .
وقال مدير الديوان والأمين الوطني للإتحاد العام للتجار والحرفيين الجزائريين، عصام بدريسي، عن هذه المبادرة أنها تجربة جديدة، قد تعزز السوق وتخفف نوعا ما عن المواطن، إلا أنه أعرب عن عدم تفاؤله لنجاحها.
قائلا أن أسواق الرحمة في مجال بيع المواشي غير مجدية، ومثل هذه القرارات المناسباتية ليس لها أي جدوى اقتصادية، ولن تترك أي أثرعلى السوق وعلى القدرة الشرائية للمواطن،لأن السوق يتحكم فيه قانون العرض والطلب.
مضيفا:” كان من الأجدر أن نضع آليات حقيقة لضبط السوق، من خلال التنسيق بين وزارتي التجارة والفلاحة، من أجل إحصاء احتياجات المواطنين من رؤوس الأغنام , ليتم إغراق السوق بها فيما بعد ، سواءا عن طريق استيراد الكمية الناقصة، او عن طريق الإستعانة بالماشية الخاصة بالجنوب، وتسويقها بالشمال، فالثروة الحيوانية الموجودة بالجنوب كان بإمكانها تخفيض أسعارها إذا ما وفرنا لها عوامل مساعدة للتسويق .
وطالب مدير الديوان والأمين الوطني للإتحاد العام للتجار والحرفيين الجزائريين، بوضع آليات حقيقة لدعم الفلاحين،والمواليين , واستحداث بطاقة لكل الإحتياجات من الغنم، المواشي واللحوم وباقي المنتوجات الفلاحية في ربوع الوطن، لأن الجهات المعنية لا تعرف بالضبط عدد رؤوس الأغنام الموجودة على المستوى الوطني حتى تتمكن من ضبط أسعارها.
وفي السياق ذاته دعا بدريسي إلى عودة الجزائر للثورة الزراعية من خلال تشجيع المواطنين لمزاولة نشاط تربية المواشي والأغنام بالأرياف، وإعادة الروح إلى هذه الشعبة التي تتناقص يوما بعد يوم، مشيرا إلى الخطوة التي قام بها أحد الخواص الذي سلم مجموعة من الأبقار لمواطني منطقته الريفية، من أجل إنجاح مشروعه الخاص بجمع الحليب، والتي اعتبرها بالخطوة الإيجابية والتي يجب أن يحذوا حذوها الجميع .
كما طالب ذات المتحدث بإنشاء تعاونيات مهنية مشتركة بين التاجر والفلاح، وكذا بين المواطن والتاجر، والتي تضبط الأسعار، تكون فيها الفائدة مشتركة، والتي أثبتت نجاعتها في عديد الدول الأوروبية والغير أوروبية
وزارة الفلاحة : نحو استحداث إمكانيات جديدة من اجل إنجاح موسم عيد الأضحى
أكد وزير الفلاحة والتنمية الريفية، محمد عبد الحفيظ هني، لعدة وسائل إعلامية محلية أن قطاعه سخر جميع إمكانياته من أجل زيادة انتاج المواشي لعام 2022. بغرض الحفاظ على استقرار الأسعار موضحا أن “السوق يبقى حرا وتحكمه عدة عوامل تؤثر على الأسعار” قائلا إن قطاعه سيبذل مجهودات لتحقيق الوفرة بأكبر قدر ممكن وتغطية الطلب بما يحافظ على استقرار الأسعار.
في حين، تدخل القطاع “من خلال مؤسساته منها مجمع الصناعات الغذائية واللوجيستيك (أغرولوغ) الذي يتابع الملف”. “أين تم العمل على زيادة الوفرة بأكبر قدر ممكن حتى يتم تغطية الطلب.
ويقدر الطلب الوطني على المواشي خلال عيد الأضحى بحوالي 4 مليون رأس، حسب المتحدث. مؤكدا أن المؤسسات العمومية لا تستطيع توفير كل هذه الكمية بمفردها، لكنها قامت بالإجراءات اللازمة لزيادة العدد بالسوق
وفيما يتعلق بحملة الحصاد والدرس للحبوب للسنة الجارية، أكد هني أن قطاع الفلاحة جهز كل الظروف الملائمة للرفع من الإنتاج”. كما أضاف في هذا السياق أن القطاع يعمل على دعم المساحات الفلاحية المسقية. حيث تم بلوغ 200 ألف هكتار من المساحات المسقية موجهة أساسا لزراعة الحبوب. من بين مليون هكتار من المساحات الفلاحية الموجهة لمختلف التخصص
موضحا في ذات السياق “القطاع يقوم حاليا بالتصحيحات وعمليات التنظيم المناسبة”. والتمكن من مرافقة الزيادة في الطلب التي ميزت السنوات الأخيرة بفعل الزيادة المسجلة في الكثافة السكانية .
رابط دائم: https://mosta.cc/kebda